
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا حُسـْنَهُ قَمَـراً وَأَنْـتَ سـَماؤُهُ
أَطْلَعْتَـــهُ فَجَلا الظَّلامَ ضـــِياؤُهُ
يـا سـَعْدَهُ مِـنْ قـادِمٍ سُرَّ السُّرُو
رُ بِــهِ وَهُنَّـئَ بِـالخُلُودِ هَنـاؤُهُ
وافـاكَ فِـي جَيْـشِ الْفَخارِ مُتَوَّجاً
بِالْحَمْــدِ خَفّاقـاً عَلَيْـهِ لِـواؤُهُ
قَمَـرٌ كَفـى الأَقمـارَ سـَعْداً أَنَّها
أَشـْباهُهُ فِـي الْمَجْـدِ أَوْ أَكْفاؤُهُ
يُمْسـِي وَيُصْبِحُ فِي الْبَقاءِ شَرِيكَها
أَبَـداً كَما هِيَ فِي الْعُلى شُرَكاؤُهُ
كَفَلَــتْ عُلاكَ لَــهُ بِكُــلِّ فَضـِيلَةٍ
إِنَّ النَّبِيــهَ نَبِيهَــةٌ أَبْنــاؤُهُ
مَـنْ كُنْـتَ أَنْـتَ أَباهُ كانَ لِمَجْدِهِ
أَنْ يَســْتَطِيلَ وَأَنْ يُشـادَ بِنـاؤُهُ
تُنمى الْفُرُوعُ إِلى الأُصُولِ وَخَيْرُها
وَأَجَلُّهــا فَــرْعٌ إِلَيْــكَ نَمـاؤُهُ
مَـنْ كانَ مِنْ نَجْلِ الْبُدُورِ وَنَجْرِها
لَـــمْ يَعْــدُها إِشــْراقُهُ وَعَلاؤُهُ
وَلَقَــدْ ثَلَثْـتَ النَّيِّرَيْـنِ بِثـالِثٍ
لَــوْلاكَ أَعْجَــزَ نـاظِراً نُظَـراؤُهُ
لا فَــرْقَ بَيْنَهُمــا يُعَـدَّ وَبَيْنَـةُ
فِـي الْفَضـْلِ لـولا بَأْسـُهُ وَسَخاؤُهُ
مَـنْ ذا يَـذُمُّ الشـَّمْسَ عَمَّ ضِياؤُها
أَمْ مَـنْ يَعِيـبُ الْبَـدْرَ تَمَّ بَهاؤُهُ
وَهُمــا هُمــا لكِـنَّ مَـنْ لِمُؤَمِّـلٍ
أَكْــدَتْ مَطــالِبُهُ وَخـابَ رَجـاؤُهُ
وَطَرِيــدِ خَــوْفٍ لا يُحـاوَلُ مَنْعُـهُ
ســُدَّتْ مَطــالِعُهُ وَعَــزَّ نَجــاؤُهُ
وَأَســِيرَ دَهْــرٍ لا يُـرامُ فَكـاكُهُ
وَقَتِيــلِ فَقْــرٍ لا يُـرى إِحْيـاؤُهُ
لَـمْ يُعْـطَ هـذا الدَّهْرُ قَطُّ فَضِيلَةً
كَنَـدى أَبِي الْيُمْنِ الْجَزِيلِ عَطاؤُهُ
إِنَّ الْكِــرامَ لِــداءٍ كُـلِّ مُلِمَّـةٍ
أَعْيـا عَلَـى الْفَلَكِ الْعَلِيِّ دَواؤُهُ
مــا مَــرَّ خَطْـبٌ مُمْـرِضٌ إِلاّ وَفِـي
أَيْـدِي بَنِـي عَبْـدِ اللَّطِيفِ شِفاؤُهُ
إِنّ الْمُيَسـَّرِ وَهْـوَ كَـوْكَبُ سـَعْدِهِمْ
لَيَجِـلُّ عَـنْ رَأْدِ الضـُّحى إِمْسـاؤُهُ
وَلَـدٌ إِذا فَخَـرَتْ بِآبـاءِ الْعُلـى
