
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بَـــرَت لَــكَ حَمّــاءُ العِلاطِ ســَجوعُ
وَداعٍ دَعـــا مِــن خُلَّتَيــكَ نَزيــعُ
وُلــوعٌ وَذَكــرى أَورَثَتــكَ صــَبابَةً
أَلا إِنَّمــا الــذِكرى هَــوىً وَوُلـوعُ
عَلـى أَن سـَلمى لا منـى مِنـكَ دارُها
إِذا مــا نَواهــا عــامِرٌ وَمَنيــعُ
وَلَــم يُـرَ مِنّـا قاتِـلٌ مِثـلُ عـامِرٍ
وَلا مِثــلُ ســَلمى مُشــتَرىً وَمَــبيعُ
وَظِلّاً بِــدارٍ مِـن سـُلَيمى وَطـالَ مـا
مَضــى بِــاللَوى صـَيفٌ لَهـا وَرَبيـعُ
أَعـامِ دِنـي إِذ حُلـتَ بَينـي وَبَيَهـا
وَإِلّا فَهَبهــــا دِمنَــــةً سَتَضـــيعُ
فَـآلَيتُ أَلحـي عاشِقاً ما سَرى القَطا
وَأَجــدَرَ مِــن وادي نَطــاةَ وَليــعُ
أَســَلمى أَلَمَّــت أَم طَــوارِقُ جِنَّــةٍ
هَـــواكَ إِذا تَكــرى لَهُــنَّ ضــَجيعُ
وَتَبـذُلُ لـي سـَلمى إِذا نِمـتُ حاجَتي
وَتُلفــى خِلالَ النُبــهِ وَهــيَ مَنـوعُ
إِذا ذُكِــرَت ســَلمى لَــهُ فَكَأَنَّمــا
يُغَلغِــلُ طِفــلٌ فـي الفُـؤادِ وَجيـعُ
كَأَنَّ الحَشا مِن ذِكرِ سَلمى إِذا اِعتَرى
جَنــاحٌ حَــدَتهُ الجِربِيــاءُ لَمــوعُ
جَنــاحُ قُطـامِيٍّ رَأى الصـَيدَ بـاكِراً
وَقَــد بــاتَ يَعــروهُ طَـوىً وَصـَقيعُ
فَمـا أَنـسَ مِـل أَشـياءِ لا أَنسَ مَيعَةً
مِـنَ العَيـشِ إِذ أَهـلُ الصـَفاءِ جَميعُ
وَإِذ دَهرُنـا فيـهِ اِغتِـرارٌ وَطَيرُنـا
ســـَواكِنُ فـــي أَوكــارِهِنَّ وُقــوعُ
كَـأَن لَم تَقِظ سَلمى عَلى الغَمرِ قَيظَةً
وَلَــم يَنقَطِــع مِنهـا بِفَيـدَ رَبيـعُ
بَلـى قَـد رَأَينـا ذاكَ إِذ نَحنُ جيرَةٌ
وَلَكِـــنَّ ســـَلمى لِلوِصــالِ قَطــوعُ
كَـأَن لَـم يَرُعـكَ الظاعِنونَ أَلى بَلى
وَمِثــلُ فِــراقِ الظــاعِنينَ يَــروعُ
غَــدَوا وَغَــدَت غِزلانُهُــم وَكَأَنَّهــا
ضــَوامِنُ غُــرمٍ مــا لَهُــنَّ تَــبيعُ
خَواشـِعُ كَـالهَيمى يَمِـدنَ مِـنَ الهَوى
وَذو البَـــثِّ فيــهِ كِلَّــةٌ وَخُشــوعُ
يُراقِبــنَ أَبصـارَ الغبـارى بِـأَعيُنٍ
غَــوارِزَ مــا تَجــري لَهُــنَّ دُمـوعُ
وَيُحــدِثُ قَلــبي كُــلَّ يَـومٍ شـَفاعَةً
لَهُـــنَّ وَمـــالي عِنـــدَهُنَّ شــَفيعُ
فَيــالَيتَ شـِعري هَـل بِصـَحراءِ دارَةٍ
إِلـــى وارِداتِ الأَريَمَيـــنِ رُبــوعُ
وَهَــل بِخَليــفِ الخَـلِّ مِمَّـن عَهِـدتُهُ
بِــهِ غَيــرُ أُحــدانِ النَواشـِطِ روعُ
