
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خليلــيَّ مـنْ يَجْـزَعْ فـإنّيَ جـازعُ
خليلــيَّ مَـنْ يَـذْهَل فـإنّيَ ذاهـلُ
وفـي ذلـك القـبرِ المُقـدَّسِ تُرْبُهُ
عَفَــافٌ وإقــدامٌ وحَــزْمٌ ونـائِلُ
دعـاني أسـِيّاً واسْلُوا إنْ قَدَرْتُما
نَبـا مِسـمَعي عمـا تقُولُ العواذِلُ
فــؤاديَ خَفَــاقٌ ودَمْعــيَ ســاجِمٌ
ولُبّــيَ مَخْبُــولٌ وَجِســْمِيَ ناحِــل
نَعَـوْهُ فقلـتُ الآنَ واللـهِ أصـْبَحت
معـالمُ هـذا الـدينِ وَهْـيَ مَجَاهل
وضـَمَّ النّـدَى يـا لهفَ نَفْسِيَ مَلْحَدٌ
سـَقَتْهُ فَرَوَّتْـهُ السـَّحابُ الهَوَاطِـل
وَعَهْـدِي بـه طَوْداً إذا عَقَدَ الحُبَا
وبحـراً إذاً التفتْ عَلَيْهِ المحَافِل
فواعجبــا للنَّعْــشِ كيـفَ أَطـاقَهُ
وقـد حَمّلُـوهُ فـوقَ مـا هُـوَ حامل
عليـك سـلامُ اللـه أَسـْلِمْت للْبِلى
فمــا بَلِيَـتْ إلاّ العُلا والفواضـل
وذكــرُكَ معْمــورٌ بـه كـلُّ مَنْـزِلٍ
فبشـراك أنْ تَبْقَـى وتَفْنى المآهل
سـراجَ العُلا وابنَ الحماةِ ذِمارَهُمْ
وهـل أنـتَ ليْ مصغٍ فها أنا قائل
أبُوكَ أبو العَلْيا أُتيحَ له الرّدى
وفيـكَ لعمـرُ الفضـْلِ منـهُ شمائل
وكـان لـه مِـنْ صـَبْرِه مـا عَلِمْتَهُ
إذا لعبـتْ بالصـّابرينَ النَّـوازِل
ومـا قَصـّرتْ عَـنْ مَجْـدِهِ بـكَ رُتْبةٌ
صــيالُكَ مرهــوبٌ وَجُــودُكَ شـامِل
ومـا مـاتَ مَـنْ أبقـاكَ خَيْرَ بَقِيّةٍ
تُضــارِبُ عَــنْ عَلْيَــائِهِ وتُناضـِل
جَمالَـكَ مـا تُجْـدِي مُكابَـدَةُ الأسى
وبالصّبرِ في المكروهِ سادَ الأوائِل
يَعِيبُــكَ أعــداءُ العُلا بعيـوبهمْ
وقـد قـامتِ الأيـام عنْـكَ تُجـادِلُ
غـذ الدهرُ لم ينظر وجودك لا يني
يُبــاكِرُ رَوْضـي منـه طَـلٌّ ووابـل
وَدُونَكَهـا حَسـْبُ النـواظرِ والنُّهى
كمـا زارَ مَحْبُـوبٌ وقـد غاب عاذل
أَهُـزُّ بهـا عِطْفَيْـكَ فـي كـلِّ مَشْهَدٍ
كمـا اهـتزَّ في يُمْنَاكَ أسْمَرُ ذابل
ترجم له ابن بسام في الذخيرة وأورد نماذج من ترسله وشعره وكناه أبا جعفر قال:له أدب بارع، ونظر في غامضه واسع، وفهم لا يجارى، وذهن لا يبارى، ونظم كالسحر الحلال، ونثر كالماء الزلال، جاء في ذلك بالنادر المعجز، في الطويل منه والموجز؛ نظم أخبار الأمم في لبة القريض، وأسمع فيه ما هو أطرف من نغم معبد والغريض. وكان بالأندلس سر الإحسان، وفردا في الزمان، إلا أنه لم يطل زمانه، ولا امتد أوانه، واعتبط عندما به اغتبط، وأضحت نواظر الآداب لفقده رمدة، ونفوس أهله متفجعة كمدة. وقد أثبت ما يشهد له بالإحسان والانطباع، ويثني عليه أعنة السماع.