
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
للنقـص مـن أعمارنـا مـا يَكمـلُ
والــدهر يؤيســُنا ونحـن نؤمِّـلُ
تمشـي المنـونُ رويـدَها لتغرَّنـا
أبــدا فتُــدركنا ونحـنُ نهـرولُ
يـا معجبـاً بـالعيش طـال بقاؤه
نظـراً بقـاؤك فـي المنيّـةِ أطولُ
عـن جـانبي دنيـاك فـارغبْ آبقا
ودِيَ الحريـصُ ومـا نجـا المتوكّلُ
وإذا الجفـون تخلَّصت من مَجهل ال
شــُبُهات خلّــص نفسـَه مـن يعقِـلُ
مَــنْ هالــكٌ دَرَسـت عَشـيّةَ هُلكـه
ســُبُلُ الصــلاح وكـلُّ نهـجٍ مشـكلُ
مـن كـان فـي الغفلاتِ أعلمَ نفسَهُ
أنَّ المنيـــة طـــالبٌ لا يغفُــلُ
أبكيــك للحســناتِ مِــتَّ فطُلِّقـت
وابـنِ السـبيل ثـويت فهـو مُسَبَّلُ
حملـوك والبركـاتُ حولـك والهدى
مَيْــتٌ بموتـك فـوق نعشـِك يُحمَـلُ
ونزلـتَ حيـث تقـرُّ عينُـك لا كمـا
كـانت عيـون الحـزن حولـك تهمِلُ
يـا قـبره النَضـِرَ المروَّضَ بعدما
قـد كـان قبل القَطر وهو الممحِلُ
بلِّغـه عـن حزنـي السـلامَ وقل له
جَلَـــدي وإن أظهرتُـــهُ متعمَّــلُ
أوحشتَ هذا المنزلَ البالي الرُّبى
فهـل اسـتفاد الأنـسَ ذاك المنزلُ
هيهــات صـمَّ فليـس يوصـِلُ مفصـِحٌ
قــولا إليــه ولا يبلِّــغُ مرســِلُ
قـل لابنـه والخيـر قولُـك لابنـه
مـن كـان مسـعوداً فمثلـكَ ينسـُلُ
لــو ردَّ بـالجودِ المنَّيـةَ بـاذلٌ
نجـىَّ أبـاك مـن الـردى ما تبذلُ
أو كــان طــالبه يقاتـل دونـه
ملأ البســيطة دونــه مـن تقتـلُ
أو كـــان داءٌ يُســتطَبُّ شــفيتَهُ
لكنّــه الـداءُ العيـاءُ المعضـلُ
دُنْيــا تســرُّ بمـا تضـرُّ بمثلـه
فاســمٌ لهـا شـهدٌ ومعنـىً حنظـلُ
صـبراً ومـن عجـب الرزايـا أنّـه
فيهــا يُبصـَّرُ كيـف يصـبرُ يَـذبُلُ
واعلـم بِـأنّ أبـاً فـداك بنفسـه
لَتهــونَ مِيتَتُــه عليــه وتسـهُلُ
فـوْزاً لـه إذ كـان قبلـك يـومُهُ
كـم موتـةٍ هـي مـن حيـاةٍ أفضـلُ
ولئن رمتـه يـدُ المنـونِ فسـهمُه
وقـد اتقتـك بمـا رمتـه المخصِلُ
يســـليك عنــه أن ملأتَ فــؤادَه
مــن كــلّ فـائدةٍ تقـالُ وتُفعَـلُ
وأريتــه قــدميك وهــو بمعـزِلٍ
متــودِّعٌ حيــث الســِّماك الأعـزلُ
لا يظفــرنّ الحــزنُ منـك بمهجـةٍ
لـم تلـق يومـا مـا لـه تتـذلّلُ
حاشــاك يجمعنــا بـدارِك مُفـزِعٌ
أبــدا ويُعقَــد للمسـاءة محفِـلُ
وورِثـت عمـرَ الـدهر سـَوْمَك عيشةً
فـي العـزّ تسـحَبُ ما تشاءُ وترفُلُ
فــإذا سـلمتَ عليـه حيّـاً مقبلاً
فـأبوك تحـتَ الـترب مَيْـتٌ مقبـلُ
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.