
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـبْ مـن زمانِـكَ بعـضَ الجِـدّ للَّعبِ
وأهجـرْ إلـى راحةٍ شيئاً من التعبِ
مـا كـلُّ مـا فـات مـن حـظٍّ بلَّيتُهُ
عجــزٌ ولا كـلُّ مـا يـأتي بمُجتلَـبِ
لا تحسـَبِ الهمّـةَ العَليـاءَ مُوجِبـةً
رزقـاً علـى قِسـمة الأقدارِ لم يجبِ
لو كان أفضلُ مَنْ في الناس أسْعَدَهم
ما أنحطّتِ الشمسُ عن عالٍ من الشُّهُبِ
أو كـان أسْيَرُ ما في الأُفْق أسْلَمَهم
دام الهلالُ فلـم يُمْحَـقْ ولـم يَغـبِ
يـا سـائقَ الرَّكْبِ غَرْبيّاً وراءك لي
قلـبٌ إلـى غيـر نجـدٍ غيـرٌ منُقلِبِ
تلفُّتـــاً فخِلال الضـــَّيْقِ مُتَّســـَعٌ
ورُبّ منجـــذِبٍ فـــي زِيّ مجتنِـــبِ
قِـفْ نَادِيـا آل بكـر فـي بيـوتكُمُ
بيضـاءُ يُطرِبهـا فـي حُسـنها حَرَبي
لمــا رأت أُدْمَــةً نُكْـراً وغـائرةً
شـهباءَ راكضـةً في الدُّهم من قُضُبي
لـوتْ وقد أضحكتْ رأسي الخطوبُ لها
وجهـاً إلى الصدّ يُبكيني ويَضحَك بي
لا تعجـبي اليومَ من بيضائها نظراً
إلـى سـِنِييّ فمـن سـودائها عجـبي
مـا زلـتُ علمـاً بـأنَّ الهمّ محترِمٌ
عُمـرَ الشـبيبةِ أبكيهـا ولـم أَشب
وُســُومُ شــَيْبٍ فـإن حقَّقـتِ نـاظرةً
فـــإنهنّ وُســـُومٌ فـــيَّ للنُّــوَبِ
تُـرَى ندامايَ ما بين الرُّصافةِ فال
بَيْضـاءِ راوِيـن مـن خمـرٍ ومن طربِ
أو عــالمِين وقــد بُـدِّلتُ بَعـدَهُمُ
مـا دارُ أنسي وما كأسي وما نشبي
فــارقتهم فكــأني ذاكــراً لهُـمُ
نضــوٌ تلاقــت عليــه عضـَّتا قتـب
ســقَى رضــايَ عـن الأيـام بينهـمُ
غيـثٌ وبـان عليهـا بَعـدَهم غضـبي
إذ نَسـكُب المـاءَ بُغضاً لِلمزاج به
ونطعـمُ الشـُّهدَ إبقـاءً على العنبِ
يمشـي السـّقاة علينـا بين منتظِرٍ
بلـــوغَ كــأسِ ووثَّــابٍ فمســتلِبِ
كأنمـــا قولنــا للبــابليّ أدر
حلاوةً قولنـــا للمَزْيَـــدِيِّ هَـــبِ
فِــدَى علــيٍّ جبـانُ الكـفِّ مقتصـرٌ
مـن الفخـار على الموروث بالنسبِ
يُــرَى أبــوه ولا تُرْضــَى مَكـارُمه
الأرضُ صـحَّت وأودى الـداءُ بالعُشـُبِ
ومُشــْبَعون مــن الـدنيا وجـارُهُمُ
بادي الطَّوَى ضامرُ الجنبين بالسَّغَبِ
قـل للأميـر ولـو قلـت السماءُ به
مفضـوحةٌ الجَـوْدِ لم تَظْلِمْ ولم تَحُبِ
أعطيــتَ مالَــك حــتى رُبَّ حادثـةٍ
أردتَ فيهـا الـذي تُعطِـي فلم تُصِبِ
لـو سـُمتَ نفسـَك أن ترتـاضَ تجرِبةً
بحفــظ ذاتِ يـدٍ يـومين لـم تَطِـبِ
