
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لَـكَ المَثَـلُ الأعلـى ولِلكَاذِبِ الفِهرُ
يَـدُورُ عَلَيـهِ بِالـذي قَـالَهُ الـدَّهرُ
وتَســْعَدُ مــن قَـولِ الأعـادي بِضـِدِهِ
إذا بَـرَزوا زوراً تَهيَّـأ لَـهُ الزَّهرُ
هُـمُ الأدعِيـا يُلْقُـونَ قَـولاً ومَـالَهُمْ
عَلَـى قُبـحِ مـا تَجنِـي عَـوَاقِبُهُ صَبرُ
فَهَـلْ يَـومُهُمْ يَـومٌ إذا الشَّمسُ غُيِّبتْ
وهَـلْ لَيلُهُـمْ لَيلٌ إذا انْخَسَفَ البَدرُ
ومـا خُبـثُ مـا قـالُوهُ يَختَص جَانِباً
ولَكِنَّـهُ يَشـقَى بِـهِ البَطـنُ والظَّهـرُ
فَمَـادَتْ لَـهُ الغَبرا فَلاَ النَّبتُ ثَابِتٌ
وغَطَّـتْ بِهِ الخَضرا فَما انبَعَثَ القَطرُ
أمِـنْ غَيـرَةِ المَـولى عَلَيـكَ عُقوبَـةٌ
تُصـَّبُ عَلَـى البَاغِي ويَصلَى بِهَا البَرّ
وفِيـكَ أنـاةٌ يَسـهَلُ الـذَّنبُ عِنـدَهَا
وإن حَـقَّ لِلآتِـي بِـهِ المَركَـبُ الوَعرُ
لَعَلَّــكَ يُثِنيــكَ الحَنــانُ فَتَنطَفـي
حَـرارَةُ مَـا أورَاهُ فـي حَقِّـكَ الحَورُ
ومَـا النـاسُ إلاَّ مَـا عَلِمْـتَ فَكُلّهُـمْ
أوِ الجُــلُّ مَهمَـا ذُقتَـهُ مَطعَـمٌ مـرُّ
إذا لَــمْ يُســَّوغُ مُضــُّهُمُ بِحَرابَــةٍ
تَجَــرَّعَ مَـنْ يُبلـى بِهِـمْ وَهُـمُ الإزرُ
وأنـتَ عَلَـى مـا أنـتَ أرحَـمُ شـَافِعٍ
تُجِيـدُ لَهُـمْ عُذراً إذا انقَطَعَ العُذرُ
فَلَـو كُنـتَ تَسـتَفتي عَنِ الحُكْمِ فِيهِمُ
ورُدَّتْ لَـكَ الفُتيـا لَقُلـتَ هُـوَ الأجرُ
إذا كُنـتَ مَطبوعاً عَلَى العَفوِ فَالذي
يُحَــاولُ مِنـكَ الفَتـكَ رَاحَتُـهُ صـِفرُ
ولَو شِئتَ كَانَ السَّخطُ في موضِعِ الرّضى
وَقَـامَ إلـى ما تأمُر البِيضُ والسمرُ
وَهَبَّـتْ بِـكَ الجُـردُ السـَّلاهِبُ نَحـوَهُمْ
هُبــوبَ دَبـورٍ بَعـدَما طَلَـعَ الغَفْـرُ
عَلَيْهَــا مِــنْ الفِتيَـانِ كُـل مُـدَرَّبٍ
لأمــرِكَ عَبــدٌ وَهــوَ إنْ تَنهَـهُ حُـرٌ
تَعَـوَّدَ مُرتَاضـاً عَـنِ السـَّخْطِ وَالرّضَى
سـَواءٌ عَلَيـهِ في الهَوى القرُّ وَالحَرُّ
إذا هَـمَّ لَـمْ يَأمَـلْ رُجوعاً وإنْ سَطَا
فَمَصـــدُومُهُ شــَفْعٌ وَصــَدْمَتُهُ وِتــرُ
هُنالِــكَ لاَيبغِــي مُواجِهُــكَ الغِنَـا
ولاَ يَمنَـعُ المَاضـِي عَلَـى وَجهِهِ الفَرُّ
وَتَشـفِي غَليلاً لَـم يَكُـنْ لَـكَ غائِظـاً
ولكـن نزيـل الشـر إكرامـه البشر
علـى أن فـي خيـر الـورى لك إسوةً
تـزول بهـا الشـحنا وينشرح الصدرُ
فقـدْ أكـرمَ اللـهُ الحـبيبَ بمثلها
علـى أحـدٍ ثـمَّ اسـتقاكَ لـهُ الأمـرُ
فَلَـمْ يَبـقَ مِمَّـا يؤلِمُ النَّفسَ بَعدَهَا
ودَانَ لَـهُ مِـنْ بَعـدِهَا البَرُّ والبَحرُ
