
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَــم يَبـقَ لِلصـَيفِ لا رَسـمٌ وَلا طَلَـلُ
وَلا قَشـــيبٌ فَيُستَكســـى وَلا ســـَمَلُ
عَدلٌ مِنَ الدَمعِ أَن يُبكى المَصيفُ كَما
يُبكـى الشَبابُ وَيُبكى اللَهوُ وَالغَزَلُ
يُمنـى الزَمـانِ طَـوَت مَعروفَها وَغَدَت
يُسـراهُ وَهـيَ لَنـا مِـن بَعـدِها بَدَلُ
مـا لِلشـِتاءِ وَمـا لِلصـَيفِ مِـن مَثَلٍ
يَرضـى بِـهِ السَمعُ إِلّا الجودُ وَالبَخَلُ
أَمـا تَـرى الأَرضَ غَضـبى وَالحَصى قَلِقٌ
وَالأُفـقَ بِـالحَرجَفِ النَكبـاءِ يَقتَتِـلُ
مَـن يَزعَـمُ الصـَيفَ لَم تَذهَب بَشاشَتُهُ
فَغَيــرُ ذَلِــكَ أَمسـى يَزعُـمُ الجَبَـلُ
غَــدا لَــهُ مِغفَـرٌ فـي رَأسـِهِ يَقَـقٌ
لا تَهتِــكُ الـبيضُ فَـودَيهِ وَلا الأَسـَلُ
إِذا خُراســانُ عَــن صـِنِّبرِها كَشـَرَت
كـانَت قَتـاداً لَنـا أَنيابُها العُصُلُ
يُمسـي وَيُضـحي مُقيمـاً فـي مَبـائَتِهِ
وَبَأســُهُ فـي كُلـى الأَقـوامِ مُرتَحِـلُ
مَـن كـانَ يَجهَـلُ يَومـاً حَـدَّ سـَورَتِهِ
فـي القَريَتَيـنِ وَأَمـرُ الجَـوِّ مُكتَهِلُ
فَمــا الضـُلوعُ وَلا الأَحشـاءُ جاهِلَـةٌ
وَلا الكُلـى أَنَّـهُ المِقدامَـةُ البَطَـلُ
هَــذا وَلَــم يَتَّـزِر لِلحَـربِ دَيـدَنَهُ
فَــأَيُّ قِــرنٍ تَــراهُ حيــنَ يَشـتَمِلُ
إِن يَسـَّرَ اللَـهُ أَمـراً أَثمَـرَت مَعَـهُ
مِـن حَيـثُ أَورَقَـتِ الحاجـاتُ وَالأَمَـلُ
فَمــا صـِلائِيَ إِن كـانَ الصـِلاءُ بِهـا
جَمـرَ الغَضا الجَزلِ إِلّا السَيرُ وَالإِبلُ
المُرضــِياتُكَ مــا أَرغَمــتَ آنُفَهـا
وَالهادِياتُــكَ وَهـيَ الشـُرَّدُ الضـُلُلُ
تُقَــرِّبُ الشـُقَّةَ القُصـوى إِذا أَخَـذت
ســِلاحَها وَهُــوَ الإِرقــالُ وَالرَمَــلُ
إِذا تَظَلَّمــتَ مِــن أَرضٍ فُصـِلتَ بِهـا
كــانَت هِــيَ العِـزُّ إِلّا أَنَّهـا ذُلُـلُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.