
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رعـى اللّـهُ فـي الحاجاتِ كلَّ نجيبِ
ســميع علـى بُعـدِ الـدعاءِ مُجيـبِ
وطهَّـرَ فِتْيانـا مـن الـذمِّ طهَّـروا
غيـــوبَهُمُ أن تُنْتَحـــى بعيـــوبِ
سـواءٌ علـى عُسـِري ويُسـِري وفاؤهم
وألســنُهم فــي مَشــهَدي ومَغيـبي
أحبُّـوا المعـالي وهـي مُنِصبةٌ لهم
فمــا قَنَعـوا مـن وصـلها بنصـيبِ
لجـارِهِمُ مـن دارهـم مثـلُ ما لَهم
علــى راحــةٍ مـن عيشـهم ولُغـوبِ
إذا جئتَهـم مستصـِرخا ثـارَ مجدُهم
بكــلِّ مُجيــبٍ فـي الخطـوب مَهِيـبِ
وكــرّمَ عيشــي عنــدهم وأعــاده
بمـا فـاض مـن حُسـْنٍ عليـه وطِيـبِ
تعيّرنــي لَيْلَـى الوفـاءَ بعهـدِهم
علــى بُعــدِهم أنَّبْـتِ غيـرَ مُنيـبِ
خُلِقْـتُ رقيـق القلـب صـعباً تقلُّبي
أَرَى لبعيـــدٍ مـــا أَرَى لقريــبِ
ومـا زلـتُ أهـوَى كـلَّ شـيء ألفتُه
وصــاحبْتُهُ حــتى ألفــتُ مَشــيبي
وتُنْكِـر أضـفاري كأنْ لم تَر الصِّبا
ســقَى وَرَقــى يومـاً وهـزَّ قضـيبي
ولـم ألـقَ أشـراكا فأَثنى حبالَها
علـى مـا أشـتهتْ مـن أعينٍ وقلوبِ
فمـا زال مُمِسـيَّ الزمـانُ ومُصـْبِحِي
بأســماله حــتى أســتردَّ قشـيبي
فـداءُ بنـي عبـد الرحيـم وودِّهـم
هــوى كـلِّ ممـذوق الـوداد مُريـبِ
ولا بَرِحــتْ تسـقي الحسـين وعَرْضـَهُ
بملآنَ مــن فَيــض الثنــاء سـَكوبِ
مجلجِلــةُ الأرجــاءِ صـادقُ برقِهـا
حَلــوبٌ لمـاء الشـِّعرِ غيـرُ خَلـوبِ
مَرَتْهـا ريـاحُ الشـكر حـتى تلاحمتْ
بمــا نســجَتْها مـن صـَباً وجَنـوبِ
فصـابت فعمَّـت مـا سـقته فأخصـبتْ
علـى أنهـا لـم تُسـْقِ غَيَـر خَصـيبِ
وجـازاه ملكـا فـي الجزاء فضيلةً
وأدَّى ثــوابَ الشــكر حــقَّ مُـثيبِ
أخـي وأخـي المـوروثُ غيـرُ موافِقٍ
ومــولاي وأبـنُ العـمّ غيـرُ نسـيبِ
ضـميرٌ علـى حكـم اللسـان وبعضُهم
أخــو مَلَــقٍ يُبلَــي أخـوه بـذيبِ
وعن حِفظ غَيبِ المُلكِ نُصحا إذا طغى
بــه غَــلّ أســرارٍ وعيــنُ غيـوبِ
فكــم غمّـة عَميـاء أعضـلَ داؤهـا
رماهــا بــرأيٍ مـن نُهـاهُ طـبيبِ
وشــاهدةٍ بـالفخر أوفـتْ صـفاتُها
علـى كـلّ معنـىً فـي الجمال عجيبِ
أتــت شــَرَفاً مــن سـيّدٍ وكأنهـا
أتــت مــن محــبٍّ تُحفــةً لحـبيبِ
صـَفَتْ وَضـَفَت حـتى أستطالت جُنوبها
بـــوافٍ ومــدَّتْ باعَهــا برحيــبِ
ونيطــتْ بـأخرَى مثلِهـا فتظـاهرا
علـى طهـر طَـودٍ فـي قميِـص قضـيبِ
ومنحولــةٍ جســمَ الهـواءِ نحيلـةٍ
كــأنّ الهـوى فيهـا رَمَـى بمصـيب
مـن الريـح لـولا أن يَـذْبُل تحتها
وقــارُك مــرَّتْ عنــك مــرَّ هُبـوبِ
إذا دقَّ مســّاً وقْعُهـا جـلَّ رفعُهـا
إلـى منصـِبِ فـي القَريـتين حسـيبِ
وذي شيبتين أستَوْقف الصبحَ والدجى
علــى ناصــلٍ مــن لـونه وخضـيبِ
كــأنّ الســحابَ جَوْنَهـا وبياضـَها
تفــرّعَ مــن صــافٍ بــه ومَشــوبِ
تشــبَّثَتِ الأبصــارُ حــتى تمكَّنــتْ
وقــد كّــر مـن هـادٍ لـه وسـَبِيبِ
تــوقَّى الأذى مــن عُرْفـه بخميلـةٍ
وحَــكَّ الحصــى مـن ذيلـه بعَسـِيبِ
وأَعجبَـــه فــي رِدفــه ووشــاحه
ملابــسُ تكســو منــه كــلَّ سـليبِ
نصـيبٌ مـن الـدنيا أتـاك ففُزْ به
ولا تنَـس مـن فضـلِ العطـاء نصيبي
كفــى المْهِرَجـان مُـذْكِرا وذريعـةً
إلـى مُحسـِنٍ فـي المكرُمـاتِ مُطِيـبِ
بقـاؤك ألفـاً مثلَـه فـي كفـالتي
دعــوتُ ومَــنَّ اللّـهُ فيـك مُجيـبي
فمـا زال فيكـم كـلُّ خيـرٍ طلبتُـه
قَضـِي لِـيَ فـي إدراكـه وعُنـي بـي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.