
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ســَلاَ دارَ البخيلـةِ بالجِنـاب
مـتى عَرِيَـتْ رُبـاكِ من القِبابِ
وكيــفَ تشـعَّبَ الأظعـانُ صـبحا
بـدائدَ بيـن وُهْـدِك والشـِّعابِ
بطالعــةِ الهلال علــى ضـُمَيْر
وغاربـــةٍ كمنقَــضِّ الشــِّهابِ
حَملْـــنَ رشــائقاً ومبــدَّناتٍ
رمـاحَ الخَطِّ تَنبُتُ في الرَّوابي
وأيـن رضـاكِ عـن سُقيَا دموعي
ربوعـك مـن رضـاكِ عن السحابِ
بكيتُــكِ للفـراقِ ونحـنُ سـَفْرٌ
وعُــدْتُ اليـومَ أبكـي للإيـابِ
وأمســحُ فيــكِ أحشـائي بكـفٍّ
قريـبٍ عهـدُها بحشـا الرَّبـاب
لهـا أَرَجٌ بما أبقاه فيها ال
تصـافحُ بعـدُ مـن ريح الخِضابِ
أمفصــِحةٌ فــأطمعَ فـي جـوابٍ
وكيـف يُجيـبُ رَسـمٌ فـي كتـابِ
نَحَلـتِ ففـي ترابِـكِ منـكِ رَسمٌ
كمـا أنـي خَيـالٌ فـي ثيـابي
وفـي الأحـداج مُتعَبةُ المَطَايَا
تُليـنُ عـرائكَ الإبـلِ الصـِّعابِ
بَعيـدَةٌ مَسـقِطِ القُرْطيْـن تُقْرَا
خُطـوطُ ذؤابَتْيهـا فـي الترابِ
تَجَمَّـع فـي الأسـاورِ مِعصـَماها
ويَقلَـقُ خصـرُها لكَ في الحِقَابِ
تَعيـبُ على الوفاءِ نحولَ جسمي
ألا بالغـدر أجـدرُ أن تُعـابي
ومـا بِـكِ أن نَحَلـتُ سوى نُصولٍ
مـن السـنواتِ أسرعَ في خِضابي
جزِعـت لـه كـأنَّ الشـَّيبَ منـه
يَســُلُّ عليـكِ نَصـْلاً مـن قِـراب
فمـا ذنـبي إذا وقَعـتْ عُقـابٌ
مـن الأيّـام طـار لهـا غرابي
وقـد كنـتُ الحبيبَ وذا نحولي
وهـذا فـي العريكـة حدُّ نابي
ليــاليَ مـن الحاجـاتِ حُكْمِـي
وليــس وسـيلةٌ بسـوى شـبابي
ألا للّــه قلبُــكَ مــن حَمـولٍ
علـــى عِلاَّتِ وَصــْلٍ وأجتنــابِ
وحبُّـكَ مـن وَفـيِّ العهـدِ بـاقٍ
علـى بُعْـدِ يُحيـلُ أو أقـترابِ
هـوىً لـكَ فـي جبالِ أبان ثاوٍ
وأنـتَ علـى جبـالِ عُمان صابي
وكـان المجـدُ أعودَ حين يَهِوى
عليـكَ مـن المهَفهَفـة الكَعابِ
وإِن وراء بحــر عُمـان مُلْكـاً
رطيـبَ الظـلِّ فَضـفاضَ الرِّحـابِ
رقيــقٌ عيشــُهُ عَطِــرٌ ثــراهُ
بِطُـرَّاقِ الفضـائلِ غيـرُ نـابي
مـتى تنـزِلْ بـه تنـزِلْ بـوادٍ
مـن المعـروفِ مَرعـىِّ الجنـابِ
يــدبّره مــن الأمــراء خـرْقٌ
يَــذِلُّ لعــزِّه غُلْــبُ الرِّقـابِ
وَفَـي ذُو المجِـد سَبَّاقا فوافَى
يحلِّــق عُرْفُـه والنجـمُ كـابي
وقــامَ بنفسـِه يسـعَى ففـاقَتْ
غريــزةُ نفسـِه شـَرَفَ النِّصـابِ
وبـانَ بـه لعيـنِ أبيـهِ بَـوْنٌ
أراه الشـِّبلَ أغلـبَ ليـثَ غابِ
علـى زَمَـنِ الحَداثـةِ لم يُفتهُ
تقــدُّمُ شـِيبهم قَـدَمَ الشـَّبابِ
ســَمَا لمكــانهم وهُـمُ شـموسٌ
فطـال الطـودُ أعنـاقَ الهِضابِ
وســيِّدُ قــومِهِ مــن ســوّدوه
بلا عَصــــَبيّةٍ وبلا مُحــــابي
وقُــدّم بالفِراسـةِ وهـو طِفْـلٌ
تُحلَّــلُ عنـه أَنشـِطةُ السـِّخابِ
ومـا تَـركُ الشـريفِ على بنيه
وهــم منــه تَجَــاوُزَهُ بعـابِ
وإن كـان الفـتى لأبيـه فَرْعاً
فــإن الغيــثَ فَـرْعٌ للسـحابِ
بَلَـوْهُ وجرَّبـوا يـوميه نُعمَـى
وبأسـاً فـي السكينةِ والوِثابِ
فمــا ظَهَـروا مُخَاطَبـةً بـوانٍ
ومـا ظَفِـروا مُضـارَبَةً بنـابي
ولا عـدِموا بـه لَسـَناً وقَطْعـاً
عمـائقَ فـي الإصـابة والصوابِ
لـذلك جـاوروا بـالبحرِ بحراً
كِلاَ كرميْهمــا طـاغي العُبـابِ
يقـول لِـيَ الغنَي ورأي قُعودي
