
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَسـتنجِدُ الصـبرَ فيكـم وهو مغلوبُ
وأسـألُ النـومَ عنكـم وهـو مسلوبُ
وأبتغـي عنـدكم قلبـاً سـمحتُ بـه
وكيــف يرجِــعُ شـيءٌ وهـو موهـوبُ
مـا كنـتُ أعـرفُ مـا مقدارُ وصلكُمُ
حـتى هجرتـم وبعـضُ الهجـر تأديبُ
أسـتودع اللّـهَ فـي أبياتكم قمراً
تـراه بالشـوق عينـي وهـو محبوبُ
أَرضــَى وأســخطُ أو أرضـَى تلـوُّنَه
وكـلُّ مـا يفعـلُ المحبـوبُ محبـوبُ
أمَّــا وواشــيه مــردودٌ بلا ظَفَـرٍ
وهـل يُجـابُ وبـذلُ النفـس مطلـوبُ
لـو كـان يُنِصفُ ما قال أنتظرْ صِلَةً
تـأتي غـداً وأنتظارُ الشيء تعذيبُ
وكـان فـي الحـبِّ إسـعادٌ ومُنعطَـفٌ
منــه كمـا فيـه تعنيـفٌ وتـأنيبُ
يـا لَلـوَّاتي بَغضنَ الشَّيْبَ وهو إلى
خــدودهنَّ مــن الألــوانِ منســوبُ
تـأبَى البيـاضَ وتـأبَى أن أسـوِّده
بِصـــبغةٍ وكَلا اللــونَيْنِ غِربيــبُ
مـا أنكـرتْ أمـسِ منـه ناصلاً يقَقاً
مـا تُنكـر اليـومَ منه وهو مخضوبُ
ليـتَ الهـوى صان قلبي عن مَطامعه
فلــم يكـن قـطّ يسـتدنيه مرغـوبُ
إنــي لأسـغَبُ زهـداً والـثرى عَمَـمٌ
نبتـاً وأظمـا وغَـرْب الغيثِ مسكوبُ
ولا أَرِقُّ لحِـــرصٍ خـــابَ صـــاحبُهُ
ســعياً ويعلـم أنّ الـرزقَ مكسـوبُ
عُقَـبى الطماعـة فـي مـالٍ يُمَنُّ به
عُصــارةٌ لا يُغطِّــى خُبثَهـا الطِّيـبُ
طَهِّــرْ خِلالَــك مـن خِـل تعـابُ بـه
وأسلم وحيداً فما في الناس مصحوبُ
إنـــي بُليــت بمضــْطَرٍّ رفيقُهُــمُ
والمـاءُ يملُـحُ وقتـاً وهـو مشروبُ
كـم يوعـد الـدهرُ آمالي ويُخلِفُها
أخــاً أُســَرُّ بـه والـدهرُ عُرقـوبُ
أسـعَى لمثـل سـَجايَا فـي أبي حَسَن
وهــل يُبَلِّغنــي الجـوزاءَ تقريـبُ
فِـــدَى محمــدٍّ المنســيِّ نــائلُهُ
مُرَاجِــعٌ نيلُــه المنـزورُ محسـوبُ
حـــالٌ تحـــدّثه الأحلامَ جاهلـــةً
لحـــاقَهُ وأخـــو الأحلامِ مكــذوبُ
إن قـدَّم الحـظُّ قومـاً غالطـاً بِهِمُ
أو بَيَّنتهـــمْ عِنايــاتٌ وتقريــبُ
فالسـيف يُخْبَـرُ قَطْعـاً وهـو مـدَّخَرٌ
والطِّـرْفُ يكـرَمُ طبعـاً وهـو مجنوبُ
حـذارِ مـن حَـدَثِ النَّعمـاء مؤتنَـفٍ
علاؤه بشـــفيع الـــوجه مجلــوبُ
تســوءه ســائلا مِـن أيـن سـؤددُه
إنّ اللئيـم بمـا قـد سـاد مسبوبُ
أأنـت أنـت وفـي الدنيا أبو حَسَن
صــدقتَ إن لفـي الـدنيا أعـاجيبُ
إذا رأيــتَ ذويــلَ السـَّرْح آمنـةً
لــم يَحْمِهـا فلأمـرٍ يحلـمُ الـذيبُ
يـــا مُلبســِي الغــرّاءَ ضــافيةً
علــيَّ إن قَلَصــتْ عنِّــي الجلابيـبُ
عَلِقْــتُ منــك بعهــدٍ لا مَــواثِقُهُ
تُنَســى ولا حبلُـه بالغـدر مقضـوبُ
وأحمـدَتْك أختبـاراتي وقـد سـَبَرتْ
غَـوْرَ الرجـال وكـدَّتها التجـاريبُ
فلتجزِيَنَّـــك عنّــي كــلُّ غاديــةٍ
لهـا مـن الكِلَـمِ الفيَّـاضِ شـُؤبوبُ
إذا وسـَمتُ حَيَاهـا باسـمك أنحدرتْ
لــه الزُّبَـى وأطـاعته المصـاعيبُ
فاسـلم لهـنّ ولـي مـا طاف مستلمٌ
ســَبْعا وعَلَّــقَ بالأســتارِ مكـروبُ
تُرجَـى وتُخشـَى فَسيحَ الباب ممتنِعاً
إن الكريـــمَ لمرجُـــوٌّ ومرهــوبُ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.