
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلا أَيُّهـا اللَيلُ الطويلُ أَلا أَصبِحي
بِبَـمِّ وَمـا إِلّا صـباحُ فيـكَ بِـأَروَحِ
عَلـى أَنَّ لِلعَينَيـنِ في الصُبحِ راحَةً
بِطَرحِهِمــا طَرفَيهِمــا كُــلَّ مَطـرَحِ
كَــأَنَّ الــدُجى دونَ البِلادِ مُوَكَّــلٌ
بِبَــمِّ بِجَنبَــي كُــلِّ عُلـوٍ وَمِـرزَحِ
فَياصـُبحُ كَمِّـش غُبَّـرَ اللَيـلِ مُصعِداً
بِبَــمّ وَنَبِّـه ذا العِفـاءِ المُوَّشـَّحِ
إِذا صـاحَ لَـم يُخـذَل وَجـاوَبَ صَوتَهُ
حَمـاشُ الشـَوى يَصـدَحنَ مِن كُلِّ مَصدَحِ
وَلَيــسَ بِأُدمــانِ الثَنِيَّــةِ موقِـدٌ
وَلا نابِــحُ مِــن آلِ ظَبيَــةَ يَنبَـحُ
لَئِن مَـرَّ فـي كَرمـانَ لَيلـى فَرُبَّما
حَلا بَيــنَ تَلَّــي بابِــلٍ فَالمُضـَيَّحِ
فَياسـَلمَ لا تَخشـَي بِكَرمـانَ أَن أُرى
أُقَســِّسُ أَعــراجَ السـَوامِ المُـرَوَّحِ
كَفـى حَزَنـاً يا سَلمَ أَن كانَ ذاهِباً
بِكَرمــانَ بــي حَـولٌ وَلَـم أَتَسـَرَّحِ
أَنــامُ لِأَلقــى أُمَّ ســَلمٍ وَرُبَّمــا
رَمـاني الكَـرى بِالزائِرِ المُتَزَحزِحِ
وَيـا سَلمَ ما أَربَحتُ إِن أَنا بِعتُكُم
بِـدُنيا وَكَـم مِـن تـاجِرٍ غَيرُ مُربِحِ
أَصَمصــامَ إِن تَشــفَع لِأُمِّـكَ تَلقَهـا
لَهـا شـافِعٌ فـي الصـَدرِ لَم يَتَبَرَّحِ
إِذا غِبـتَ عَنّـا لَـم يَغِـب غَيرَ أَنَّهُ
يَعِـنُّ لَنـا فـي كُـلِّ مُمسـىً وَمَصـبَحِ
هَــل الحُـبُّ إِلّا أَنَّهـا لَـو تَجَـرَّدَت
لِـذَبحِكَ يـا صَمصامَ قُلتُ لَها اِذبَحي
وَإِن كُنتَ عِندي أَنتَ أَحلى مِنَ الجَنى
جَنـى النَحلِ أَمسى واتِناً بَينَ أَجبُحِ
لِظَمــآنَ فـي مـاءٍ أَحـالَتهُ مُزنَـةُ
بُعَيـدَ الكَـرى فـي مُدهُنٍ بَينَ أَطلُحِ
كَــأَنّي إِذا باشـَرتُ سـَلمَةَ خالِيـاً
عَلــى رَملَــةٍ مَيثــاءَ لِلمُتَبَطِّــحِ
إِذا أَدبَـرَت أَثَّـت وَإِن هِـيَ أَقبَلَـت
فَــرُؤدُ الأَعــالي شـَختَةُ المُتَوَشـَّحِ
كَــأَنَّ فُـؤادي بَيـنَ أَظفـارِ طـائِرٍ
إِذا سـنَحَت ذِكـراكَ مِـن كُـلِّ مَسـنَحِ
وَذِكـراكَ ما لَم تُسعِفِ الدارُ بَينَنا
تَباريـحُ مِـن عَيـشِ الَيـاةِ المُبَرِّحِ
