
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إليــكِ فقـد عرفتـكِ أُمَّ دَفْـرٍ
فَلَـنْ تَجِـدِي إلـى خَدْعِي سَبيلا
نفضـتُ يـديَّ منـكِ علـى يقيـنٍ
صــحيحٍ نَهْنَـهَ الشـكَّ العليلا
أتـى دون الأَسَى المعتادِ صَبْري
وجــلّ فهـوَّنَ الصـبرَ الجليلا
وقلَّبْــتُ الـورى ظهـراً لِبَطـنٍ
فلــــم أَحْمَـــدْهُمُ إلاَّ قليلا
تُرَاوِحُنَـا المنيَّـةُ أوْ تُغَـادِي
فـإنْ تَسـْطِعْ فَـدَعْهَا أنْ تَصولا
وَنَحْـنُ نَجِـدُّ فـي حـبِّ الأَمـاني
لِنَجْنُبَهُــنَّ صــَعْباً أو ذَلُـولا
هـيَ الشـَّهَوَاتُ لا تنفَـكُّ تُصـْغِي
إليهــنَّ السـَّوَامِعَ والعقـولا
كأنـا حيـثُ لـم نَسَعِ المنايا
فَطَبَقَــتِ الحُزُونَـةَ والسـُّهولا
لِنَبْــكِ علــى بَقيَّـةِ آلِ حَـزْمٍ
عُيُــونْهُمُ شــَبَاباً أو كُهُـولا
علــى حـاميهمُ أنْ يسْتَضـَامُوا
وَمَــانِعِ دَهْرِهِـمْ أن يَسـْتَطيلا
أَعزُّهُــمُ علــى الأَيَّـامِ جَـاراً
وَأهـدَاهُمْ إلـى العَلْيَا دليلا
مضــى وكـأنَّهُ الـدنيا تَـوَلَّتْ
ولكــن لا نَظيــرَ ولا بَــديلا
مُصــَابٌ كــفَّ دونـكَ كـلَّ صـَبْرٍ
فلا تكفــفُ دموعَـكَ أنْ تسـيلا
ألـمْ يـكُ حُبُّـهُ كَهْفـاً منيعـاً
ألــم يــكُ قُرْبُــهُ ظِلاً ظليلا
ألـم يـكُ لليتـامَى والأَيـامَى
وليّــاً حانيـاً وَلهـاً وَصـُولا
ألم يكُ حينَ يَدْجُو الخطبُ بَدْراً
ولكــنْ لا ســَرَارَ ولا أُفُــولا
ألَـمْ يُحْـرِزْ نهايـةَ كـلِّ مَجْـدٍ
يقولُ الفَصْلَ أو يُعْطِي الجزيلا
ولمــا لـم يقـمْ للعلـمِ وَزْنٌ
فأَصــْبَحَ جـاهُ حـامِله خُمُـولا
تَجَــرَّدَ دونَــه سـَيْفاً حُسـَاماً
وَهَـــبَّ لأَهلــه ريحــاً بَليلا
وكــان لكــلِّ مَكْرُمَـةٍ إمامـاً
وكــانَ بكــلِّ صــالحةٍ كفيلا
أقــولُ وقــد نعـاهُ ناعيـاهُ
أحُـمَّ لركـنِ رَضـْوَى أنْ يَـزُولا
ومـا شـمطاءُ ضامتها الليالي
علــى أنْ لا قريــبَ ولا دَخيلا
وشــبَّ لهـا علـى شـَمَط وَشـَيْبٍ
وَيَــأسٍ مــن زمـانٍ أنْ يُقيلا
ســليلاً ماجــدِ الآبــاءِ قـرمٍ
وطــالا واســتحقَّا أنْ يَطُـولا
فأصـبحَ فـي المقانبِ لا سُلَيْكاً
وأصـْبَحَ فـي التنسـُّكِ لا أبِيلا
إلـى الحظَيْـنِ من دنيا وَأُخْرَى
أقـرَّ العيـنَ منـه حيـن نيلا
أصـابَ كليهمـا سـًهْمُ المنايا
فلـم تَمْلِـكْ لـه إلا العَـويلا
أقَبْــرَ محمـدٍ ولـو اسـْتَطَعْنَا
لقــاءَ محمـد لَشـَفَى الغليلا
أظَلَّــكَ كــلُّ أوْطَــفَ مُســْتَهِلِّ
يُســَقّيك الرحيـقَ السَّلْسـبيلا
وكيـف نجـدُّ فـي استسقاءِ غَيْثِ
لقـبرٍ ضـُمّنَ الغيـثَ الهَطُـولا
غــزاءً يـا بنـي حـزمٍ عـزاءً
فــإنَّ لكــلِّ نائبــةٍ بـديلا
ومــا عَزَّيْــتُ قبلكـمُ قـبيلاً
أُصــِيْبَ بواحـدٍ يُـدْعَى قـبيلا
إلــى مـن تَضـْرَعونَ بكـلِّ هـمٍّ
يَـؤودُ أخَفُّـهُ الجَلْـدَ الحَمُولا
إلـى مـن تُسـْنِدُونَ بكـلِّ خطـبٍ
يكـون جِلاؤُهُ الـرأيَ الصـَّقيلا
بمـنْ تَسـْتَظهِرونَ على الليالي
إذا حكمــتْ فخفتـمْ أنْ تَميلا
ومَـنْ تَسْتَصـْرِخونَ علـى الأَعادي
إذا اسـتنكرتمُ منهـمْ حَـويلا
بنــي حــزم وَطُـوْلُكُمُ فُرُوعـاً
يُبَيّــنُ أنكُــمْ طِبْتُـمْ أُصـُولا
أُعَزِّيكُــمْ وليــس معـي عَـزَاءٌ
ولكـن لسـتُ أتْـرُكُ أنْ أقـولا
إليـكَ أبَا الوليدِ هَوَايَ مَحْضَاً
بَعَثْـتُ مـن القريـضِ به رسولا
علـى أنّـي أُنَـادي مـنْ بعيـدٍ
ولـم أُحْمَ اللقاءَ ولا الوُصُولا
ولكــن الزَّمَانَــةَ قَصـّرتْ بـي
وَأجْلَى العُذْرِ ما رُزْقَ القَبُولا
وقـد زارتْـكَ خَيْـلُ بناتِ فكري
ولكــنْ لـم تَـزُرْكَ لِنَسـْتَنيلا
وعنــدي مـن مكـارمِ آلِ حَـزْمٍ
طَـوَائِلُ منـه زِدْنَ رَجَـايَ طولا
جمَالَــكَ كـلُّ حـيٍّ سـوفَ يَبْـرِي
لـه صـَرْفُ الـرَّدَى سَهْماً قَتُولا
تصـرَّفتِ الليـالي كيـفَ شـاءَتْ
فَقَصـْراً ليـسَ يُجْـدي أن تطولا
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.