كــأنّ مالَــكَ داءٌ أنــت ضــامنُه
فمـــا يُصــِحُّك إلا علَّــةُ النشــبِ
لـو كـان يُنصفك العافون لأحتشموا
بعـضَ السـؤالِ فكفُّـوا أيسَر الطلبِ
يـا بـدرَ عَوْفٍ وعوفُ الشمسُ في أَسَدٍ
وأَســَدٌ شـامةٌ بيضـاءُ فـي العـربِ
أنتُمْ أولو البأسِ والنعماءِ طارفةٌ
أخبـارُكم وعُلـىً تَلْـدٌ مـن الحِقَـبِ
أحلَـى القـديم حـديثاً جـاهليَّتُكُمْ
وقَــصُّ أسـلافِكم مـن رتبـة الكتُـبِ
مـا كنتُـمُ مـذ جلا الإسـلامُ صـفحتَهُ
إلا ســيوفَ نــبيٍّ أو وصــيِّ نَــبي
بكــم بِصـفِّين سـدَّ الـدِّينُ مَسـكنَهُ
وآلُ حَـرْب لـه تحتـال فـي الحُـرَبِ
وقـام بالبَصـْرة الإيمـانُ منتصـباً
والكفـرُ فـي ضـَبَّة جاثٍ على الرُّكَبِ
حـتى تقيَّلتَهـا إرثـاً وأفضـلُ مـا
نقلــتَ دينَـك شـَرْعاً عـن أبٍ فـأبِ
إذا رأيــتَ نجيبــاً صــحَّ مـذهبُهُ
فـاقطع بخيـرٍ علـى أبنائه النُّجُبِ
لا ضـاع بل لم يضعْ يومَ أنتصرتَ به
وأنـت كـالوِرْدِ والأعـداءُ كـالقَرَبِ
وقـــد أتَــوكَ برايــاتٍ مكــرّرةٍ
لم تدر قبلك ما أسمُ الفرّ والهربِ
تمشـِي بهـم ضـُمَّرٌ أدْمَـى روادفَهـا
غـرورُ فرسـانها بالفـارِس الـذَّرِبِ
لمــا دعـوتَ عليّـا بينهـم ضـَمِنتْ
لـك الولايـةَ فيهـم سـاعدُ العطـبِ
حكــت رءوسَ القنـا فيـه رءوسـُهُمُ
حــتى تمــوّهتِ الأعنــاقُ بالعَـذَبِ
وطـامعٌ فـي معاليـك أرتقَـى فهوى
وهــل يَصـِحُّ مكـانُ الـرأسِ للـذنَب
مـا كـان أحـجَ فضـلا تـمّ فيك إلى
عيــبٍ بعــوِّذُه مـن أعيـن النُّـوَبِ
أحببتكــم وبعيــدٌ بيـن دَوْحتنـا
فكنــتُ بــالحبِّ منكـم أيَّ مقتَـرَبِ
ووُدُّ ســـَلْمان أعطـــاه قرابَتَــهُ
يومـا ولـم تُغنِ قُربَي عن أبي لَهَبِ
ورفَّــعَ الصــونُ إلا عـن منـاقبكم
أسـبابَ مـدحِيَ فـي شِعري وفي خُطَبي
فمـا ترانِـيَ أبوابُ الملوك مع ال
زِّحـام فيهـا علـى الأموال والرُّتبِ
قَناعـةٌ رَغِبـتْ بـي عـن زيـارة مس
دولِ السـتورِ وعـن تأميـلِ محتجـبِ
ولـي عـوائدُ جُـودٍ منـك لـو طَرَقت
سـَتامُ مُلكَـكَ لـم تُحـرَمْ ولـم تخِبِ
ملأتُ بالشكر قلبَ الحافظ الغزِلِ ال
فـؤادِ منهـا وأُذنَ السـامعِ الطَّرِبِ
فـرأيُ جُـودِك فـي أمثالهـا لفـتىً
أتــاك بـالحرمتين الـدِّينِ والأدبِ
ومَــنْ توسـَّلَ فـي أمـرٍ فمـا سـببٌ
اليـك أوكـدُ فـي الأمرين من سببي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.