
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِبَهــاءِ وَجْهِــكَ تُشــْرِقُ الأَنْـوارُ
وَبِفَضــْلِ مَجْــدِكَ تَفْخَــرُ الأَشـْعارُ
آنَسـْتَ أُنْـسَ الدَّوْلَـةِ الْمَجْدَ الَّذِي
مـا زالَ فِيـهِ عَـنِ الأَنـامِ نِفـارُ
بِمَكـارِمٍ نَصـَرَتْ يَـداكَ بِها الْعُلى
إِنَّ الْمَكـــارِمَ لِلْعُلــى أَنْصــارُ
وَإِذا الْفَـتى جَعَـل الْمَحامِدَ غايَةً
لِلمَكْرُمــاتِ فَبَــذْلُها الْمِضــمارُ
فَاسـْعَدْ وَدامَ لَـكَ الْهَنـاءُ بِماجِدٍ
طــالَتْ بِــهِ الآمـالُ وَهْـيَ قِصـارُ
لُـوْلاهُ فِـي كَـرَمِ الْخَلِيقَةِ وَالنُّهى
لَــمْ تَكْتَحِــلْ بِشــَبِيهِكَ الأَبْصـارِ
كَـمْ لَيْلـةٍ لَـكَ مـا لَهـا مِنْ ضَرَّةٍ
مِنْــهُ وَيَــوْمٍ مــا لَــهُ أَنْظـارُ
جـادَتْ أَنَامِلـكُ الْغِزارُ بِهِ الْوَرى
وَمِــنَ الســَّحائِبِ تُغْـدِقُ الأَمْطـارُ
وَتَتَــابَعَتْ قَطَـراتُ غَيْثُـكَ أَنْعُمـاً
إِنَّ الْكَرِيـــمَ ســـَماؤُهُ مِــدْرارُ
وَأَضــاءَ مَجْـدُكَ بِالْحُسـَيْنِ وَمَجْـدِهِ
وَكَـذا السـَّماءُ تُنِيرُهـا الأَقْمـارُ
قَـدْ نـالَ أفْضـَلَ مـا يُنالُ وَقدْرُهُ
أَعْلــى وَلَــوْ أَنَّ النُّجُـومَ نِثـارُ
وَجَـرَتْ بِـهِ خَيْـلُ السُّرُورِ إِلى مَدى
فَــرَحٍ دُخــانُ النَّـدِّ فِيـهِ غُبـارُ
وَحَـوى صـَغِيرَ السـِّنَّ غاياتِ الْعُلى
وَصــِغارُ أَبْنــاءِ الْكِـرامِ كِبـارُ
يُنْبِـي الْفَـتى قَبْلَ الْفِطامِ بِفَضْلِه
وَيَبِيـنُ عِتْـقُ الْخَيْـلِ وَهْـيَ مِهـارُ
لَـمْ تَلْحَـظ الأَبْصـارُ يَـوْمَ طَهُـورِهِ
إِلاّ كُؤوســـاً لِلســـُّرُور تُـــدارُ
فَغَــدَوْتَ تَشــْرَعُ فِــي حَلالٍ مُسـْكِرٍ
مـا كُـلُّ مـا طَـرَدَ الْهُمُـومَ عُقارُ
قَمَــرٌ يُضــِيءُ جَمــالُهُ وَكَمــالُهُ
حَتّــى يُعِيـدَ اللَّيْـلَ وَهْـوَ نَهـارُ
وَمِـنَ الْعَجـائِبِ أَنْ تَـرُومَ لِمِثْلِـهِ
طُهْــراً وَكَيْــفَ يُطَهَّــرُ الأَطْهــارُ
قـــدْ طَهَّرَتْــهُ أُبُــوَّةٌ وَمُــرُوءَةٌ
وَنَمــى بِــهِ فَــرْعٌ وَطـابَ نِجـارُ
إِنَّ الْعُــرُوقَ الطَّيِّبــاتِ كَفِيلَــةٌ
لَـكَ حِيـنَ تُثْمِـرُ أَنْ تَطِيـبَ ثِمـارُ
لَلَبِسـْتَ مِـنْ شـَرَفِ الَمَناسـِبِ حُلَّـةً
بِــالْفَخْرِ يُســْدِي نَسـْجُها وَيُنـارُ
فَطُـلِ الأَنـامَ وَهَـلْ تَرَكْـتَ لِفـاخِرٍ
فَخْــراً وَجَــدُّكَ جَعْفَــرُ الطِّيّــارُ
يَنْمِيــكَ صــَفْوَةُ مَعْشــَرٍ لَــوْلاهُمُ
مــا كــانَ يُرْفَــعُ لِلْعَلاءِ مَنـارُ
وَلــىَّ وَخَلَّــفَ كُــلَّ فَضــْلٍ فِيكُـمُ
والْغَيْــثُ تُحْمَــدُ بُعْــدَهُ الآثـارُ
إِنِّي اقتَصَرْتُ عَلَى الثَّناءِ وَليْسَ بِي
عَــنْ أَنْ تَطُــولَ مَناسـِبِي إِقْصـارُ
وَلَـــرُبَّ قَــوْلٍ لا يُعــابُ بِــأَنَّهُ
خَطَـــلٌ وَلكــنْ عَيْبُــهُ الإِكْثــارُ
وَأَراكَ وَابْنَــكَ لِلسـَّماحِ خُلِقْتُمـا
قَــدْراً ســواءً وَالْــوَرى أَطْـوارُ
فَبَقِيتُمـا عُمُـرَ الزَّمـانِ مُصـاحِبيْ
عَيْـــشٍ تَجَنَّــبُ صــَفْوَهُ الأَكْــدارُ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.