وَهَــل لِلَيالينــا بِنَعفَــي مُلَيحَـةٍ
وَأَيّــــامِهِنَّ الصـــالِحاتِ رُجـــوعُ
وَلَســتُ بِــراءٍ مِـن مَـرَوراةَ بُرقَـةً
بِهــا آلُ ســَلمى وَالجَنــابُ مَريـعُ
وَلا مُنشـِداً مـا أَبـرَمَ الطَلحُ سامِراً
وَقَـد مـالَ مِـن لَيـلِ التِمـامِ هَزيعُ
كَـواعِبَ أَترابـاً تَراخـى بِها الهَوى
وَأَخلـى لَهـا مِـن ذي السـُدَيرِ بَقيعُ
قَضــَت مِـن عَيـافٍ وَالطَريـدَةِ حاجَـةً
فَهُــنَّ إِلــى لَهــوِ الحَـديثِ خُضـوعُ
فَجِئتُ اِنســِلالَ السـَيلِ أَقتـارُ غِـرَّةً
لَهُــنَّ وَلــي مِــن أَن أَعِــنَّ ذَريـعُ
جَــرى صــَبَباً أَدّى الأَمانَـةَ بَعـدَما
أَشـــاعَ بِلَومـــاهُ عَلَـــيَّ مُشــيعُ
فَبـاتَت بَنـاتُ اللَيـلِ حَـولِيَ عُكَّفـاً
عَكــوفَ البَــواكي بَينَهُــنَّ صــَريعُ
عَفـــائِفُ إِلّا ذاكَ أَو أَن يَصـــورَها
هَــوىً وَالهَــوى لِلعاشــِقينَ صـَروعُ
وَمــا جَلـسُ أَبكـارٍ أَطـاعَ لِسـَرحِها
جَنـــى ثَمَــرٍ بِــالوادِيَينِ وَشــوعُ
عِشــارٍ وُعــوذٍ أَشــبَعَت طَرِفاتِهــا
أُصـــولٌ لَهـــا مُســـتَكَّةٌ وَفُــروعُ
يَرِعــنَ لِمَســرابِ الضــُحى مُتَــأَنِّفٍ
ضــَواحي رُبــاً تَحنــو لَهُـنَّ ضـُلوعُ
إِذا مــا تَـأَوَّت بِـالخَلِيِّ بَنَـت بِـهِ
شـــَريجَينِ مِمّــا تَــأتَري وَتُــتيعُ
إِذا لَـم تَجِـد بِالسـَهلِ رِعياً تَطَرَّقَت
شــَماريخَ لَــم يَنعِــق بِهِـنَّ مُشـيعُ
مَـتى مـا تُرِدهـا لا تَنَلهـا وَدونَها
دُروءٌ تَــرُدُّ العِفــرَ وَهــوَ رَجيــعُ
تَــرى بِـدَنَ الأَروى بِهـا كُـلَّ شـارِقٍ
لَــهُ كُنُــنٌ مِــن دونِهــا وَســُلوعُ
يَحُـــكُّ صـــَلاهُ عَقرَبــاهُ وَيَقتَــري
مَســـايِلَ خُضـــراً بَينَهُــنَّ وَقيــعُ
إِذا مـارَ جُـلُ اليَـومِ راحَت وَبَعضُها
إِلــى الحَـيِّ بَعضـاً كَالصـِلالِ يَصـوعُ
تَــبيتُ بِأَجبـاحٍ لَـدى الحَـيِّ شـَثنَةً
وَتَحــي بِجَــرِّ الهَضــبِ وَهـيَ رُتـوعُ
مُخَضــَّرَةِ الأَوســاطِ عارِيَــةِ الشـَوى
وَبِالهــامِ مِنهــا نَظــرَةٌ وَشــُنوعُ
بِمـــاءِ ســَماءٍ غــادَرَتهُ ســَحابَةٌ
كَمَتــنِ اليَمــاني سـُلَّ وَهـوَ صـَنيعُ
بِـأَطيَبَ مِـن فيهـا إِذا مـا تَقَلَّبَـت
مِـنَ اللَيـلِ وَسـنى وَالعُيـونُ هُجـوعُ
وَمُســـتَأنِسٍ بِـــالقَفرِ راحَ تَلُفُّــهُ
طَبـــائِخُ شـــَمسٍ وَقعُهُـــنَّ ســَفوعُ
