
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَصـَبتُ لـو أَحْمَـدْتُ أن أُصـيبا
وفزتُ لو كان الحجا المطلوبا
وراضَ منّي الدهرُ ظَهْرا لم يكن
لـو أَنْصـَفَ الحـظُّ لـه مَركوبا
أقســَمَ لا أزددتُ بــه فضـيلةً
دهــريَ إلا زادنــي تعــذيبا
فكلّمــا آنســتُ منــه بـأذىً
بَقَّــاهُ وأسـتأنفَ لـي غريبـا
رَميــتُ حظّــي بوجــوهِ حِيَلـى
فلـم أُصـِبْ ولـم أقَـع قريبـا
تنـــزّهٌ يُعـــابُ أو مَحاســنٌ
محســـودةٌ محســوبةٌ ذُنوبــا
اُنظر إلى الأقسام ما تأتي به
مــتى أردتَ أن تَــرى عجيبـا
تَجْمـعُ بيـن الماءِ والنارِ يدٌ
ومـا جَمَعْـتَ الـرزقَ والأديبـا
ليـتَ كفـاني الدهرُ مَعْ تخلُّصي
مكروهَـهُ كمـا كَفَـى المحبوبا
أو ليـتَ أعـدَى خُلُقـي جنـونُهُ
فكنــتُ لا ســَمْحَا ولا لبيبــا
يـا صـاحبَ الزمـانِ مغتّراً به
أنـتَ دَمٌ فاحـذرْ عليك الذيبا
تبعــثُ ألحاظُــك مـن وفـائه
بارقـــةً صـــَيفيَّةً خَلوبـــا
ســَلْني بــه وقِـسْ علـيَّ معَـهُ
فقــد قَتلــتُ أهلَـه تجريبـا
بَعـدَ عنـائي وأجتهـادي كلِّـه
بــالأرض حــتى وَلَـدَتْ نجيبـا
جـاءت بـه بعد ألتراخي غَلَطاً
ثـم نَـوتْ مـن بعـد أن تتوبا
أبلــجَ بسـّامَ العشـىّ واضـحا
ريّــانَ مخضـرّ الـثرى رطيبـا
تصفو المدامُ وتروقُ ما أنتمتْ
حُســْناً إلــى أخلافـه وطيبـا
للمجـد قـومٌ وقليـلٌ مـا هُـمُ
وفـي القليـل تَجِـدُ المطلوبا
كـالنجم للبـاعِ المديد بُعْدُه
وللعيــون أن يُــرَى قريبــا
لا تشــكُرنَّ مــن فـتىً فضـيلةً
وليــس فيهـا مُعْرِقـا نسـيبا
فإنمـا أَعطَى أبنَ أيّوب المَدَى
فـي الشـرف أقتفـاؤه أيّوبـا
يـا لابـسَ الكمـال غيـرَ مُعْجَبٍ
تركـــتَ كــلَّ لابــسٍ ســليبا
إن غـادر الشكرُ لساناً ناكلا
وكــان سـيفا قبلـه مـذروبا
فقــد عَقَــدتَ لَسـَني وقُـدتني
بــالطَّوْلِ فـي حبـاله جنيبـا
حَسـبتُ أعـداد الحصى ولم أُطِقْ
عـدَّ الـذي أوليتنـي محسـوبا
فــي كـلّ يـومٍ شـارقٍ معونـةٌ
تَبْــرُدُ حـرَّ جَـوْرِه المشـبوبا
ونعمــةٌ تســير فـي نُضـوحها
خَــرْقَ الجـديب فيُـرَى خصـيبا
يُخجلنـي أستقبالُها فتحسَب ال
عيـنُ أبتسـامي نحوَهـا قُطوبا
لـو شـئتُ لأسترحتُ من أثقالها
إن كنـتُ مـن مَكُرمـةٍ متعوبـا
كنـتُ أخـاً فلـم تـزل تَسبُغني
بـاللّطفِ حـتى خِلتُنـي حبيبـا
فـإن قَضـَى الثنـاءُ حـقَّ نعمةٍ
أو كـاد أن يَقضـِيَها تقريبـا
وأَقنـعَ الميسـورُ فاحبسْ شُرَّداً
تَسـألُ عنهـا الشمأَلُ الجَنوبا
يَعلَـقُ بـالعِرِض الكريم نَشُرها
وهــي بــه طــائرةٌ هُبوبــا
إذا بنيتُ البيتَ منها ودّتِ ال
أسـماعُ لـو كـانت لـه طُنوبا
يَخْلُـدُ مسـموعا ويُغنـي كلَّمـا
عَوَّضـتَ مُهْـدىً عنـه أو موهوبا
عُـدَّ السـنينَ صـومَها وفِطرَهـا
تُتْحَــفُ مَقـروءا بـه مكتوبـا
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.