
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِنَّ الفُـــؤادَ لِلبـــائِنِ الغَـــرِدِ
لَمّــا تَــذَيَّلَ خَلـفَ العُنَّـسِ الخُـرُدِ
وَالعيــسُ تَنقُـلُ نَقلاً وَهـوَ يَتبَعُهـا
يَمشـي مِـنَ الغَيِّ مَشيَ النابِ بِالرَبَدِ
وَاِسـتَجمَعَ الحَـيُّ ظَعنـاً وَاِتَبَـدَّ بِهِم
نـاوٍ يَـرى الغَـيَّ بِالإِتبـاعِ كَالرَشَدِ
مُســتَقبَلٌ وَلَــدَتهُ الجِـنُّ أَو ضـَرَبَت
فيـهِ الشـَياطينُ ذو ضـِغنٍ وَذو حَسـَدٍ
وَاِسـطترَبَت ظُعنُهُـم لَمّـا اِحزَأَلَّ بِهِم
آلُ الضـُحى ناشـِطاً مِـن داعِيـاتِ دَدِ
مــازِلتُ أُتبِعُهُــم عَينـاً مَـدامِعُها
يُحسـَبنَ رُمـداً وَمـا بِالعَينِ مِن رَمَدِ
حَتّـى اِسـمَدَرَّ بَصـيرُ العَينِ وَاِبتَدَرَت
أَخصــامُها عَـبرَةً مِـن لاعِـجِ الكَمَـدِ
يـا طَيِّـءَ السـَهلِ وَالأَجبـالِ موعِدُكُم
كـالمُبتَغي الصـَيدَ فـي عِرّيسَةِ الأَسَدِ
وَاللَيـثُ مَـن يَلتَمِـس صـَيداً بِعَقوَتِهِ
يُعـرَج بِحَوبـائِهِ مِـن أَحـرَزِ الجَسـَدِ
ضــَجَّت تَميــمٌ وَأَحزَتهــا مَثالِبُهـا
يُنقَلــنَ مِـن بَلَـدٍ نـاءٍ إِلـى بَلَـدِ
وَالقَيـنُ لَـم يَبـقَ مِنـهُ عِندَ كَبرَتِهِ
إِلّا كَمــا أَبقَــتِ الأَيّـامُ مِـن لُبَـدِ
لا عَـزَّ نَصـرُ اِمـرِئٍ أَضـحى لَـهُ فَـرَسٌ
عَلـى تَميـمٍ يُريـدُ النَصـر مِـن أَحَدِ
إِذا دَعـــا بِشــِعارِ الأَزدِ نَفَّرَهُــم
كَمــا يُنَفِّـرُ صـَوتُ اللَيـثِ بالنَقَـدِ
لَـو حـانَ وِردُ تَميـمٍ ثُـمَّ قيـلَ لَها
حَـوضُ الرَسـولِ عَلَيـهِ الأَزدُ لَـم تَرِدِ
أَو أَنـزَلَ اللَـهُ وَحيـاً أَن يُعَـذِّبَها
إِن لَـم تَعُـد لِقِتـالِ الأَزدِ لَـم تَعُدِ
وَذاكَ أَنَّ تَميـــاً غـــادَرَت ســَلَماً
لِلأَزدِ كُــلَّ كَعــابٍ وَعَثــةِ اللِبَــدِ
مِثـلِ المَهـاةِ إِذا اِبتُـزَّت مَجاسِدُها
بِغَيــرِ مَهــرٍ أَصــابوها وَلا صــَعَدِ
خَلَّـــت مَحارِمَهـــا لِلأَزدِ ضـــاحِيَةً
وَلَــم تُعَــرِّج عَلــى مـالٍ وَلا وَلَـدِ
لا تَـــأمَنَنَّ تَميمِيّــاً عَلــى جســد
قَـد مـاتَ ما لَم تَزايَل أَعظُمُ الجَسَدِ
لا يَحسـَبِ القَيـنُ أَنَّ العـابَ يَغسـِلُهُ
عَـن قَـومِهِ مَعجُـهُ بِـالزورِ وَالفَنَـدِ
وَالقَيـنُ إِن يَلـقَ مِـن أَيّـامِهِ عنتاً
يَسـقُط بِـهِ الأَمـرُ في مُستَحكِمِ السَنَدِ
كَبَعـضِ مـا كـانَ مِـن أَيّـامِ أَوَّلِنـا
لاقـى بَنـو السـَيدِ مِنّا لَيلَةَ السَنَدِ
وَدارِمٌ قَــــذَفنا مِنهُـــمُ مـــائَةً
في جاحِمِ النارِ إِذ يَنزونَ في الخُدَدِ
يَنـزونَ بِالمُشـتَوى مِنهـا وَيوقِـدُها
عَمـرٌو وَلَـولا شـُحومُ القَـومِ لَم تَقِدِ
فَاِسـأَل زُرارَةَ وَالمَـأمومَ مـا فَعَلَت
