
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنْ كـانَ مِثْـلَ أَبِـي عَلِـيٍّ فَلْيَنَلْ
أُفُــقُ السـَّماءِ بِهِمَّـةٍ لَـمْ تُخْفَـضِ
أَغْنـى وَقَـدْ أَبْـدى النَّدى وَأَعادَهُ
عَـنْ أَنْ أَقُـولَ لَـهُ أَطَلْـتَ فَـأَعْرِضِ
مـا كـانَ فِيمـا نِلْـتُ مِنْهُ بِواعِدٍ
فَــأَقُولَ إِنَّ الْوَعْــدَ غَيْـرُ مُمَـرِّضِ
ســَبَقَتْ مَـواهِبُهُ الْوُعُـودَ وَرُبَّمـا
جـادَ السـَّحابُ وَبَرْقُـهُ لَـمْ يُـومِضِ
وَقَـفَ الْحُسـَيْنُ عَلَى السَّماحِ غَرامَهُ
لَيْـسَ الْمُحِـبُّ عَـنِ الْحَبِيـبِ بِمُعْرِضِ
كَشــّافُ كُــلِّ عَظِيمَــةٍ إِنْ تَــدْعُهُ
لا تَــدْعُهُ لِلْخَطْـبِ مـا لَـمْ يُرْمِـضِ
وَإِذا أَرَدْتَ إلـى الْحُسـِيْنِ صـَنِيعَةً
فَــاعْرِضْ لِفَضــْلِ نَــوالِهِ وَتَعـرَّضِ
إِنَّ الســُّؤالَ لَواقِــعٌ مِنْـهُ بِمَـنْ
زِلَـةِ النَّـوالِ مِـنَ الْمُقِلِّ الْمُنْفِضِ
وَلَــهُ إِذا وَعَـدَ الْجَمِيـلَ مَكـارِمٌ
لا يَقْتَضــِيهِ بِغَيْرِهِــنَّ الْمُقْتَضــِي
مَحْــضُ الْعَلاءِ صــَرِيحُهُ فِـي أُسـْرَةٍ
جَمَحِيَّــةِ النَّسـَبِ الصـَّرِيحِ الأَمْحَـضِ
ضــَربَ الْحِمـامُ عَلَيْهِـمُ فَتَقَوَّضـُوا
وَبِنــاءُ ذاكَ الْمَجْـدِ لَـمْ يَتَقَـوَّضِ
قَـوْمٌ لَهُمْ شَرَفُ الْحَطِيمِ وَمُبْتَنى الْ
عِـــزِّ فِـــي الْبِطـــاحِ الأَعْــرَضِ
يُحْيـي الثَّنا مَوْتى الْكِرامِ وَرُبَّما
مـاتَ اللَّئِيـمُ وَرُوحُـهُ لَـمْ تُقْبَـضِ
مـاذا تَقُـولُ لِمَـنْ أَتـاكَ مُصـَرِّحاً
نِعَـــمُ تَعَرِّضـــُها لِكُــلِّ مُعَــرِّضِ
قَــدْ كـانَ خَيَّـمَ صـَرْفُ كُـلِّ مَلِمَّـةٍ
عِنْــدِي فَقــالَ لَـهُ سـَماحُكَ قَـوِّضِ
وَلَحَظْتَنِــي فَعَرَفْــتَ مَوْضـِعَ خَلَّتِـي
نَظَـرَ الطَّبِيبِ إلى الْعَلِيلِ الْمُمْرَضِ
وَنَظَـرْتَ مِـنْ تَحْـتَ الْخُمُـولِ تَطَلُّعِي
كَالْمــاءِ بُرْقِـعَ وَجْهُـهُ بِـالْعَرْمَضِ
لَمّـا رَأَيْـتَ الـدَّهْرَ يَقْصـُرُ هِمَّتِـي
عَـنْ غايَـةِ الأَمَـلِ الْبَعِيدِ الْمَرْكَضِ
أَنْهَضــْتَنِي وَالسـَّهْمُ لَيْـسَ بِصـائِبٍ
غَرَضـاً إِذا الرّامِـي بِـهِ لَمْ يُنْبِضِ
وَالْعَضــْبُ لَيْــسَ بِبَيِّــنٍ تَـأْثِيرُهُ
وَالأَثْــرُ حَتّـى يَنْتَضـِيهِ الْمُنْتَضـِي
وَعَلَيْــكَ حَــقٌّ رَفْــعُ مـا أَسَّسـْتَهُ
فِـي مَـذْهَبِ الكَـرَمِ الَّذِي لَمْ يُرْفَضِ
لا يَمْنَعَنَّــكَ مِــنْ يَــدٍ والَيْتَهـا
أَنِّــي بِشـكْرِ صـَنِيعهِا لَـمْ أَنْهَـضِ
إِنَّ الْغَمــامَ إِذا تَــرادَفَ وَبْلُـهُ
أَبْقـى أَنِيـقَ الـرَّوْضِ غَيْـرَ مُـرَوَّضِ
وَلَئِنْ بَقِيــتُ لَتَســْمَعَنَّ غَرائِبــاً
يَقْضـِي الزَّمـانَ وفَضـْلُها لَمْ يَنْقَضِ
يَظْمَـا إِلَيْهـا الْمُنْعِمُونَ فَمَنْ يَرِدْ
يَـرِدِ الثَّنـاءِ الْعَـذْبَ غَيْـرَ مُبَرَّضِ
هــذا وَلَسـْتُ بِبـالِغٍ بَعْـضَ الَّـذِي
أَوْلَيْـتَ مـا لُبِـسَ الظَّلامُ وَما نُضِي
أَقْرَضــْتَنِي حُسـْنَ الصـَّنِيعِ تَبَرُّعـاً
وَالْقَـرْضَ أَفْضـَلُ مِـنْ جَزاءِ الْمُقْرِضِ
فَاعْذُرْ إِذا ما الدَّهْرُ أَخْمَدَ فِكْرَتِي
أَيُّ الْكِــرامِ بَــدَهْرِهِ لَـمْ يَغْـرَضِ
جاءَتْـكَ تُنْـذِرُ بِـالتَّوالِي بَعْـدَها
كَـالفَجْرِ فِـي صـَدْرِ الصَّباحِ الأَبْيضِ
أَبَنِـي أَبِـي الْعَيْـشِ الأَكارِمَ إِنَّنِي
لُـوْ لاكُـمْ لَرَضـِيتُ مـا لَـمْ أَرْتَـضِ
مـا زِلْـتُ أَعْتَـرِضُ الْمَوارِدَ قامِحاً
حَتّـى وَصـَلْتُ إلـى الْبُحُـورِ الْفُيَّضِ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.