
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بـانَ الْخَلِيـطُ فَهالَتْكَ التَّهاوِيلُ
وَالشـَّوْقُ مُحْتَضـَرٌ وَالْقَلْـبُ مَتْبُولُ
يُهْـدَى السَّلامُ لَنا مِنْ أَهْلِ ناعِمَةٍ
إِنَّ الســَّلامَ لِأَهْـلِ الْـوُدِّ مَبْـذُولُ
إِنّـي اهْتَـدَيْتُ بِمَوْمـاةٍ لِأَرْحُلِنـا
وَدُونَ أَهْلِـكِ بـادِي الْهَوْلِ مَجْهُولُ
لِمُطْرِقِيـنَ عَلَـى مَثْنَـى أَيـامِنِهِمْ
رامُوا النُّزُولَ وَقَدْ غارَ الْأَكالِيلُ
طـالَتْ سـُراهُمْ فَذاقُوا مَسَّ مَنْزِلَةٍ
فِيهـا وُقُـوعُهُمُ وَالنَّـوْمُ تَحْلِيـلُ
وَالْعِيـسُ مَقْرُونَـةٌ لاثُـوا أَزِمَّتَها
وَكُلُّهُــنَّ بِأَيْـدِي الْقَـوْمِ مَوْصـُولُ
سـَقْياً لَـزَوْرِكَ مِـنْ زَوْرٍ أَتاكَ بِهِ
حَـدِيثُ نَفْسـِكَ عَنْـهُ وَهْـوَ مَشـْغُولُ
يَخْتَصـُّنِي دُونَ أَصْحابِي وَقَدْ هَجَعُوا
وَاللَّيْــلُ مُجْفِلَـةٌ أَعْجـازُهُ مِيـلُ
أَهالِـكٌ أَنْـتَ إِنْ مَكْتُومَةُ اغْتَرَبَتْ
أَمْ أَنْـتَ مِـنْ مُسْتَسَرِّ الْحُبِّ مَخْبُولُ
بِـالنَّفْسِ مَـنْ هُوَ يَأْتِينا وَنَذْكُرُهُ
فَلا هَـواهُ وَلا ذُو الـذِّكْرِ مَمْلُـولُ
وَمَـــنْ مَـــوَدَّتُهُ داءٌ وَنــائِلُهُ
وَعْــدُ الْمُغَيَّــبِ إِخْلافٌ وَتَأْمِيــلُ
مـا أَنْسَ لا أَنْسَ مِنْها إِذْ تُوَدِّعُنا
وَقَوْلَهـا لا تَزُرْنـا أَنْـتَ مَقْتُـولُ
مِلْءُ السِّوارَيْنِ وَالْحِجْلَيْنِ مِئْزَرُها
بِمَتْـنِ أَعْفَـرَ ذِي دِعْصـَيْنِ مَكْفُـولُ
كَأَنَّمـا ناطَ سَلْسَيْها إِذا انْصَرَفَتْ
مُطَــوَّقٌ مِـنْ ظِبـاءِ الْأُدْمِ مَكْحُـولُ
تُجْـرِي السـِّواكَ عَلَـى عَذْبٍ مُقَبَّلُهُ
كَــأَنَّهُ مُنْهَــلٌ بِـالرَّاحِ مَعْلُـولُ
وَلِلْهُمُــومِ قِــرىً عِنْـدِي أُعَجِّلُـهُ
إِذا تَـوَرَّطَ فِـي النَّوْمِ الْمَكاسِيلُ
تَفْرِيجُهُــنَّ بِـإِذنِ اللـهِ يَحْفِـزُهُ
حَـذْفُ الزِّمـاعِ وَجَسـْراتٌ مَراقِيـلُ
يَحْــدُو أَوائِلَهــا رُحٌّ يَمانِيَــةٌ
قَـدْ شـاعَ فِيهِـنَّ تَخْـذِيمٌ وَتَنْعِيلُ
بِيـنُ الْمَرافِـقِ عَنْ أَجْوازِ مُلْتَئِمٍ
مِنْ طَيِّ لُقْمانَ لَمْ تُظْلَمْ بِهِ الْجُولُ
كَأَنَّمـا شـَكُّ أَلْحِيهـا إِذا رَجَفَـتْ
هامــاتُهُنَّ وَشــَمَّرْنَ الْبَراطِيــلُ
حُـمُّ الْمَـآقِي عَلَى تَهْجِيجِ أَعْيُنِها
إِذا ســَمَوْنَ وَفِـي الْآذانِ تَأْلِيـلُ
حَتَّـى إِذا مَتَعَـتْ وَالشـَّمْسُ حامِيَةٌ
مَـدَّتْ سـَوالِفَها الصُّهْبُ الْهَراجِيلُ
وَالْآلُ يَعْصـِبُ أَطْـرافَ الصُّوَى فَلَها
مِنْـهُ إِذا لَـمْ تَسـِرْ فِيهِ سَرابِيلُ
وَاعْصَوْصـَبَتْ فَتَـدانَى مِنْ مَناكِبِها
كَمـا تَقـاذَفَتِ الْخُـرْجُ الْمَجافِيلُ
إِذا الْفَلاةُ تَلَقَّتْهــا جَواشــِنُها
وَفِـي الْأَداوِي عَـنِ الْأَخْرابِ تَشْوِيلُ
قاسَتْ بِأَذْرُعِها الْغَوْلَ الَّذِي طَلَبَتْ
وَالْمـاءُ فِي سُدُفاتِ اللَّيْلِ مَنْهُولُ
فَناشـــِحُونَ قَلِيلاً مِــنْ مُســَوَّمَةٍ
مِـنْ آجِـنٍ رَكَضـَتْ فِيـهِ الْعَدامِيلُ
جِرانُ العَوْدِ النُّمَيْرِيّ، هوَ عامرُ بن الحارثِ بنُ كُلْفة، وقيلَ المُسْتَوْرَد، أبُو غبّاب، شاعرٌ وصّافٌ أدركَ الإسلامَ، وسمعَ القرآنَ وأوردَ منهُ كلماتٍ في شعرِهِ. لمْ تتعدَّدْ أغراضُهُ وموضوعاتُهُ بل تركَّزَتْ في الوصْفِ والتّشبيه، والغزلِ. ولمْ تَذْكُرْ عنهُ المصادرُ إلّا النزرَ اليسيرَ، يدورُ حولَ مقتطفاتٍ من شِعْرِهِ وسببِ تلقيبِهِ بجِرانِ العَوْد.