
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــوىً لــي وأهـواءُ النفـوسِ ضـُروبُ
تَجَـــانُبُ قَوْســـَي أن تُهــبَّ جَنــوبُ
يــدُلُّ عليهــا الريـفُ أيـن مكـانُهُ
ويُخبِرهـــا بــالمُزْنِ كيــفَ يصــوبُ
ونَمشـِي علـى روضِ الحِمَـى ثـم نلتقي
فيبلُغنــي منهــا الغــداةَ هبــوبُ
أمــانِي بعيــدٍ لــو رآهـا لسـرَّها
مكــانَ الحيــا مـن مقلـتيه غُـروبُ
ودَمْــع إذا غــالطتُ عنــه تشـاهدَتْ
قَـــوارفُ فــي خــدّي لــه ونُــدوبُ
عَلَــى أنّ ذِكْــراً لا تــزال ســهامُهُ
تَـــرَى مَقْتَلاً مــن مهجــتي فتُصــيبُ
إذا قفيــل مـيٌّ لـم يَرُعْنـي بحلمـه
حيــاءٌ ولــم يحبــسْ بكــايَ رقيـبُ
أُعِيـر المنـادى باسـمها السمعَ كلّه
علــى علمــه أنــي بــذاك مريــبُ
وكـم لـيَ فـي ليـل الحِمَى من إصاخةٍ
إلـــى خَبَـــر الأحلامِ وهــو كــذوبُ
تــوقَّرُ منهــا ثــم تســفَهُ أضـلعي
ويجمُــدُ فيهــا الــدمعُ ثـم يـذوبُ
ومــا حــبُّ مــيٍّ غيـرُ بُـرْدٍ طـويتُهُ
علـى الكُـرهِ طـيَّ الـرَّثِّ وهـو قشـيبُ
رأتْ شــَعَراتٍ غَيَّــرَ الــبينُ لونَهـا
فأمســت بمــا تُطريــه أمـسِ تَعيـبُ
أســاءكِ أن قــالوا أخٌ لــك شـائبٌ
فأســـوأُ منـــه أن يقــالَ خَضــيبُ
ومـــن عجــبٍ أنَّ البيــاضَ ولــونَهُ
إليــكِ بغيــضٌ وهــو منــكِ حــبيبُ
أحيــنَ عَســَا غُصـْني طرحـت حبـائلي
إلــــيّ فهلاَّ ذاك وهــــو رطيــــبُ
تُظنِّينَـهُ مـن كَبْـرةٍ فـرطَ مـا انحنىَ
كـأنْ ليـس فـي هـذا الزمـان خُطـوبُ
فعُـدّي سـِنيه إنمـا العهـدُ بالصـِّبا
وإن خــانه صــِبغُ العِــذارِ قريــبُ
وفــي خَطَـلِ الرمـح انحنـاءٌ وإنمـا
تُعَــــدُّ أنـــابيبٌ لـــه وكعـــوبُ
همــومِيَ مــن قبـل اكتهـالي تَكَهُّـلٌ
وغــدرُكِ مــن قبــل المَشـيبِ مَشـيبُ
ومـا كـان وجـهٌ يوقَـدُ الهـمُّ تحتـه
لتُنكَـــرَ فيـــه شـــَيْبةٌ وشـــُحوبُ
لــو أنّ دَمِــي حـالتْ صـَبِيغةُ لـونِهِ
مُبيَّضـــَةً مـــا قلـــتُ ذاكَ عجيــبُ
ألــم تعلمــي أنَّ الليـالي جحافـلٌ
وأنَّ مُــــداراةَ الزمـــانِ حـــروبُ
وأنَّ النفـــوسَ العارفـــاتِ بليّــةٌ
وحمــلَ الســجايا العاليـاتِ لُغـوبُ
يُســيغ الفــتى أيّـامَهُ وهـو جاهـلٌ
ويغتـــصُّ بالســاعاتِ وهــو لــبيبُ
وبعـــضُ مَــودّاتِ الرجــالِ عقــاربٌ
لهــا تحــت ظلمـاء العُقـوقِ دبيـبُ
تواصــَوا علـى حـبِّ النفـاقِ ودِينُـهُ
بـــأن يتنـــافىَ مَشـــْهدٌ ومَغيــبُ
فمـا أكثَـرَ الإخـوانَ بـل مـا أقلَّهم
علــى نائبــاتِ الـدهر حيـن تنـوبُ
وقبـلَ ابـنِ عبـدِ اللـه ما خلتُ أنه
يُـرَى فـي بنـي الدنيا الوَلودِ نجيبُ
ألا إن بــاني المجــدِ يَخلُـصُ طينُـهُ
وكــلّ الــذي فــوق الـتراب مَشـوبُ
سـقى اللـه نفساً مذ رعت قُلَّةَ العُلا
فكـــلُّ مَراعيهـــا أعـــمُّ خصـــيبُ
وحَيَّــا علــى رغــم الغزالـةِ غُـرّةً
إذا طلعــتْ لــم تَــدْجُ حيـن تغيـبُ
وحصــَّنَ صــدر اقلــبُ أحمــدَ تحتـه
يضــيق ذراعُ الــدهر وهــو رحيــبُ
مــن القـوم بسـّامون والجـوُّ عـابسٌ
وراضـــون واليــومُ الأصــمّ غضــوبُ
رأوا بـابنهم ليـثَ الشرى وهو ساربٌ
لحـــاجته والبحـــرَ وهــو وهــوبُ
فــتىً ســوّدته نفســُهُ قبــل خَطِّــه
وشـــابت عُلاه وهـــو بَعْــدُ ربيــبُ
وقــدّمه أن يعلَــقَ النــاسُ عَقْبَــهُ
ســماحٌ مــع الريـح العَصـوفِ ذَهـوبُ
