
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
صـَريعُ هَـوىً تُغـاديهِ الهُمومُ
بِنَيســابورَ لَيـسَ لَـهُ حَميـمُ
غَريــبٌ لَيــسَ يُؤنِسـُهُ قَريـبٌ
وَلا يَــأوي لِغُربَتِــهِ رَحيــمُ
مُقيـمٌ فـي دِيـارِ نَـوىً شَطونٍ
يُشــافِهُهُ بِهــا كَمَـدٌ مُقيـمُ
يَمُــدُّ زِمــامَهُ طَمَــعٌ مُقيـمٌ
تَــدَرَّعَ ثَــوبَهُ رَجُــلٌ عَـديمُ
رَجــاءٌ مــا يُقـابِلُهُ رَجـاءٌ
هُـوَ اليَـأسُ الَّذي عُقباهُ شومُ
فَلا عَجَــبٌ وَإِن كَظَّــت رِكـابي
بِـأَرضٍ طـارَ طائِرُهـا المَشومُ
فَقَـد فـارَقتُ بِـالغَربِيِّ داراً
بِـأَرضِ الشامِ حَفَّ بِها النَعيمُ
هِـيَ الـوَطَنُ الَّذي فارَقتُ فيهِ
وَفـارَقَني المُسـاعِدُ وَالنَديمُ
وَكُنـتُ بِهـا المُمَنَّعُ غَيرَ وَغدٍ
وَلا نَكــدٍ إِذا حَــلَّ العَظيـمُ
فَـإِن أَكُ قَـد حَلَلتُ بِدارِ هونِ
صـَبَوتُ بِها فَقَد يَصبو الحَليمُ
أَلومُـكَ لا أَلـومُ سـِواكَ دَهراً
قَضـى لـي بِالَّـذي يَقضي سَدومُ
إِذا أَنـا لَم أَلُم عَثَراتِ دَهرٍ
أُصـِبتُ بِها الغَداةَ فَمَن أَلومُ
وَفي الدُنيا غِنىً لَم أَنبُ عَنهُ
وَلَكِـن لَيـسَ في الدُنيا كَريمُ
حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.