أَغـارُ عَلـى نَفسـي لِسـَلمَةَ خالِيـاً
وَلَـو عَرَضـَت لـي كُـلُّ بَيضـاءَ بَيدَحِ
تَمَلَّـحُ مـا اِسـطاعَت وَيَغلِـبُ دونَها
هَــوىً لـكِ يُنسـي مُلحَـتَ المُتَمَلِّـحِ
وَمـا وَصلُكُم بِالرَثِّ يا سَلمَ فَاِنعِمي
صــَباحاً وَلا بِالمُســتَعارِ المُمَنَّـحِ
وَيـا سـَلمَ إِن أَرجِـع إِلَيـكِ فَرُبَّما
رَجَعـتُ وَأَمـري لِلعِـدا غَيـرُ مُفـرِحِ
بِلا قُــوَّةٍ مِنّــي وَلا كَيــسِ حيلَــةٍ
سـِوى فَضـلِ أَيدي المُستَغاثِ المُسَبِّحِ
وَإِلّا فَــإِنّي إِنَّمــا أَنــا هامَــةٌ
غَـدا بَيـنَ أَحجـارٍ بِبَيـداءَ صـَردَحِ
إِذا مِـتُّ فَـانعَيني لِقَومِـكِ وَاِبجِحي
بِــذِكري وَمِثلــي نُهيَـةُ المُتَبَجِّـحِ
بِفـارِسِ ذي الأَدراعِ بَعلِـكِ فَاِنـدُبي
مَنـاقِبَ خِـرقٍ بِالثَـأى غَيـرِ مُفـدَحِ
سـَعى ثُـمَّ أَغلَـت بِالمَعـالي سُعاتُهُ
وَمَـن يُغـلِ فـي رِبعِيَّةِ المَجدِ يُربِحِ
فَأَضـحى وَمـا يَـألو بِصـالِحِ سَعيِهِم
لَحاقـاً وَمَـن لا يُحـرَمِ النُجحَ يُنجِحِ
أُحـاذِرُ يـا صَمصـامَ إِن مِتُّ أَن يَلي
تُراثـي وَإِيّـاكَ اِمـرُؤٌ غَيـرُ مُصـلِحِ
إِذا صـَكَّ وَسـطَ القَـومِ رَأسـَكَ صـَكَّةً
يَقـولُ لَـهُ النـادي مَلَكـتَ فَأَسـجِحِ
وَناصــِرُكَ الأَدنــى عَلَيــهِ ظَعينَـةٌ
تَميـدُ إِذا اِسـتَعبَرتَ مَيـدَ المُرنَّحِ
مُفَجَّعَــةٌ لا دَفــعَ لِلضــَيمِ عِنـدَها
سـِوى سـَفَحانِ الـدَمعِ مِـن كُلّ مَسفَحِ
إِذا جِئتَهــا تَبكـي بَكَـت وَتَـذكَّرَت
مَـعَ الحُـزنِ صـَولاتِ اِمـرِئٍ غَيرَ زُمَّحِ
وَقَـد أَضـمَرَتهُ الأَرضُ عَنـكَ وَأَسـلَمَت
أَبـاكَ المَـوالي لِلحِمـامِ المُجَلَّـحِ
صـَريعَ قَنـاً أَو مَيِّتـاً تَطرُدُ الصَبا
عَلَيـهِ السـَفا مِـن جانِبَي كُلِّ أَبطَحِ
تُراوِجُـــهُ ريحــانِ إِذ تَنســُجانِهِ
كَمـا اِختَلَفَـت كَفّـا مُفيـضٍ بِأَقـدُحِ
أُتيحَـت لَـهُ أُمُّ اللُهيـمِ وَمـا تَني
عَلـى فـاجِعٍ تَغـدو إِذا لَـم تَـرَوَّحِ
وَهــاجِرَةٍ يـا سـَلمَ كَفَّنـتُ هـامَتي
لَهــا وَفَمــي بِــالأَتحَمِيِّ المُسـَيَّحِ
قَليـلَ التَـواني بَيـنَ شـَرخَي مُرَكَّنٍ
