
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خيلُـكَ مـن صفا لك في البعادِ
وجـارُك مـن أذمَّ علـى الودادِ
وحظُّــك مـن صـديقك أن تـراه
عـدوّاً فـي هـواك لمـن تعادي
وربَّ أخٍ قَصــيِّ العِــرق فيــه
ســلوٌّ عـن أخيـك مـن الـوِلادِ
فلا تغـــررْك ألســنةٌ رطــابٌ
بطـــائنهنَّ أكبــادٌ صــَوادي
وعِــش إمَّــا قريــن أخٍ وفـيّ
أميـنِ الغيـبِ أو عيشَ الوحادِ
فــإني بعــدَ تجريــبي لأمـرٍ
أنســتُ ولا أغشــُّك بـانفرادي
تريــدُ خلائقُ الأيّــام مَكــراً
لتُغضـِبَني علـى خُلقـي وعـادي
وتغمزنـي الخطـوبُ تظـنُّ أنـي
أليـن علـى عرائكهـا الشِّدادِ
ومـــا ثهلانُ تشــرف قُنَّتــاه
بأحمـلَ للنـوائب مـن فـؤادي
تغـرِّبُ فـي تقلُّبهـا الليـالي
علـــيّ بكــلّ طارقــةٍ نــآدِ
إذا قلـتُ اكتفـت منـي وكفَّـت
نـزتْ بالـداء ثـائرة العِدادِ
رعَـى سـِمنُ الحوادثِ في هُزالي
كــأنّ صــلاحَهن علــى فسـادي
فيومـاً في الذخيرة من صديقي
ويومـاً فـي الذخيرة من تِلادي
يـذمُّ النـومَ دون الحـرص قومٌ
وقلــتُ لرقــدتي عنـه حَمـادِ
ومــا ان الغِنَــى إلا يسـيراً
لـو أنّ الرزقَ يبعثه اجتهادي
وضــاحكةٍ إلــى شــَعرٍ غريـبٍ
شـُكمتُ بـه فأسـلس مـن قيادي
تَعُـدُّ سـِنِيَّ تَعجَـبُ مـن بياضـي
وأعجـبُ منـه لـو علمتْ سوادي
أَمــانٍ كَّ يــومٍ فـي انتقـاصٍ
يســاوقُهنَّ هَــمٌّ فـي ازديـادِ
وفُرقـةُ صـاحبٍ قَلِـقِ المطايـا
بـه قَلَـقُ المـدامعِ والوسـادِ
تُخفِّــضُ بعــدَه الأيّـامُ صـوتي
علـى لَسـَني وتَخفِـضُ من عمادي
أقيـمُ ولـم أقـمْ عنـه لِمُسـْلٍ
ويرحَـلُ لـم يَسـْرِ منّـي بـزادِ
كأنّــا إذ خُلقنــا للتصـافي
خُلقنــا للقطيعــة والبعـادِ
أرى قلـبي يطيش إذا المطايا
إلـى الرابيـن ياسـَرهنَّ حادِي
ولـم أحسـب دُجَيلا مـن ميـاهي
ولا أنّ المَطيـــرةَ مــن بلادي
ولا أنــي أبيـت دعـاى يحـدو
إلـى تَكريـتَ سـاريةَ الغوادي
ومــن صـُعَداء أنفاسـي شـِرار
تمـرُّ مـع الجَنـوب بها تنادي
أأحبـابي أثـار الـبينَ بيني
وبينكُــمُ مســاخَطةُ الأعــادي
ســقت أخلاقُكـم عهـدي لـديكم
فهــنَّ بـه أبـرُّ مـن العِهـادِ
ورُدَّ علـــيَّ عنـــدكُمُ زمــانٌ
مَجـودُ الـروضِ مشـكورُ المَرادِ
أصـابت طيـبَ عيشـي فيه عيني
فقـد جازيتُهـا هجـرَ الرقـادِ
فلا تحســب وظنُّــك فـيّ خيـراً
بقـايَ وأنـت نـاءٍ مـن مُرادي
ولا أنّــي يســُرُّ سـوادَ عينـي
بمـا عُوِّضـتُ مـن هـذا السوادِ
وكيـف ومـا تَلِـفُّ المجـدَ دارٌ
نأتْـك ولا يَضـُمُّ الفضـلَ نـادي
فـإن أصـبْر ولـم أصبر رُجوعاً
إلــى جَلـدٍ ولـم أحمـل بـآدِ
فقـد تُنَـى الضـلوعُ على سَقامٍ
وقـد تُغضـَى الجفونُ على سهادِ
وكنـتُ وبيننـا إن طـال مِيـلٌ
وإمـا عـرضُ دجلـةَ وهـي وادي
إذا راوحــتُ دارَك لـجَّ شـوقي
فلــم يُقنِعــه إلا أن أُغـادي
فكيــف وبيننــا للأرض فَــرْجٌ
يماطِــل طُـولُه عَنَـقَ الجيـادِ
ومعتَـرضُ الجزيـرة والخـوافي
مـن القـاطول تلمع والبوادي
وُفـودٌ مـن مطايـا الماءِ سودٌ
روادفُهـا تطـول على الهوادي
إذا كــنّ الليــالي مقمـراتٍ
فراكبُهـنّ يخبـطُ فـي الـدَّآدي
لهـنَّ مـن الريـاح الهوجِ حادٍ
ومـن خُلُجِ المياه العوجِ هادي
إذا قمصـت علـى الأمواج خِيلتْ
علـى الأحشـاء تقمِصُ أو فؤادي
فهـل لـي أن أراك وأن تراني
وهـل مـن عُـدَّتي هي أو عَتادي
سـأنتظر الزمـانَ لهـا ويوماً
يطيل يدَ الصديق على المعادي
ظمئنـا بعـدكم أسـفاً وشـوقاً
كمـا جِيـدتْ بكـم يُبْـسُ البلادِ
لعــل محمــداً ذكَرتْـه نُعمَـى
ترانـي ناسـياً فيـه اعتقادي
وعـل اللّـهَ يحـبرُ بالتـداني
كسـيرةَ قـانطٍ حَسـْبُ التمـادي
وأقـربُ مـا رجـوتُ الأمـرَ فيه
علـى اللّه اعتمادُك واعتمادي
فلا تعـــدَم ولا يعـــدَمْك خلاً
مـتى مـا تعْـدُهُ عنك العوادي
يــــزُرْك كرائمــــاً متكفِّلاتٍ
بجمـع الأُنـسِ قيـل لـه بَـدادِ
نـواحبَ في التعازي والتشاكي
حبــائبَ للتهـاني والتهـادي
طوالـعَ فـي سـوادِ الهم بيضاً
طلـوعَ المكرمـاتِ أو الأيـادي
إذا جـــرَّتْ ذلاذلَهـــا بجــوٍّ
تضــوَّع حاضــرٌ منــه وبـادي
لهـا فعـلُ الدروع عليك صوتاً
وفـي الأعـداء أفعـالُ الصِّعادِ
رَبــتْ يــا آلَ أيّــوبٍ وأَثَّـت
رُبـايَ بكم على السَّنَةِ الجمادِ
فهــل رجـلٌ يـدُلُّ إذا عَـدِمتم
علــى رجــلٍ وفــيّ أو جـوادِ
ومَـن أخـذَ المحاسنَ عن سواكم
كمـن أخـذَ المناسـبَ عن زيادِ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.