أَوْلادُهــا فَخَــرَتْ بِــهِ آبــاؤُهُ
مَــنْ رامَ مُشــْبِهَهُ سـِوى أَسـْلافِهِ
فِـي الْمَكْرُمـاتِ الْغُرِّ طالَ عَناؤُهُ
مَلَــكَ الْجَمــالَ فَأَشــْرَقَتْ لأْلاؤُهُ
وَحَبــا الْجَمِيــلَ فَـأَغْرَقَتْ آلاؤُهُ
مِثْـلُ الْحَيـا سـَطَعَتْ لَوامِعُ بَرْقِهِ
فِــي أُفْقِــهِ وَتَبَجَّســَتْ أَنْـواؤُهُ
قُلِّــدْتَ مِنْـهُ مُهَنَّـداً مـا سـُلَّ إِ
لا راق رَوْنَقُـــهُ وَراعَ مَضـــاؤُهُ
تَسـْمُو بِأَخْمَصـِهِ الْمَنـابِرُ واطِئاً
وَتَتِيـهُ إِنْ رُقِيَـتْ بِهـا خُطَبـاؤُهُ
وَيُجِـلُّ قَـدْرَ الْمَـدْحِ عـاطِرُ مَدْحِهِ
وَيَطُـولُ عَـنْ حُسـْنِ الثَّناءِ ثَناؤُهُ
وَكَأَنَّمـــا أَخْلاقُـــهُ أَعْراقُـــهُ
وَكَأَنَّمـــا أَفْعـــالُهُ أَســْماؤُهُ
جــارى الأُصـُولَ فَجِـدُّهُ مِـنْ جَـدِّهِ
فِـي النّائِبـاتِ وَمِنْ أَبِيهِ إِباؤُهُ
فتَهَنَّــهُ وَتَمَــلَّ عَيْشــَكَ لابِســاً
فَضــْفاضَ عَيْــشٍ لا يَضـِيقُ فَضـاؤُهُ
وَتَهَــنَّ إِخْـوَتَهُ الَّـذِينَ وُرُودُهُـمْ
دَيْــنٌ عَلَـى الأَيّـامِ حَـلَّ قَضـاؤُهُ
حَتّــى تَراهُـمْ مِـنْ تَنُـوخٍ أُسـْرَةً
كَــرُمَ الزَّمـانُ بِـأَنَّهُمْ كُرَمـاؤُهُ
واسـْتَعْلِ وَابْـقَ فَمـا لِراجٍ مُنْيَةٌ
إِلا بَقـــاؤُكَ لِلْعُلــى وَبَقــاؤُهُ
إِنِّـي هَجَـرْتُ الْعالَمِينَ إِلى الَّذِي
هَجَـرَ الْغَبِـيَّ إِلـى الأَبِـيِّ صَفاؤُهُ
شـُكْراً وَكَيْـفَ جُحُـودُ فَضـْلِ مُؤَمَّـلٍ
شــَهِدَتْ بِبــاهِرِ فَضـْلِهِ أَعْـداؤُهُ
لا يُصـْلِتُ الْبَطَـلُ الْمُقـارِعُ سَيْفَهُ
إِلاّ إِذا مـا الرُّمْـحُ قَـلَّ غَنـاؤُهُ
قال ابن عساكر: خُتم به شعر الشعراء بدمشق، شعره جيد حسن، وكان مكثراً لحفظ الأشعار المتقدمة وأخبارهم،) وأشهر شعره قصيدته البائية ومطلعها:خذا من صبا نجد أماناً لقلبه فقـد كـاد رياهـا يطير بلبهقال ابن خلكان: لو لم يكن له سواها لكفاهقال:وكانت ولادته سنة خمسين وأربعمائة بدمشق، وتوفي بها في حاي عشر شهر رمضان سنة سبع عشرة وخمسمائة، رحمه الله تعالى، وقيل: إنه مات في سابع عشر شهر رمضان، والأول أصح.