
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَفلـحَ قـومٌ إذا دُعـوا وَثَبُـوا
لا يرهبـون الأخطـارَ إن ركبـوا
تَســـبِقُ نهْضــاتُهُم عزائمَهُــمْ
أن تُستشـارَ العـاداتُ والعُقُـب
سـارُون لا يسـألون مـا حَبَسَ ال
فجَــر ولا كيــف مـالت الشـُّهُبُ
عــوّدهم هجرُهــم مُطالَبــةَ ال
راحـةِ أن يظفَـروا بمـا طلبوا
وخـاب راضٍ بـالعجز يَصـبِر لـل
أوزار مستســــلما ويَحتســـِبُ
إن فــاته حــظُّ غيــرهِ فلــه
منـه أغتيـابٌ يشـفيه أو عجـبُ
لا تســتريح العلـى إلـى سـكنٍ
إلا غلامـــاً يريحـــه التعــبُ
تَضــمَّنَ الســيرُ صــدرَ حـاجتِه
والثِّقتــان التقريــبُ الخَبَـبُ
مـن مبلـغُ الـبين يـومَ دلَّهني
آبَ بمــا ســرَّ بَعــدَك الغَيَـبُ
رُدَّ شــبابي مـن الحسـين كمـا
كــان وعــادت أيـامِيَ القُشـُبُ
يـا قادمـا أُتِهـمُ البشـيرَ به
مـــن فــرحٍ أنَّ صــِدْقَه كــذِبُ
ســِرتَ ونفسـي تـودُّ فـي وطنـي
بَعْـــدَك أنّ المقيــمَ مغــترِبُ
أحتشــم البـدرَ أن أراه فـأل
حــاظِيَ عنــه بالـدمع تحتجـبُ
وكــم تصــدَّى عمـداً ليخـدَعَني
يَســفِر عــن غيهــبٍ وينتقــبُ
فلــم أزده علــى مسـارقة ال
جفــن ولحــظٍ بـالكره يُسـتلبُ
وعَبْــــرةٍ ريُّــــه وَحِليتُـــه
يُشــرَبُ مــن مائهــا ويُختضـَبُ
ويــومِ بيــنٍ صـَبَرْتُ قبلَـك أن
يفــوتَني الحــزمُ فيـه والأربُ
حَمَلتُـهُ ثـابتَ الحشـا ذَكِـرَ ال
قلــبِ ومــوجُ الحُمـولِ مضـطرِبُ
ســلوانَ أجـزِى بالصـدّ جـانيَه
بملْـك رأسـي إن أظلـم الغضـبُ
ونظــرةٍ حُلــوةٍ رَدَدْتُ عــن ال
بيــتِ وفيـه الجمـالُ والحسـبُ
بسـُنَّة غيـر مـا أقتضَى أدبُ ال
حـــبِّ حِفاظـــاً وللهــوى أدبُ
وأنقـدتُ طوعـا فـي حبل ظالعة
تَجْنُبُنـــي أو يقــالَ مُجتنَــبُ
بيضـاءَ تُقلَـى بُغضـاً وأعهـدُها
ســوداءَ تُرضــَى حبّـاً وتُنتخـبُ
صــاحتْ وراءَ المــزاحِ واعظـةً
لا يَلتقــي الأربعــونَ واللعـبُ
أَعـدَى بهـا الشـَّيبُ وهي واحدةٌ
ألفـاً ويُعـدِي الصـحائحَ الجُرُبُ
يـا سـاكنا ثـائر العزيمـة م
سَّ الصـِّلِّ مـن تحـت لينِـه يثـبُ
قـد عَلِـمَ الملـكُ اذ دعاك وحب
لُ الـرأيِ واهٍ والشـملُ منشـعبُ
أنّ قلوبـا غِشـا تميـل مـع ال
دولـــةِ أهواؤُهـــا وتنقلــبُ
وأنّ ســِرّاً مــتى أصـطفاك لـه
أخلَـص مـا فـي إنـائِهِ الـذهَبُ
لمـا تجلَّـى وجـهُ الحِـذار ولي
مَ أبــنٌ علـى غـدره وخِيـفَ أبُ
رَمَـى بـك القصـدُ سـهمَ مُنجِحـةٍ
يســبِقُ حِرصــا حديـدَه العَقِـبُ
لـم يَثـنِ فـأل الشـهورِ عزمتَه
لا صــــَفَرٌ عـــائقٌ ولا رجـــبُ
جَـرَتْ عليـه أو مرّت الريح تلق
اهـــا بــوجه أديمُــه كَــرَبُ
فَلَيْلَــةُ الحَــرْىِ وهـي جامـدةٌ
لــه كيــوم الجـوزاءِ يلتهِـبُ
سـفَرتَ فيهـا سـَفارةَ الليثِ لا
يرجــعُ إلا فــي كفِّــه الطلـبُ
لســعيه مـا أهمَّـه الـدمُ وال