فَكَـمْ مِنْحَـةٍ تـأتِي َقَـدْ بَـانَ وَجهُهَا
وأخـرَى عَلَيهَـا مِـنْ عَزازتِهَـا سـِترُ
وكَــمْ غَـادَةٍ تُلقـى لِظَـاهِرِ طِمرِهَـا
وتَلعَــبُ بِالألبَـابِ إنْ رُفِـعَ الطِّمـرُ
كَسـِجنِكَ لِـي فِـي غُـرَّةِ الفِطرِ عِندَمَا
تــأخَرَ مِنِّـي عَـنْ مُوافَاتِـكَ الشـِّعرُ
تَلَطّفْــتَ فِـي تَشـرِيفِ قَـدري بِوَضـعِهِ
مُغَالَطَـةً مِـنْ حَيـثُ لَـمْ يَشعُرِ الغُمر
فَظُّـنَ بِبـادِي الـرَّأي أنْ قَد أهَنتَني
وَأنِّـــي لاَ خِـــلٌّ لَــدَيكَ ولاَ خَمْــرُ
ومَــا عَــرَفَ المِســكينُ أنَّ بِهَــذِهِ
عَلَـى كُلّ مِنْ يَدري القَريضَ لي الفَخرُ
فَلَـو لَـمْ أكُنْ فِيهِ العَتاهيَّ مَا جَرى
عَلَـيَّ مِـنَ المَنصـورِ في قَولِهِ الجَبرُ
وكَـمْ بَينَ مَن يَأتي إلى البِرَ طَالِباً
وبَيـنَ الـذي يَنشـأ فَيَطلُبُـهُ البِـرُّ
ومــا حُبِــسَ البّـازي لأجـلِ هَـوانِهِ
ولاَ بُلبُــلُ الأدوَاحَ أرخَصــَهُ الأســرٌ
فَهَـذا عَلَـى الأبصـَارِ يَجلُـو مَحَاسِناً
وَهَـذاكَ فـي الأسـمَاعِ مِـنْ سَجعِهِ سِحْرُ
ومَـا كَـانَ تَـركُ الشـِّعرِ مِنِّي لِريبةٍ
أمـنْ بَعـدِ إخلاَصـِي يُنَـاطُ بِيَ الغَدرُ
أمَــا إنَّنــي وَجَّهـتُ فِيـكَ قَوافِيـا
مَقَاوِدُهَــا حُبِّـي وأحمَالُهَـا الشـِكرُ
ومَـا بِاختِيـارِي كَـانَ حُبِّـي وإنَّمَـا
لِحُبِّــكَ مَـنْ يُبصـِرُ سـَجَايَاكمَ يُضـْطَرُّ
عَلَيــكَ مَحَبَّــاتُ القُلُــوبِ تَهَـافَتَتْ
كَمَـا حَـولَ بَيـتِ اللهِ يَجتَمِعُ السَّفْرُ
فَــأنتَ لَهَــا مَغنِيطِـس لَـو تُصـُورَتْ
لَضـاقَ عَلَـى الأشبَاحِ مِنْ بَينِهَا المَرُ
لأنَّـــكَ فَيَّـــاضٌ وثَغـــرَكَ بَاســـِمٌ
وَلَفظَــكَ جَــزْمٌ أنْ يَمُــرَّ بِـهِ هُجْـرُ
ولَــولاكَ مَــا رَاجَ القَرِيـضُ ولادَّعَـى
بِمَيــدانِهِ لِلسـَّبقِ مِـنْ ظَهـرِهِ مُهْـرُ
وَلَكِــنْ عَــدَتْنِي الآن عَنْــهُ عَـوارِضٌ
أسـَاءَتْ إلَـى قَلْبِـي وَرُضَّ لَهَا الفِكْرُ
طَــوَيتُ عَـنِ الأسـمَاعِ ثِقـلَ حَـدِيثِهَا
لأنَّ بِثَقــلِ اللُّــبّ يُسـْتَثْقَلُ القِشـرُ
وَهَـذي بَقَايَـا الفِكرِ كُنتُ اختَلَسْتُهَا
عَلَـى غَفْلَةٍ مِنْ قَبلِ أنْ يَبْلَهَا السُّكْرُ
فَــإنْ أطْلَقَتنِـي مِـنْ وِثَاقِـكَ رُبَّمَـا
بِيُمـنٍ عَلَـى يَـأسِ الفَتَى سَنَحَ الطِّيرُ
وإنْ كَـانَتِ الأخـرَى فَكَـمْ مِـنْ مَلِيحَةٍ
تُســَاقُ إلَـى بَعْـلٍ وَيُنتَظَـرُ المَهـرُ
حَبِيـتَ كَمَـا تَختَـارُ تَظفَـرُ بِـالمُنَى
وتَعْظُـمُ فـي المَعْنَى وَطَالَ لَكَ العُمْرُ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).