تُنَشــِّفُ أَوشــالَ النِطــافِ وَدونَهـا
كُلـــى عِجَـــلٍ مَكتـــوبُهُنَّ وَكيــعُ
يَظَــلُّ يُســاميها إِذا وَقَـدَ الحَصـى
وَقـــادَ مَليـــعٌ طَرفَـــهُ وَمَليــعُ
يَبُـــلُّ بِمَعصــورٍ جَنــاحَي ضــَئيلَةٍ
أَفـــاويقَ مِنهـــا هَلَّــةٌ وَنُقــوعُ
كَمـا بَـلَّ مَثنـى طُفيَـةٍ نَضـحُ عـائِطٍ
يُزَيِّنُهـــا كِـــنُّ لَهـــا وَســـُفوعُ
وَمَنزِلَـةٍ تَغـدو بهـا الشـَمسُ حاسِراً
إِذا ذَرَّ مِنهـــا بِالغَــداةِ طُلــوعُ
كَـأَنَّ الصُوى فيها إِذا ما اِستَخَلتَها
عَقيـــرٌ بِمُســتَنَّ الســِرابِ يَكــوعُ
تَرى العينَ فيها مِن لَدُن مَتَعَ الضُحى
إِلـى اللَيـلِ في الغَيضاتِ وَهيَ هُكوعُ
تَقَمَّــعُ فــي أَظلالِ مُحنِطَــةِ الجَنـى
صــحاحَ المَــآقي مــا بِهِـنَّ قُمـوعُ
تُلاوِذُ مِــــن حَـــرِّ يَكـــادُ أُوَارهُ
يُــذيبُ دِمــاغَ الضــَبّ وَهـوَ خَـدوعُ
إِذا اِختَلَـطَ الرِتـاكُ مـالَت سـَراتُهُ
عَلـــى يَســـَراتٍ أَو بُهُــنَّ ذَريــعُ
تَقَلقَــلَ شــهراً دَائِمـاً كُـلَّ لَيلَـةٍ
تَضـــُمُّ بَـــوانيهِ عُـــرىً وَنُســوعُ
وَقَــد آلَ مِــن أَشــرافِهِ وَتَجَرَّمَــت
مِــنَ الضــَمِّ أَنســاءٌ لَــهُ وَبَضـيعُ
فَعَرَّسـتُ لَمّـا اِستَسـلَمَت بَعـدَ شـَأوِهِ
تَنَــائِفُ مــا نَجــا بِهِــنَّ هَجــوعُ
تَــأَوَّبَني فيهــا عَلـى غَيـرِ مَوعِـدٍ
أَخــو قَفــرَةٍ يَضــحى بِهـا وَيَجـوعُ
مِــنَ الــزُلِّ هِــزلاجٌ كَــأَنَّ بِرِجلِـهِ
شــِكالاً مِــنَ الإِقعــاءِ وَهـوَ مَلـوعُ
كَــذي الظَــنِّ لا يَنفَـكُّ عَـوضُ كَـأَنَّهُ
أَخــو جَهــرَةٍ بِـالعَينِ وَهـوَ خُـدوعُ
فَــأَلقَيتُ رَحلــي وَاِحــزَأَلَّ كَــأَنَّهُ
شــَفاً مُجنَــحٌ فــي مُحَنــاهُ ضـُجوعُ
فَقُلــتُ تَعَلَّــم يــا ذُؤالَ وَلا تَخُـن
وَلا تَنخَنِـــع لِلَيــلِ وَهــوَ خَنــوعُ
وَلا تَعــوِ وَاِسـتَحرِز وَإِن تَعـوِ عَيَّـةً
تُصـادِف قَـرى الظَلمـاءِ وَهـوَ شـَنيعُ
فَلَمّــا عَـوى لِفـتَ الشـِمالِ سـَبَعتُهُ
كَمــا أَنــا أَحيانــاً لَهُـنَّ سـَبوعُ
دَفَعــتُ إِلَيـهِ سـَلجَمَ اللَحـيِ نَصـلُهُ
كَبـــادِرَةِ الحُــوّاءِ وَهــوَ وَقيــعُ
تَزَلــزَلَ عَــن فَــرعٍ كَـأَنَّ مُتونَهـا
بِهــا مِــن عَـبيطِ الزَعفـرانِ رُدوعُ
مِـنَ المُرزِمـاتِ المُلسِ لَم تُكسَ جُلبَةً
وَلَكِـــن لَهـــا إِظنابَــةٌ وَرَصــيعُ
فَـراغٌ عَـواري اللَيـطِ تُكسى ظُباتُها
