
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دواعـي الهوى لك أن لا تجيبا
هَجَرْنـا تُقـىً ما وَصَلْنا ذُنوبا
قَفَوْنــا غـرورَك حـتى أنجلـتْ
أمـورٌ أريْـنَ العيونَ العيوبا
نَصـِبْنَا لهـا أو بلَغنـا بهـا
نُهـىً لـم تدعْ لك فينا نصيبا
وهبنــا الزمـانَ لهـا مقْبلا
وغصـنَ الشـبيبة غضـّاً قشـيبا
فقـــل لمخوّفنــا أن يحــول
صــباً هَرَمــاً وشـبابٌ مَشـيبا
ودِدْنـــا لعفّتِنـــا أننـــا
وُلـدنا إذا كُـرِهَ الشَّيْبُ شِيبا
وبلِّـغ أخـا صـحبتي عـن أخيك
عشــيرته نائيــا أو قريبـا
تبــدّلتُ مــن نــاركم رَبَّهـا
وخُبـثِ مواقـدِها الخُلـدَ طِيبا
حَبســـتُ عنـــانِيَ مستبصــرا
بأيّــةِ يســتبقون الــذُّنوبا
نصــحتكُمُ لـو وجـدتُ المُصـيخَ
ونـاديتكم لـو دعوتُ المجيبا
أفيئوا فقـد وعـد اللّـه فـي
ضـــلالةِ مثلكُــمُ أن يتوبــا
وإلا هلمّـــــوا أُبــــاهيكُمُ
فمن قامَ والفَخْرَ قام المصيبا
أمثـــل محمـــدٍ المصـــطفَى
إذا الحكـم وُلِّيتُمـوه لبيبـا
بعــدلٍ مكـانَ يكـون القسـيمَ
وفصـلٍ مكـانَ يكـون الخطيبـا
وثَبْـتٍ إذا الأصـلُ خان الفروعَ
وفضلٍ إذا النقصُ عاب الحسيبا
وصـــَدْقٍ بـــإقرار أعــدائه
إذا نـافق الأوليـاءُ الكذوبا
أبـان لنـا اللّهُ نَهْجَ السبيلِ
ببعثتــه وأرانــا الغيوبـا
لئن كنـتُ منكـم فـإنّ الهجـي
ن يُخـرِجُ في الفَلَتاتِ النجيبا
ألِكْنــيِ إلــى مَلِـكٍ بالجبـا
ل يـدفعُ دفعَ الجبالِ الخطوبا
فـتىً يطـرُقُ المـدحُ مـن بابه
قِـرىً كافيـا وجنابـاً رحيبـا
قــوافيَّ تلــك وَرَدْنَ النمــي
رَ مـن جـوده ورَعيْـنَ الخصيبا
عــواريَ تُكســَى أبتســاماتِه
وفي القول ما يستحقُّ القُطوبا
ومــن آل ضــبَّة غصــنٌ يُهَــزُّ
جَنِيّــاً ويُغْمَـزُ عُـوداً صـَليبا
وكــانوا إذا فتنــةٌ أظلمـتْ
وأعـوزهم مَـنْ يُجلِّـي الكروبا
تــداعوه يـا أوحـداً كافيـاً
لنـا مستخَصـّاً الينـا حبيبـا
فكــان لنـا قمـرا مـا دجـتْ
ومــاءً إذا هـي شـُبَّتْ لهيبـا
أرى مُلْــكَ آلِ بُــوَيْه أرتـدَى
عَـواراً بـأن راح منـه سليبا
فــإن يُمِــس مَوضــعُه خاليـا
فمـا تُعْـرَفُ الشمسُ حتى تغيبا
لـك الخيـر مَوْلىً رَمَيتُ المنى
رِشــاءً إليــه فـروَّى قَلِيبـا
لحظِّــيَ فـي حبـس سـَيْرِي الـي
ك رَأْيٌ ســـأنُظرُهُ أن يؤوبــا
إذا قلـت ذا العـامُ شافٍ بدت
قــوارفٌ منـعٍ تُجِـدُّ النُّـدوبا
ولـي عزمـةٌ فـي ضمانِ القبولِ
ســَتُدْرِكُ إن سـاعدتني هُبوبـا
وإلا فتحمِـــلُ شــكرا إليــك
يشـُوقُ الخلـىَّ ويُغرِي الطروبا
وعــذراءَ تُــذْكِر نُعمـاك بـي
وإن كنـتُ لسـتُ بهـا مستريبا
فــوفِّ فقـد جَعَـلَ الـدَّينُ مـا
تنفَّلـتَ في الجودِ فرضا وُجوبا
وقـد كنـتُ عبـدا قصـيّا وجدُتَ
فكيــف وقـد صـرتُ خِلاًّ نسـيبا
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.