
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يســود الـورى مـن كلَّـم فـي السـما
وقـام بسـاق العـرش يسـتمع الوحيا
يــرى نــور حجــب اللـه لا بفـؤاده
ولكنــه بــالعين أثبتهــا رؤيــا
يــدلك مـافي النجـم مـن قـول ربـه
ألا فاتلهـا فـالله يلهمـك الهـديا
يقينــا بــأن اللــه أسـرى بعبـده
إليــه وحيــاه فنعــم الـذي حيـا
ينــاديه أهلا بــالحبيب الـذي لنـا
فـأنت لـدينا زينة الدين و الدنيا
يكـــون يمينــي بــالإله لقــد رأى
مـن اللـه لقيـا لا يعادلهـا لقيـا
يوافيــك منــا أينمــا كنـت حفظنـا
فأعيننــا ترعــاك فـي خلقنـا رعيـا
يفــوق جميــع الخلــق خلقـا وإنـه
لأجملهــم خلقــا وأحســنهم رؤيــا
يجــود ويعطــي مــؤثرا فـي خصاصـة
ويطـوي الليـالي فـي خصاصـته طيـا
يحــاكيه وبــل السـحب عنـد عطـائه
فـوالله مـا يبقـى العطـاء له شيا
يطلـــق دنيانـــا ويطلـــب ربـــه
فما اختار في الدنيا حياة ولا بقيا
يمينــا تــراه مــع شــمال يبثهــا
ويهــوى لهـا ممـا ينافرهـا وهيـا
يعـــم جميـــع العــالمين بجــاهه
لـه العـز والإكرام والرتبه العليا
يمينــا يقينــا جــاهه عنـد ربنـا
بـه ترحـم المـوتى بـه ترحم الأحيا
يــدافع عنــا كــل وقــت عــذابنا
فلـولاه عـذابنا فكـم نركـب النهيا
يشـــفعه فينـــا الإلــه إذا لظــى
يلاقـى بـه مـن ضـل عـن دينـه غيـا
يطيـــب بريــاه النســيم وبطيبــة
فطـوبى لمـن فـي طيبـة ينشق الريا
يســوق التقــى سـعيا إليـه عصـابة
وأمـا أنـا فالـذنب يمنعني السعيا
يــزور رســول اللــه مـن خـف وزره
ووزري ثقيــل لا أطيــق بــه مشـيا
يهيجنـــي شـــوقي لقـــبر محمـــد
ويقعــدني ذنـبي وإيتـائي البغيـا
يمينـــا بربـــي إن قلــبي يحبــه
وذاك رجـائي فـي الممات وفي المحيا
محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ مجد الدين أبو عبد الله المعروف في القرون المتأخرة بالوتْري، نسبة إلى قصائده (الوتْريات) : شاعر من كبار شعراء المدائح النبوية، وقصائده الوتريات ترجمت قديما إلى اللغة التركية، وهي قصائد على حروف المعجم كل واحدة منها في 21 بيتا، انظر كلامنا عليها في صفحة القصيدة الأولى منها وأولها: (أصلي صلاة تملأ الأرض والسما)ترجم له اليافعي في "مرآة الجنان" في وفيات سنة (662هـ) قال: (وفيها أو في التي بعدها توفي ناظم الوترية، الفقيه الشافعي، الواعظ أبو عبد الله محمد بن أبي بكر ابن الرشيد البغدادي، كان فقيهاً واعظاً عارفاً بالفقه والخلاف. أعاد ببغداد، وقدم مصر والإسكندرية، ووعظ بها، وسمع منه جماعة منهم الإمام العلامة شرف الذين أبو العباس أحمد بن عثمان السخاوي الشافعي إمام الأزهر، والإمام العلامة قاضي القضاة بدر الدين محمد بن إبراهيم بن جماعة، سمع منه قصائده الوتريات، ورافقه في الحج، ودخل الأفريقية، وجال في بلاد المغرب، وكان ظاهر التدين والصلاح)وترجم له الباباني في "هدية العارفين" قال: (صاحب الوترية: محمد بن أبي بكر بن رشيد الواعظ أبو عبد الله البغدادي لشافعي الشهير بصاحب الوترية المتوفى سنة 662 اثنتين وستين وستمائة. الوترية مدح البرية صلعم قصائد. القصيدة الذهبية والحجة المكية والزورة المحمدية)وفي "تبصير المنتبه" للحافظ ابن حجر: (ومثله يعني بفتح الراء من رشيد: محمد بن أبي بكر بن رشيد الحربي الواعظ صاحب القصائد الوترية)وهو صاحب القصيدة الذهبية التي تتداولها المواقع الأدبية وينسبونها إلى الإمام العلامة ابن الأمير الصنعاني فلعلهم وجدوها بخطه فحسبوها من شعره، وهي من أشهر رحلات الحج المكتوبة شعرا، واول من ذكرها من المؤرخين، الرحالة البلوي المتوفى سنة (767هـ) في رحلته التي سماها "تاج المفرق" وهو يذكر أنه سمعها لأول مرة في الإسكندرية في منزل شيخه شرف الدين الكتامي المولود عام (642هـ) قال: ومما انفرد بالعلو فيه سماعه غير مرة لجميع القصيدة الذهبية في الحجة والزورة المحمدية على ناظمها الشيخ الإمام الصالح مجد الدين أبى عبد الله محمد بن أبى بكر البغدادي الواعظ رحمه الله تعالى وأولها:أيا عذبات البان من أيمن الحمى رعـى الله عيشا في حماك رعيناهسـرقناه مـن ريـب الزمـان وصرفه ولمـا سـرقنا العيش منه سرقناهوجاءت جيوش البين يقدمها القضا فبــدد شــملا بالحجـاز نظمنـاهثم تلاه الفاسي فذكرها في كتابه "شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام" (ج2 ص 345) انظر ذلك في صفحة القصيدة.