ورأيٌ علــى ظَهــر العــواقبِ طـالعٌ
إذا أخطــأ المقــدارُ فهــو مصـيبُ
إذا ظـــنَّ أمــراً فــاليقينُ وراءه
ويصــــدقُ ظـــنٌّ تـــارةً ويحـــوبُ
وخُلْــقٌ كريــمٌ لــم يَرُضــْهُ مــؤدِّبٌ
تمطَّــقَ فُــوه الثَّــدْيَ وهــو أديـبُ
تحمَّــل أعبــاءَ الرياســةِ ناهضــاً
بهــا قاعــداً والحادثــاتُ وُثــوبُ
وصــاحتْ بــه الجُلَّـى لسـدّ فُروجهـا
فأقـــدَمَ فيهــا والزمــانُ هَيــوبُ
وكــم عَجَمتْــهُ النائبــاتُ فردَّهــا
رِداداً وعــاد النَّبْــعُ وهــو صـليبُ
هنــاك اتفــاقُ النـاسِ أنـك واحـدٌ
إذا كــان للبــدر المنيــر ضـريبُ
وأعجـبُ مـا فـي الجـودِ أنـك سـالبٌ
بــه كــلَّ ذي فضــل وأنــتَ ســَليبُ
أأنسـَى ل النُّعمـى الـتي تركَـتْ فمي
يُصـــَعِّدُ يبغـــي شـــُكرَها ويَصــوبُ
ملكـــتَ فــؤادي عنــد أوّل نظــرةٍ
كمــا صــاد عُــذرياً أغــنُّ ربيــبُ
وكنـــتُ أخــاف البــابليَّ وســِحرَهُ
ولـــم أدر أن الواســـطيَّ خَلـــوبُ
وغَنَّـــاك أقــوامٌ بوصــفِ مَنــاقبي
فَرُنِّــــحَ نَشـــوانٌ وحَـــنَّ طـــروبُ
رفعــتَ مَنـارَ الفخـرِ لـي بزيـارةس
وَســَمْتَ بهــا مَغْنــايَ وهــو جـديبُ
وكنــتَ لــداءٍ جئتنـي منـه عـائداً
شـــفاءً وبعــضُ العــائدين طــبيبُ
وأنهلتْنَـي مـن خُلْقِـك العـذبِ شـَربةً
حَلَــتْ لـي ومـا كـلُّ الـدواء يطيـبُ
ولمــا جلا لــي حُســنَ وجهـك بِشـرُهُ
تــبيَّنَ فــي وجــه الســَّقام قُطـوبُ
أجبــتَ وقــد نـاديتُ غيـرَك شـاكياً
وذو المجــد يُــدعَى غيــرُهُ فيُجيـبُ
فَطِنــتَ لهــا أُكرومــةً نـام غَفْلَـةً
مــن النــاس عنهــا مـاثقٌ وأريـبُ
ذهبـتَ بهـا فـي الفضـل ذكراً بصوته
ســبقتَ فلــم يقــدر عليــك طَلـوبُ
لئن كـان فـي قسـْم المكـارم شَطرُها
فللـــدِّين فيهــا والــولاءِ نصــيبُ
وإن أك مــن كِســْرَى وأنــت لغيـره
فـــإنيَ فــي حــبّ الوصــيّ نســيبُ
ســتَعلمُ أنَّ الصــُّنع ليــس بضــائعٍ
علـــيّ ولا الغَــرسَ الزكــيَّ يخيــبُ
وتحمَــدُ منّــي مــا ســعيتَ لكسـبهِ
ومــا كــلّ ســاعٍ فـي العَلاء كسـوبُ
ومهمـا يُثِبْـك الشـعرُ شـكراً مخلَّـداً
عليهــا فــإنّ اللَّــه قبــلُ يُـثيبُ
وتَسـمعُ فـي نـادي النَّـدى أيَّ فِقْـرةٍ
يقــوم بهــا فـي الوافـدين خطيـبُ
مـتى امتـدّ بـي عُمـرٌ وطـالت مـودّةٌ
فربعــك حُســنٌ مــن ثَنــايَ وطِيــبُ
ودونــك منــي ضــَيغمٌ فُــوهُ فـاغِرٌ
مـتى مـا دنـا مـن سـَرْجِ عِرضـك ذيبُ
محاســنُ قَــومٍ وَســمةٌ فـي جبـاههم
ولــــي حســـناتٌ ســـِرُّهن غُيـــوبُ
وما الحُسنُ ما تُثنِي به العينُ وحدَها
ولكــنَّ مــا تُثنِــي عليــه قلــوبُ
لقـد عَقَلَـتْ دنيـاك مـذ قيَّضـْتك لـي
وراح عليهــا الحِلــمُ وهــو غريـبُ
أظـــنُّ زمــاني إن زجــرتَ صــروفَه
ســـيرجع عمّـــا ســـاءني ويتــوبُ
تخــاتِلني الأخبــارُ أخلــبَ برقُهـا
بأنــك يــا بــدرَ الكمــال تغيـبُ
فأمســِكُ قبـلَ الـبين أحشـاءَ مُوجَـع
لهــا بيــن أثنـاء الحـذار وجيـبُ
بــأيّ فـؤادٍ أحمـل البعـدَ والهـوى
جديـــدٌ وذا وجــدي وأنــتَ قريــبُ
فلا تصـــدَع الأيّــامُ شــملَ مَحاســنٍ
تُســـافر مصـــحوباً بهــا وتــؤوبُ
ولا تعــدَم الــدنيا بقــاءَك وحـدَه
فإنــك فــي هــذا الزمــان غريـبُ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.