عــن السـعي الممـوِّل والطِّلاَبِ
وعفــةَ مـذهبي ظَلِفـاً ومَيْلـي
إلـى العيش المُرَمَّق وأنصبابي
أرى لـك فـيّ لـو خاطرتَ مَرْعىً
يبــدِّلُ صــحَّةً أُهُــبَ الجِـرابِ
أمـا لـكَ فـي بحارِ عمان مالٌ
يسـُدُّ مَفـاقِرَ الحـاجِ الصـِّعابِ
ومَـولىً يوسـعُ الحُرُمـاتِ رَعْياً
ويَعمُــرُ دارسَ الأمـلِ الخـرابِ
لعــلَّ مؤيَّـدَ السـلطان تحنـو
عواطــفُ فضـله بعـدَ أجتنـابِ
قفلـــتُ ودونـــه متلاطمــاتٌ
زَواخرهــنَّ كالأُســْدِ الغِضــابِ
صــَواعدُ كالجبـال إذا أحسـَّتْ
نسـيماً أو نـوازلُ كـالجَوابي
وأخضـرُ لا يـروق العيـنَ يُطْوَى
علــى بيضـاءَ سـوداءِ الإهـابِ
تجــاذبه الأزمَّــةُ مـن حديـدٍ
فَيَقمِـصُ أو يُقَطَّـر فـي الجذابِ
إذا خُـوصُ الرِّكـاب شـكون ظِمْأً
شـكى رُكبانُهـا شـَرَقَ الرِّكـابِ
يـروعُ حُـداءُ أحبُشِها النَّوَاتي
إذا شــاقتك حاديـةُ العِـرَابِ
إذا عثَـرتْ فليـس تُقـالُ ذنبا
وإن صــدَعتْ فليســت لأنشـعابِ
ولســتُ بسـابح فـأقولُ أنجـو
عسـى إن ظهرُهـا يومـا كَبَابي
إذا حَلَمَتْ بها في النوم عيني
طفِقـتُ أجُـسُّ هـل رَطِبـتْ ثيابي
ومـالي والخِطـارَ وقـد سَقَتْني
سـماءُ يـديهِ مـن غير أغترابِ
وجــاءتني مَــواهبُهُ بعيــدا
بأفضـلِ مـا يجيـءُ مع أقترابِ
رغــائبُ مـن يـديه فاجـأتني
وَفَيْـنَ رِضـاً بآمـالي الرِّغـابِ
وزِدنَ علـى حسـاب مُنـايَ لكـن
وِشـَاحٌ لـم يكُـنْ لـي في حِساب
نـدىً وَصـَلَ السـماحَ بـه ولكن
تــولَّى عنــه حـاجبُه حجـابي
أمـرتَ بهـا كعِرضـك لـم يُدنَّسْ
بلا غِــشٍّ يشــوبُ ولا أرتيــابِ
مـن الـذهب الصريح فصار ممّا
يُبَـدَّلُ فـي يـديه إلى الذَّهابِ
وقاســـَمَني مُناصــَفةً عليــه
وجاحَــدَني ليحبســه كتــابي
وقـال ولـم يهبـكَ ولـم يَصُنِّي
كـذلكَ فيـكَ منـذُ سـنينَ دابي
إذا حُمِّلــتُ رِفْـدا أو كتابـاً
اليـكَ لـواه نَهْـبي وأغتصابي
مَكــارمُ ســقتَهنّ إلــى محـبٍّ
ففـاز بهـا مُغيـرٌ لـم يُحـابِ
بعثـتَ بهـا الخئون فضاع سِرْبٌ
أمِنـتَ عليـه غـائرةَ الـذئابِ
ولـــولا أنَّ خِـــدمتَه وَقَتْــهُ
وحُرمــةَ عـزِّ بابـك والجنـابِ
لَمَـا سـَلِمَ البعـوضُ على عُقاب
ولا عُــضَّ الهِزبــرُ بشـرِّ نـابِ
أَدَلَّ بكــم فــأفحَمني وكـانت
نـــواحيه مآكـــلَ للســِّبابِ
فَجَـلَّ عـن الهجـاء بذاك عندي
وقَـلَّ بمـا أتـاه عـن العتابِ
سـُلِبْتُ نـداك فـي ناديك ظلما
بغـارةِ صـاحبٍ لـك في الصحابِ
ثلاثَ ســنينَ حَــوْلا بعـدَ حَـوْلٍ
بكــفِّ وِشــاح مُقتَسـَمٌ نِهـابي
وأنـتَ خفيـرُ مالِـكَ أو يـؤدَّى
إلــيَّ ولـو بمنقطِـع الـترابِ
إذا أنصــفْتَني فعليـك دَيْنـاً
غَرامـةٌ مـا تجمَّـعَ في الحسابِ
أعـدْ نظـراً فكـم أغنيتَ فقراً
بـه وجَبَـرتَ كَسـْراً مـن مُصـابِ
وكـم نـوديتَ يا بحرَ العطايا
فجـاء البحـرُ بالعجبِ العُجابِ
وَفَـتْ فيـك المنى وقَضَتْ نُذُوري
فَــوَفِّ عُلاكَ حقّــي تُرْضـِها بـي
وفـي يدك الغني فابعث أمينا
إلــيّ بــه وصــيِّرْهُ جــوابي
ولا تُحــوِجْ ظَمـايَ إلـى قَلِيـبٍ
سـواك علـى مُقـامي وأنقلابـي
أُذكِّـرك الـذي مـا كنـتَ تنسَى
سـُفوري تحـت ظلِّـك وأنتقـابي
وإِنـي إن بلغـتُ النجـمَ يوماً
لكـان إلـى صـنيعتك أنتسابي
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.