حــم ولكــن لغيــرهِ الســَّلَبُ
حــتى أسـتقامت علـى تأوّدهـا
وأنتظمـتْ فـي رءوسـِها العَـذَبُ
جـزاك حسنَى ما أسطاع إن وَزَنَتْ
فعلَــك تلـك الأقـدامُ والرتـبُ
أعطـاك ما لم تنل يدانِ ولا أم
تــدّ إلـى مَطـرَحِ المُنَـى سـببُ
وضـافياتٍ تطـول فـي مـذهب ال
ملـــك إذا شـــُمِّرتْ وتَنَســحبُ
أُهْـدِىَ مـن مُزنـة السـماء لها
مــاءٌ ومـن نـور شمسـها لهـبُ
إذا علــتْ مَنِكبــاً عَلاَ فعيــو
نُ الـدهر زُورٌ عـن أفقـه نُكُـبُ
أوكيــت رأسـاً منهـا مُـوافِيَهُ
فكــــلُّ رأسٍ لمجـــدِهِ ذَنَـــبُ
وصــافناتٍ بيـن المـواكب كُـث
بــانٌ وفـي الـروع ضـُمَّرٌ قُضـُبُ
ضـاقت مكـانَ الخصـور وأتسـعتْ
أضـــالعاً لا تُقِلُّهـــا الأُهَــبُ
تَغِيــبُ فــي جريهـا قوائمُهـا
فمـــا تُـــرَى أذرعٌ ولا رُكَــبُ
مـن كلِّ دهماءِ أُنسُها الليلُ تع
زوه إلـــى لونهــا وتَنتســِبُ
ثـارت فطـارت فخاضـت الأُفُقَ ال
عُلـــوِيَّ تجتـــاحه وتنَتقـــبُ
فَمِـــنْ ثُريّـــاه أو مَجرّتِـــه
لجامُهــا العســجديُّ واللَّبَــبُ
مــــــواهبٌ لا يَرُبُّهُـــــنَّ أبٌ
إلا شـــفيقٌ علــى العلا حَــدِبُ
مـن معشـرٍ لا يُجـارُ مَـنْ طَرَدوا
ولا يَطيــبُ البقـاءُ إن غضـبوا
مُثْريــنَ مجـداً ومُقْـترِينَ لُهـىً
والمجـدُ طَبْـعٌ والمـالُ مكتسـَبُ
فُرسـان يـومِ الطعانٍ إن طَعَنوا
بالألســن المشـكلاتِ أو ضـَرَبوا
لا يَرجِعُـونَ الكلام كَـرّاً مـن ال
عِــيِّ ولا يعرفــون مـا كَتبـوا
دعـا فؤادِي شوقي اليك على ال
بعــدِ فلبّيــكَ والمَــدَى كَثَـبُ
جــواب مــن لا يُــرام جـانُبهُ
منـذُ غَـدَا وهـو جـارُك الجُنُـبُ
ولا يُبـــالي إذا ســلمتَ لــه
مـا حَصـَدتْ مـن نباتهـا الحِقَبُ
حَمَلْــتَ دُنيـايَ فأسـترحتُ وقـد
طــال عنــاءُ الآمـالِ والتعـبُ
وقُمـتُ مـذ قـادني هُـداك علـى
مَحَجَّـــةٍ لا تدوســـها النُّــوَبُ
فليحمــدنّي فــي كــلّ قافيـةٍ
تزيـدُ حسـنا فـي دُرّهـا الثُّقَبُ
أمســحُها فيــك أو تَقِـرَّ وقـد
أوغــل فـي أمّ رأسـها الشـغَبُ
حُلـىً مـن المعـدن الصريح إذا
غـشَّ تِجـارُ الأسـعارِ مـا جَلَبوا
تَشـكُرُها الفُـرْسُ فـي محديك لل
مَعنَـى وتَرضـَى لسـانَها العَـرَبُ
يُظهِـرُ منهـا السـرورَ حاسـدُها
ضــرورةَ الحــقِّ وهــو مكـتئبُ
يُطرِبــه الــبيتُ وهـو يُحزِنُـهُ
ومــن أنيـن الحمامـةِ الطَّـربُ
يـا آل عبـد الرحيم لا تزل ال
دنيــا رحـىً أنتُـمُ لهـا قُطُـبُ
إن تفضُلوا الناسَ والحسينُ لكم
ومِنكُـــمُ فأفضــلوا فلا عَجَــبُ
فـدَاكُمُ خـاملون لو كَاثُرُوا ال
رمــلَ بأعـدادهم لمـا حُسـِبوا
لا يَخلُــقُ العَـدلُ فـي خلائقهـم
لينــاً ولا يُكْرَمُـونَ إن شـربوا
أخَّـــرَ أَقـــدامَهم وقـــدّمكم
أنّهُــمُ يحســبون مــا كَتَبـوا
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.