
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وجــد الجميــمَ فعــافه وتبقَّلا
وجـرى لـه الـوادي فصـدَّ وأوشلا
ورأى الكـثير مـع المذلَّة هادماً
حســبَ الكريــم وعرضــَه فتقلَّلا
يـا ضـلَّ تغريـر الحريـص بنفسـه
وهـوى المطـامع مـا أرقَّ وأخملا
يُلحَـى علـى البخل الضنينُ بمالِهِ
أفلا تكــونُ بمــاء وجهـك أبخلا
أكـرمْ يـديك عـن السـؤال فإنما
قـدْرُ الحيـاة أقـلُّ من أن تسألا
وإذا نزعــتَ إلـى أرومـةِ مخصـبٍ
زاكٍ فصــنْ أغصــانَها أن تُبـذَلا
ولقــد أضـمُّ إلـيَّ فضـلَ قنـاعتي
وأبيــتُ مشــتملاً بهــا مـتزمِّلا
وأرى الغـدوَّ علـى الخصاصة شارةً
تصــف الغنـى فتخـالني متمـوِّلا
وإذا امـرؤ أفنـى الليالِيَ حسرةً
وأمانيـــاً أفنيتُهـــنَّ تــوكُّلا
قعـدَ المدجَّـج وانيـاً عـن نصرتي
فعلامَ أنتصـــر الألــفَّ الأعــزلا
لـو أنَّ مـن مَلـك النـوالَ حلا له
عــزُّ القناعــةِ جـاءني متنـوِّلا
النـاسُ عنـدك مـن يكن أغنىَ يداً
فيهـم وإن لـم تُعـطَ كان الأفضلا
والعـارُ كـلّ العـارِ في أديانهم
أن يُقـتر الرجـلُ الشريفُ ويُرملا
اِصـنع لهـم مَلَقـا كمـا يرضـونه
وتنـــحَّ عنهــم ســامِرِيّاً قُلقُلا
كـم صـاحبٍ والنـارُ لـي في قلبه
خــالبتُ بــارقَ وجهـه المتَهلّلا
وأريتُـــه أنّـــي وإيّــاه يــدٌ
مـع أختهـا فيمـا أهـمَّ وأعضـلا
فـإذا ظفـرتَ مـن الزمـانِ بماجدٍ
فأنـخْ إليـه وكـنْ عليـه معـوِّلا
واشـددْ يـديك بـودِّه واقنـعْ بـه
سـكناً كما سكن العَلاءُ إلى العُلا
نقـل الرياسـةَ كـابراً عـن كابرٍ
قَــرْمٌ إذا عــثرَ العَجـولُ تمهَّلا
وإذا الملـوكُ تدارسـت أنسـابَها
ألفيتـه فيهـا المعـمّ المخـولا
فـي ذِروة الشـرفِ الـتي لو حلَّها
سـعدُ الكـواكب لـم يُـرِد متحوَّلا
بيتـاً عتيقـاً فـي السماء بناؤه
قِـــدْماً ومجــداً كِســرويّاً أوّلا
جــارَى مســاعِيَهم وجـاء مـبرِّزاً
فـرعٌ أبـرَّ علـى الأصـول وأفضـلا
أقســمتُ بــالمتمطِّراتِ شــوائلاً
يَــذرعن بالأعضــادِ أدراجَ الفلا
ينصــُبن للإشــخاص حُــولاً عُــوَّداً
مثـل الـذكيِّ يرى الخفيَّ المشكلا
عُـوج الرقـاب كمـا اعترضتَ أهلَّةً
صـُمّ الـرءوس كمـا قرعتَ الجندلا
مـن كـلِّ تاركـةٍ ولـم تعطـف لـه
بــوّاً وطارحــةٍ بمضــيعة ســَلا
يحملــن أشـباهَ العِصـِيِّ تجنّبـوا
لغــوَ الحــديث مكبّــرا ومهلّلا
لا يفرقــون مكــدَّراً صــعِدت بـه
لهم الدلاءُ إذا استقَوا أم سلسلا
يرجــون مــن أيّـام مكـة سـاعةً
إدراكُهــا أو أن تفــوت كَلا وَلا
لـو لـم تعـوِّذْ نسـلَها أمُّ العلا
بــأبي علــيٍّ أوشــكت أن تَثكَلا
وجــهٌ كمـا وضـح النهـارُ وهمَّـةٌ
أمـرتْ نجـومَ الليـل أن تـتزيَّلا
وكفايـةٌ تقضـي الملـوكُ أمـورَهم
بنفاذِهــا أخــذاً بهــا وتقبُّلا
وإذا الخطــوبُ تقلَّبـت أحوالُهـا
وجــدوه فيهـا القُلَّـبيَّ الحُـوَّلا
يَــبري لهــم ويَريـشُ مـن آرائه
