
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كلفـــت بأمـــداح النـــبي محمـــد
ألا فاسـمعوا مـا عـن فضـائله احكـي
كــبير جليــل مجتــبى فــوق رســله
فهـا هـو بيـن الرسـل واسـطة السلك
كـــدارة بــدر وجهــه بيــن صــحبه
أتخفـى علـى النشـاق رائحـة المسـك
كســى اللـه ذاك الـوجه نـور هدايـة
فـذل بهـا مـن ضـل فـي ظلـم الشـرك
كريــم حليــم أخــذه العفــو عرفـه
مـتى واجـه الجـاني يـواجه بـالترك
كــذا كــان لا حلــم يقــارب حلمــه
ولا هـدي فـاق النـاس بالهدي والنسك
كأحمـد مـا فـي الرسـل هذا اعتقادنا
ولا شـك هل في الشمس في الظهر من شك
كمـــال جمـــال فـــي علــو جلالــة
لــه هيبـة ذلـت لهـا هيبـة الملـك
كأنــا بـه الحشـر والرسـل قـد جثـت
وأحمــد فــي جـاه يجـل عـن الـدرك
كفيـــل اليتــامى عصــمة لعصــاتنا
هو الستر في الدنيا وأخرى من الهتك
كــثير العطايـا يتبـع العسـر يسـره
يبادرأســرى الضـيق والضـنك بالفـك
كفــاه مـن الـدنيا كفـاف ولـم يـزد
ولا مـــال حاشــاه لمــال ولا ملــك
كراكــب بحــر مــا حــوى غيـر زاده
يخفــف أثقــالا ليســرع فـي الفلـك
كــذالك أوصــانا فيــا سـوء حالنـا
حملنــا ثقيلا كيــف بــالله لانبكـي
كشــفنا ســتورا عــن ذنــوب كـثيرة
ولــولاه عوجلنـا مـن اللـه بالهلـك
كرهنــا زمامــا ليــس فيــه نـزوره
فسـيروا بنـا نسعى إلى القمر المكي
كلا اللــه قــبرا قــد حــواه وضـمه
لقـد ضـم مـولى العرب والعجم والترك
كفـاك مـن العصـيان يـا نفـس فانهضي
إليـــه وخلــى كــل شــاغلة عنــك
كســبت ذنوبــا مالهــا غيــر جـاهه
فـذاك الـذي يرجـو المصـر على الإفك
كتمــت عيــوني والإلــه لهــا يـرى
فـإن هـو لـم يشـفع فلـي موقف مبكي
كمـــا أنـــه عنـــد الإلــه مشــفع
فـأرجو ينجينـي مـن الموقـف الضـنك
محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ مجد الدين أبو عبد الله المعروف في القرون المتأخرة بالوتْري، نسبة إلى قصائده (الوتْريات) : شاعر من كبار شعراء المدائح النبوية، وقصائده الوتريات ترجمت قديما إلى اللغة التركية، وهي قصائد على حروف المعجم كل واحدة منها في 21 بيتا، انظر كلامنا عليها في صفحة القصيدة الأولى منها وأولها: (أصلي صلاة تملأ الأرض والسما)ترجم له اليافعي في "مرآة الجنان" في وفيات سنة (662هـ) قال: (وفيها أو في التي بعدها توفي ناظم الوترية، الفقيه الشافعي، الواعظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الرشيد البغدادي، كان فقيهاً واعظاً عارفاً بالفقه والخلاف. أعاد ببغداد، وقدم مصر والإسكندرية، ووعظ بها، وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الذين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات، ورافقه في الحج، ودخل الأفريقية، وجال في بلاد المغرب، وكان ظاهر التدين والصلاح)وترجم له الباباني في "هدية العارفين" قال: (صاحب الوترية: محمد بن أبي بكر بن رشيد الواعظ أبو عبد الله البغدادي لشافعي الشهير بصاحب الوترية المتوفى سنة 662 اثنتين وستين وستمائة. الوترية مدح البرية صلعم قصائد. القصيدة الذهبية والحجة المكية والزورة المحمدية)وفي "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر: (ومثله يعني بفتح الراء من رشيد: محمد بن أبي بكر بن رشيد الحربي الواعظ صاحب القصائد الوترية)وهو صاحب القصيدة الذهبية التي تتداولها المواقع الأدبية وينسبونها إلى الإمام العلامة ابن الأمير الصنعاني فلعلهم وجدوها بخطه فحسبوها من شعره، وهي من أشهر رحلات الحج المكتوبة شعرا، واول من ذكرها من المؤرخين، الرحالة البلوي المتوفى سنة (767هـ) في رحلته التي سماها "تاج المفرق" وهو يذكر أنه سمعها لأول مرة في الإسكندرية في منزل شيخه شرف الدين الكتامي المولود عام (642هـ) قال: ومما انفرد بالعلو فيه سماعه غير مرة لجميع القصيدة الذهبية في الحجة والزورة المحمدية على ناظمها الشيخ الإمام الصالح مجد الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ رحمه الله تعالى وأولها:أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعـى الله عيشا في حماك رعيناهسـرقناه مـن ريـب الزمـان وصرفه ولمـا سـرقنا العيش منه سرقناهوجاءت جيوش البين يقدمها القضا فبــدد شــملا بالحجـاز نظمنـاهثم تلاه الفاسي فذكرها في كتابه "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (ج2 ص 345) انظر ذلك في صفحة القصيدة.