قَتلــى أُوارَةَ مِـن زَغـوانَ وَالكَـدَدِ
إِذ يَرســِمانِ خِلالَ الجَيــشِ مُحكَمَــةً
أَربـاقُ أَسـرِهِما فـي مُحكَـمِ ا لقِدَدِ
أَبَيـــتُ ضــَبَّةَ تَهجــوني لِأَهجُوَهــا
أُفٍ لِضــَبَّةَ مِــن مَــولىً وِمِـن عَضـُدِ
يـا ضـُبَّ إِن تَكفُـري أَيّـامَ نِعمَتِنـا
فَقَــد كَفَــرتِ أَيــادي أَنعُـمٍ تُلُـدِ
يَومــا أُوارَةَ مِــن أَيّـامِ نِعمَتِنـا
وَيَـومُ سـَلمى يَـدٌ يـا ضـَبَّ بَعـدَ يَدِ
وَكُــلُّ لُــؤمٍ يُبيـدُ الـدَهرُ أَثلَتَـهُ
وَلُــؤمُ ضـَبَّةَ لَـم يَنقُـص وَلَـم يَبِـدِ
لَـو كـانَ يَخفـى عَلى الرَحمَنِ خافِيَةٌ
مِــن خَلقِـهِ خَفِيَـت عَنـهُ بَنـو أَسـَدِ
لا يَنفَــعُ الأَســَدِيَّ الــدَهرَ مَطعَمُـهُ
فــي نَفســِهِ وَلَـهُ فَضـلٌ عَلـى أَحَـدِ
قَــومٌ أَقــامَ بِـدارِ الـذُلِّ أَوَّلُهُـم
كَمــا أَقـامَت عَلَيـهِ جِذمَـةُ الوَتَـدِ
أَبــدَت فَضــائِحَها لِلأَزدِ وَاِعتَــذَرَت
بَعـدَ الفَضـيحَةِ بِالبُهتـانِ وَالفَنَـدِ
لِكُـلِّ حَـيٍّ عَلـى الجَعـراءِ قَد عَلِموا
فَضــلٌ وَلَيـسَ لَكُـم فَضـلٌ عَلـى أَحَـدِ
وَاِسـأَل قُفَيـرَةَ بِـالمَرّوتِ هَـل شَهِدَت
شـَوطَ الحُطَيئَةِ بَيـنَ الكِسـرِ وَالنَضَدِ
أَو كــانَ فـي غـالِبٍ شـِعرٌ فَيُشـبِهَهُ
شـِعرُ اِبنِـهِ فَيَنـالَ الشـِعرَ مِن صَدَدِ
جـاءَت بِـهِ نُطفَـةً مِـن شـَرِّ ماءٍ صَرىً
سـيقَت إِلـى شـَرِّ وادٍ شـُقَّ فـي بَلَـدِ
فيـمَ تَقـولُ تَميـمٌ يـا اِبـنَ قَينِهِمُ
وَقَـد صـَدَقتُ وَمـا إِن قُلـتُ عَـن فَنَدِ
وَمَــن يَـرُم طَيِّئاً يَومـاً إِذا زَخَـرَت
أَرفادُهـا يَتَـوَعَّر وَهـوَ فـي الجَـدَدِ
قَحطـانُ جيبَـت لِكَهلانَ المُلـوكِ كَمـا
جيــبَ القَبـائِلُ مِـن كَهلانَ عَـن أُدَدِ
قَـومٌ لَهُـم بَعـدَ شـَرقِ الأَرضِ مَغرِبُها
إِذا تَباســَقَ أَهــلُ الأَرضِ فـي كَبَـدِ
وَمَــن يُلَــبَّ يَوافــوهُ بِبَطـنِ مِنـىً
فَيـضَ الحَصـى مِن فَجاجِ الأَيمَنِ البُعُدِ
فَفـي تَميـمٍ تُسـاميهِم وَمـا خُلِقـوا
حَتّـى مَضـَت قِسـمَةُ الأَحسـابِ وَالعَـدَدِ
لَـولا قُرَيـشٌ وَحَـقٌّ فـي الكِتـابِ لَها
وَأَنَّ طــاعَتَهُم تَهــدي إِلـى الرَشـَدِ
دِنّـا تَميمـاً كَمـا كـانَت أَوائِلُنـا
دانَــت أَوائِلَهُـم فـي سـالِفِ الأَبَـدِ
الطِّرمَّاح بن حكيم بن الحكم، من طيء.شاعر إسلامي فحل، ولد ونشأ في الشام، وانتقل إلى الكوفة فكان معلماً فيها. واعتقد مذهب (الشراة) من الأزارقة (الخوارج).واتصل بخالد بن عبد الله القسري فكان يكرمه ويستجيد شعره.وكان هجاءاً، معاصراً للكميت صديقاً له، لا يكادان يفترقان.قال الجاحظ: (كان قحطانياً عصبياً).