ســـَبائِبَ مِنهـــا جاســِدٌ وَنَجيــعُ
هَتــوفٌ عَـوى مِـن جانِبَيهـا مُحَـدرَجٌ
مُمَـــرٌّ كَحُلقــومِ القَطــاةِ بَــديعُ
إِذا اِختَلَجَتهــا مُنجَيــاتٌ كَأَنَّهــا
صــُدورُ عَــراقٍ مــا بِهِــنَّ قُطــوعُ
أَرَنَّـت رَنينـاً يَـدلِقُ السـَهمَ حَفزُها
إِذا حــانَ مِنــهُ بِــالرَمِيِّ وُقــوعُ
وَإِن عـادَ فيها النَزعُ تَأبى بِصُلبِها
وَتُقبِـــلُ مِــن أَقطارِهــا فَتُطيــعُ
يُؤَلِّـفُ بَيـنَ القَـومِ بُغضـي وَما لَهُم
ســِوى فَــرطِ إِجمــاعٍ عَلَــيَّ جَميـعُ
عَــدُوٌّ عَــدُوُّ الأَصـلِ وَالأَصـلُ بَعضـُهُم
عَلَــيَّ لِبَعــضٍ فــي الأُمــورِ ضـُلوعُ
وَمـا بـي مِـن شـَكوىً لِنَفسـي مِنهُـمُ
وَلا جَــــزَعٍ إِنّــــي إِذاً لَجَـــزوعُ
وَلَكِـن أَرى مِنهُـم أُمـوراً تُرينبُنـي
بِهِـــم وَلَهُـــم مَندوحَــةٌ وَدَســيعُ
وَمَــولىً رَمَينـا نَحـوَهُ وَهـوَ مُـدغِلٌ
بِأَعراضـــِنا وَالمُنـــدِياتُ شــُروعُ
إِذا مــا رَآنـا شـَدَّ لِلقَـومِ صـَوتَهُ
وَإِلّا فَمَـــدخولُ الغَنـــاءِ قَـــدوعُ
أَخَـذنا لَـهُ مِـن أَمنَـعِ الحَيِّ بَعدَنا
ظُلامَتَـــهُ فَاِنســـاحَ وَهــوَ مَنيــعُ
أَرى حَســـَبي لا يَســـتَطيعُ كِفــاءَهُ
عَلــى أَنّنــي أَهفــو لَــهُ وَأَريـعُ
أُســـايِرُهُ لا يــائِسٌ مِــن جَمــاعِهِ
وَلا لِمَســـاعٍ مِـــن بِنــاهُ مُضــيعُ
وَشــــَيَّبَني أَن لا أَزالَ مُناهِضــــاً
بِغَيــرِ ثَــراً أَثــرو بِــهِ وَأَبـوعُ
وَأَنَّ ذَوي الأَمـولِ أَضـحَوا وَمـا لُهُـم
لَهُــم عِنـدَ أَبـوابِ المُلـوكِ شـَفيعُ
وَيُــترَكُ أَمثــالي عَلـى أَنَّ سـَعيَنا
سـَنا الأَصـلِ عِنـدَ المُضـلِعاتِ رَفـوعُ
أَبٌ نــابِهٌ أَو عَــمُّ صـِدقٍ إِذا غَـدا
دَفـــوعٌ لِأَبــوابِ المُلــوكِ قَــروعُ
تَكــارَهُ أَعــداءُ العَشـيرَةِ رُؤيَـتي
وَبِــالكَفِّ عَــن مَـسِّ الخِشـاشِ كُنـوعُ
أَمُختَرِمـي رَيـبُ المَنـونِ وَلَـم أَنَـل
مِـنَ المـالِ مـا أَعصـي بِـهِ وَأُطيـعُ
وَمَـن يَفتَـرِق في الأَمرِ يُغضِ عَلى قَذىً
وَيُكــفَ بِبَعــضِ الضـَيمِ وَهـوَ قَنـوعُ
أَنـا أَبـنُ حُماةِ المَجدِ في كُلِّ مَوطِنٍ
إِذا جَعَلَــت خــورُ الرِجــالِ تَهيـعُ
بَنـو الحَـربِ لا يُلفـى بِنَبعَةِ عودِهِم
إِذا اِمتَرَســَت بِهــا الأَكُــفُّ صـُدوعُ
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).