سـهماً إذا علِـق الرميّـةَ أشـكلا
وتنـوبُ عـن بيـض الظُّبـا في كفِّه
ســودُ المضــاربِ لا تكـذِّبُ مَقتَلا
تمضــي أذيّتَهــا إذا هـي جُـرِّدتْ
فـي حيـث لا تجـدُ السـيوفُ توغُّلا
مـن كل خاوي الصدرِ أجوفَ لو رمى
بلعــابه الصـخرَ الأصـمَّ لزلـزلا
يتنـاول الغـرضَ البعيدَ ولم يَرِمْ
وطنـاً ولـم يقطـع لسـيرٍ منـزلا
يمضـي ورِيقَتُـهُ المِـدادُ وينثنـى
وقـد اسـتعاض مكانَها ماءَ الطُّلى
ســمَّوه بالعــاداتِ فـي أمثـاله
قلمـاً ولـولا الظلـمُ سـُمِّيَ مُنصُلا
تعِــبَ الرجــالُ مراهنيـن وراءه
فتناكصــوا لا يلحقـون الشـمألا
يفَــديك معتــلُّ المكـارمِ جـودُه
قـولٌ إذا مـا أنـت قلـتَ لتفعلا
ومُزنَّــد الكفّيــن غايــةُ رأيـه
عجــزٌ وغايــة وعــده أن يمطُلا
أنـا مـن أَسـرَّ لـك المودّة قلبُه
وطـــوى لــذاك لســانَه متجمّلا
ورأى بقربــك مـا يـرى بحـبيبه
صــبُّ الفـؤاد شـفاؤه أن يوصـَلا
وإذا ذُكــرتَ لــه تحفّــزَ قلبُـه
طرَبــاً إليـك ومـرَّ نحـوك مجفِلا
ورأى جنابَــك للفضــائِل روضــةً
أُنُفــاً ودارَك للمكــارم مَـوئلا
وصــوارف الحـظّ القصـير تعـوقُه
مــن طــالبٍ إعجــالَ أمـرٍ أُجِّلا
وأظـنّ إصـرارَ الزمـان قد ارعوى
شــيئاً ومُعـرضَ وجهـه قـد أقبلا
وأظـــنّ أنّ محاســناً ســأرودها
نظــراً وتجريهــا لــديّ تفضـُّلا
وأبيــت أعلَـق مـن يـديك مـودّةً
تـأبى مـرائرُ فتلهـا أن تُسـحَلا
وتسـير فيـك مـع الريـاح شواردٌ
لا يــــأتلين إقامــــةً وتنقُّلا
يحملــن عِرضــَك كلّمــا أدّينــه
فـي منـزلٍ عطَّـرن منـه المنـزِلا
موســـومةً بعلاك فــوق جبــاههم
مـا ضـاع شـعرُ الخاملين وأُغفِلا
ومصــونةٍ منهــنّ قــد أعجلتُهـا
لـك لـم تكـن لـولا هواك لتُبذَلا
قــدّمتُ بيـن يـديّ عنـدك جاهَهـا
قبــل اللقــاء ممهَّـدا ومـؤثَّلا
ومنحــتُ جيــدَ المهرجــان قلادةً
منهـــا فحلَّتـــهُ وكــان معطَّلا
فاسـتجلِه فيهـا وقـل مـن بعـده
مـا كـان أحسـنَها عليـه وأجملا
وتملَّــه ذكــراً لقومــك باقيـاً
يصــفُ العُلا عَلَمــاً لهـم متمثّلا
مـن غُبَّـر السـِّيَرِ التي سلفتْ لكم
والمجــدِ آخرهــم يريــك الأوّلا
واصـحب مـدى الأيّـام ما عُدَّتْ مدىً
واسـلم إذا أفنـت عزيـزاً مقبلا
مهيار بن مرزويه، أبو الحسن الديلمي.شاعر كبير في أسلوبه قوة وفي معانيه ابتكار، قال الحر العاملي: جمع مهيار بين فصاحة العرب ومعاني العجم، وقال الزبيدي: (الديلمي) شاعر زمانه فارسي الأصل من أهل بغداد، كان منزله فيها بدرب رباح، من الكرخ، وبها وفاته.ويرى (هوار) أنه ولد في الديلم (جنوب جيلان على بحر قزوين) وأنه استخدم في بغداد للترجمة عن الفارسية.وكان مجوسياً وأسلم سنة 494هـ على يد الشريف الرضي.وتشيع وغلا في تشيعه وسب بعض الصحابة في شعره، حتى قال له أبو القاسم ابن برهان: يا مهيار انتقلت من زاوية في النار إلى أخرى فيها.