وَأَغبَــرَ مَكــرورِ المَآســِرِ مُجنَـحِ
نَصـَبتُ لَهـا مِنّـي جَبِيـنَ اِبـنِ حُرَّةٍ
وَظَمـأى الكَـرى لَمّاحَـةً كُـلَّ مَلمَـحِ
يَظَـلُّ هَزيـزُ الريـحِ بَيـنَ مَسـامِعي
بِهـا كَالتِجـاجِ المَـأتَمِ المُتَنَـوِّحِ
وَقَـد عَقَـل الحِـراءُ وَاِصطَهَرَ اللَظى
جَنـادِبَ يَرمَحـنَ الحَصـى كُـلَّ مَرمَـحِ
يَشـُلنَ إِذا اِعرَورَينَ مُستَوقِدَ الحَصى
وَلَســـنَ عَلــى تَشــوالِهِنَّ بِلُقَّــحِ
بِمُســتَرجَفِ الأَرطــى كَــأَنَّ جُروسـَهُ
تَــداعي حَجيـجٍ رَجعُـهُ غَيـرُ مُفصـِحِ
يُحيــلُ بِـهِ الـذِئبُ الأَحَـلُّ وَقـوتُهُ
ذَواتُ المَــرادي مِــن مَنـاقٍ وَرُزَّحِ
إِذا اِســتَتَرَت مِنــهُ بِكُـلِّ كُدايَـةٍ
مِـنَ الصـَخرِ وافاهـا لَدى كُلِّ مَسرَحِ
عَمَلَّـــسُ غـــاراتٍ كَــأَنَّ مَســافَهُ
قَـرى حُنظَـبٍ أَخلـى لَـهُ الجَوُّ مُقمِحِ
كَلَـونِ الغَـرِيِّ الفَـردِ أَجسـَدَ رَأسَهُ
عَتــائِرُ مَظلــومِ الهَـدِيِّ المُذَبِّـحِ
إِذا اِمتَـلَّ يَهـوي قُلـتَ ظَـلُّ طَخاءَةٍ
ذَرا الريـحُ فـي أَعقـابِ يَومٍ مُصَرَّحِ
وَإِن هُـوَ أَقعـى خِلتَـهُ مِـن مَكـانِهِ
عَلـى حالَـةٍ مـا لَم يَزُل جِذمَ مِسطَحِ
بِمُنتـاطِ مـا بَيـنَ النِياطَينِ مَورُهُ
مِـنَ الأَرضِ يَعلـو صَحصـَحاً بَعدَ صَحصَحِ
كضـأَنَّ رؤوسَ القَـومِ عَن عُقَبِ السُرى
بِهــا فـي دَوادي لَعبَـةِ المُتَرَجِّـحِ
قَطَعــتُ إِلـى مَعروفِهـا مُنكَراتِهـا
بِفَتلاءَ مِمــرانِ الــذَراعَينِ شـَودَحِ
مُقَذَّفَـــةٍ بِـــالنَحضِ ذاتِ ســـَلائِقٍ
تَضـــِبُّ نَواحيهــا وَصــُلبٍ مُكَــدَّحِ
تَراهـا وَقَـد دارَت يَـداها قَباضـَةً
كَـأَوبِ يَـدَي ذي الرُفصـَةِ المُتَمَتِّـحِ
كَتَـومَ التَشـَكّي مـا تَـزالُ بِراكِـبٍ
تَعــومُ بِريـعِ القيعَـةِ المُتَضَحضـِحِ
إِذا اِنقَـدَّ مِنـهُ جـانِبٌ مِن أَمامِها
بَــدا جــانِبٌ كَـالرازِقِيِّ المُنَصـَّحِ
جُمالِيَــةُ يَغتــالُ فَضــلَ زَمامِهـا
شــَناحٍ كضصـَقبِ الطـائِفِيِّ المُكَسـَّحِ
إِذا مـا اِنتَحَـت أُمَّ الطَريقِ تَرَسَّمَت
رَثيـمَ الحَصـى مِـن مَلكِها المُتَوَضِّحِ
