
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَرى الأَرضَ تَرجُـفُ بِالعـالَمينَ
وَيَســبَحُ سـُكّانُها فـي الـدَمِ
وَفـي مِصـرَ شَعبٌ دَهاهُ القَضاءُ
فَلَـم يَـدرِ شـَيئاً وَلَـم يَعلَمِ
يَجيـءُ وَيَـذهَبُ فـي المُضحِكاتِ
كَعَهــدِكَ فـي الزَمَـنِ الأَقـدَمِ
وَمـا يَعرِفُ الشَعبُ كُنهَ الأُمورِ
بِـــرَأيٍ غَــوِيٍّ وَقَلــبٍ عَــمِ
لَقَــد كَشـَفَ الـدَهرُ أَسـرارَهُ
وَأَبــدى الخَفِـيَّ فَلَـم يَكتُـمِ
وَجـاءَت مِـنَ اللَـهِ رُسلٌ غَضابٌ
تَصـُبُّ العَـذابَ عَلـى المُجـرِمِ
حَـذارِ بَنـي مِصـرَ مِـن وَقعِها
صـــَواعِقَ تَعصـــِفُ بِــالأَنجُمِ
تَنـاهَوا عَنِ الغَيِّ وَاِستَيقِظوا
فَقَــد وَضــَحَ الصـُبحُ لِلنُـوَّمِ
وَرُدّوا النُفــوسَ إِلـى رَبِّهـا
وَعـودوا إِلـى دينِـهِ القَيِّـمِ
عَجِبــتُ لِمُســتَهتِرٍ لَـم يَتُـب
عَــنِ الفاحِشـاتِ وَلَـم يَنـدَمِ
تَقـومُ القِيامَةُ في العالَمينَ
وَتَــبرُزُ فـي هَولِهـا الأَعظَـمِ
وَنَحـنُ عَلـى الشـَرِّ مِـن عُكَّـفٍ
نُــوالي الضـَجيجَ وَمِـن حُـوَّمِ
جَعَلنــاهُ دينـاً فَمِـن مَـأثَمٍ
يَهُــزُّ الســَماءَ إِلـى مَـأثَمِ
يَجـودُ الغَـوِيُّ بِمِلـءِ اليَدَينِ
إِذا راحَ فــي غَيِّــهِ يَرتَمـي
وَيَسـأَلُهُ اللَـهُ أَدنى القُروضِ
فَيَــأبى وَيَبخَــلُ بِالــدِرهَمِ
وَشـــَرُّ البَرِيَّــةِ ذو نِعمَــةٍ
يَشـُنُّ الحُـروبَ عَلـى المُنعِـمِ
وَلَو عَرَفَ القَومُ مَعنى الحَياةِ
وَمــاذا يُـرادُ مِـنَ المُسـلِمِ
لَهَبّـوا سِراعاً إِلى الصالِحاتِ
وَسـاروا عَلـى السـَنَنِ الأَقوَمِ
وَشَدّوا عُرى الدينِ وَاِستَمسَكوا
مِـنَ اللَـهِ بِالسـَبَبِ المُحكَـمِ
تَـوَلّى القَـوِيُّ بِحَـقِّ الضـَعيفِ
وَجـارَ الغَنِـيُّ عَلـى المُعـدِمِ
تَمَــرَّدَ هَــذا فَلَــم يَزدَجِـر
وَعَربَــدَ هَــذا فَلَــم يرحـمِ
أَخـافُ عَلـى القَـومِ مِن نَكبَةٍ
تَـبيتُ لَهـا مِصـرُ فـي مَـأتَمِ
أَرى الأَرضَ تَخسـِفُ بِالظـالِمينَ
وَأَيُّ بَنــي مِصــرَ لَـم يَظلِـمِ
خَـذَلنا الكِتـابَ وَرَبَّ الكِتابِ
فَـأَينَ الحِمـى وَبِمَـن نَحتَمـي
وَمَـن يَخـذلِ اللَـهُ لا يَنتَصـِر
وَمَــن يُهِــنِ اللَـهُ لا يُكـرَمِ
وَمَــن لا يُــرِد عِنـدَهُ عِصـمَةً
إِذا فَـدَحَ الخَطـبُ لَـم يُعصـَمِ
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله.شاعر مصري، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر ، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم. وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب ، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.توفي ودفن في دمنهور.