بِخَوصــاءَ مَلحــودٍ بِغَيــرِ حَديـدَةٍ
لَهـا فـي حِجـاجٍ كَالنَصـيلِ المُصَفَّحِ
كَـأَنَّ المَطايـا لَيلَـةَ الخِمسِ عُلِّقَت
بِوَثّابَــةٍ حُــردِ القَــوائِمِ شَحشـَحِ
لَهـا كَضـَواةِ النـابِ شـُدَّت بِلا عُرىً
وَلا خَــرزِ كَــفِّ بَيـنَ نَحـرٍ وَمَذبَـحِ
أَنـامَت غَريـراً بَيـنَ كِسـرَي تَنوفَةٍ
مِـنَ الأَرضِ مُصـفَرَّ الصـَلا لَـم يُرَشـَّحِ
أَنـامَته فـي أُفحوصـِها ثُـمَّ قَلَّصـَت
تَقَلَّــبُ تهــوي فــي قَـرائِنَ جُنَّـحِ
غِـدَت مِـن مَساري طُلَّقِ الكُدرِ قَبلَها
رَوافِــعَ طَــوراً تَسـتَقيمُ وَتَنتَحـي
عَلـى الأَجنُـبِ اليُسرى دُموكاً كَأَنَّها
كُعــوبُ رُدَينِــيِّ مِـنَ الخَـطِّ مُصـلَحِ
سـَرَت فـي رَعيـلٍ ذي أَداوى مَنوطَـةٍ
بِلَبّاتِهــا مَدبوغَــةٍ لَــم تُمَــرَّحِ
بِمَعمِيَّـةٍ يُمسـي القَطـا وَهـوَ نُسـَّسٌ
بِهـا بِعـدَ وَلـقِ للَيلَتَيـنِ المُسَمِّحِ
وَتُصـبِحُ دونَ المـاءِ مِن يَومِ خِمسِها
عَصــائِبُ حَسـرى مِـن رَذايـا وَطُلَّـحِ
رِفاقــاً تَنـادى بِـالنُزولِ كَأَنَّهـا
بِقايـا الثُوى وَسط الدِيارِ المَطَرَّحِ
رَوايــا فِــراخٍ تَنتَحـي بِأُنوفِهـا
خَراشــِيَّ قَيــضِ القَفـزَةِ المُتَصـَيِّحِ
تُنَتَّــجُ أَمواتــاً وَتُلقَــحُ بَعـدَما
تَمـوتُ بِلا بُضـعٍ مِـنَ الفَحـلِ مُلقِـحِ
ســـَماوِيَّةٌ زُغــبٌ كَــأَنَّ شــَكيرَها
صــَماليخُ مَعهـودِ النَصـِيِّ المُجَلَّـحِ
تَجــوبُ بِهِـنَّ التـهَ صـَغواءُ شـَفَّها
تَباعُــدُ أَظمـاءَ الفُـؤادِ المُلَـوَّحِ
مِـنَ الهـوذِ كَدراءُ السَراةِ وَبَطنُها
خَصــيفٌ كَلَـونِ الحَيقُطـانِ المُسـَيَّحِ
فَلَمّـا تَنـاهَت وَهـيَ عَجلـى كَأَنَّهـا
عَلـى حـرفِ سـَيفٍ حَـدُّهُ غَيـرُ مُصـفَحِ
أَصــابَت نِطافـاً وَسـطَ آثـارِ أَذؤُبٍ
مِـنَ اللَيـلِ فـي جَنبَـي مِدِيٍّ وَمِسطَحِ
فَعَبَّـت غِشاشـاً ثُـمَّ جـالَت فَبـادَرَت
مَـعَ الفَجـرِ وُرّادَ العِـراكِ المُصَبِّحِ
مُوَلِّيَــةً تَهـوي جَميعـاً كَمـا هَـوى
مِـنَ النيـقِ فِهرُ البَصرَةِ المُتَطَحطِحِ
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).