
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَاجَــةُ المَـدحِ لِحُلـوِ الغَـزَلِ
حَاجَــةُ الصــَّبّ لأولَـى القُبَـلِ
مَـا عَلَـى مَانِعِهَـا لَـو سـَمَحَتْ
نَفْســَهُ يَومـاً بِهَـا مِـنْ ثِقَـلِ
مُنيَـةٌ مـا طَلَنِـي الـدَّهرُ بَهَا
مَطْـــلَ غَيلاَن بِرَجْــعِ الطلَــلِ
أكتَفِــي مِنْهَــا بِوَعْـدٍ كَـاذِبٍ
أشـْغَلُ البَـالَ بِـهِ عَـنْ عُـذَّلِي
يَقْنَـعُ المَحْـرُومُ بِالـدُّونِ كَمَا
يَقْنَـعُ الأعْمَـى بِـأدْنَى الحَـولِ
ثُـمَّ إنِّـي لَيْتَنِـي إنْ لَـمْ أنَلْ
مَــا أرَجَـى سـَالِماً مِـنْ عَـذَلِ
يَـا عَـذُولِي لاَ يَضـَعُ وَقْتُـكَ فِي
مَــا تُعَـانِي إننِـي فِـي شـُغُلِ
إنْ أبَـتْ نَفسـُكَ مِـنْ نُصْحِي لَهَا
فَأنَــا ذا عَـاذِلٌ فِـي العَـذَلِ
وَإذا لَــمْ تَـذُقِ المَعْنَـى فَلاَ
تَنْفَــرِدْ بِــالرَّأيِ فِيـهِ وَسـَلِ
إنَّ عَقْلاً وَاحِـــداً لاَ يَنْثَنِـــي
لِعُقُــولِ الكُـلّ بَـادِي الخَبَـلِ
لاَتقُـلْ لِـي مُلْغِـزاً قَـدْ جُمِعَـتْ
كُـلّ أوصـَافِ النُّهَـى فِـي رَجُـلِ
هَـلْ تَـرَى بَيْنَ البَرَايَا ثَانِياً
لِعَلِــي بْــنُ حُسـَينِ بـنِ عَلِـي
نَــادِرٌ قَـدْ غَلَـطَ الـدَّهْرُ بِـهِ
يَمنِـعُ النَّقِـضَ بِـهِ فِـي الجَدَلِ
بَـلْ بِـهِ النَّقـضُ عَلَى مَنْ يَدَّعِي
نَقْــضَ أيَّــامٍ أتَــتْ عَـنْ أوَّلِ
مَالِــكٌ أمَّــا يَصــِفْ وَاصــِفُهُ
فَتَــحَ العَيــنَ لِلَهـوِ المُقَـلِ
لَـو سـَعَى الـوَهْمِ إلَى تَصوِيرِهِ
قَبْـلَ أنْ يُجلَـى لَـهُ لَـمْ يَصـِلِ
أعْجَـزَ المُسـرِعَ أنْ يُـدرِكَ مَـا
حَــازَهُ هُــوَ بِســيرِ المَهَــل
أبصـَرَ الـدُّنيَا بِعَينَي مَنْ رَآى
كُـلَّ مَـا فِيهَـا كَريـهَ النَّفَـلِ
فَتَحَـامَى فَضـْلَهَا إذ لَـمْ يَقُـلْ
فِـي نَفِيـسٍ حَـازَ مِنَهـا هُوَ ليَ
وَاسـتَوى وَالنَّـاسَ فِيمَـا عِندَهُ
مَـا عَـدَا العِـرضِ وَبِيضِ الكُلَلِ
نَـازَعَ النَّـاسَ عَلَى الحلمِ فَلَمْ
يُبْــقِِ مِــنْ حَــافٍ وَلاَ مُنتْعِـلِ
خَصــلَةٌ الحِلـمِ ثفِيـلٌ حَملهَـا
كَبَــرَتْ قَــدراً عَلَـى ذي فَشـَلِ
تَنْسـِفُ الطَّـودَ وَهَـلْ يُسطَى عَلَى
جَبَــلٍ عَــاتَ بِغَيــرِ الحِيــلِ
حَـالَ مَمطُـورٍ إذا مَـا ذَاقَهَـا
ذُو حِجــىً جَــاءَتْ بِـأمرٍ جَلَـلِ
هُـوَ مَـا هُـوَ مَـارِدٌ قَـدْ عَظَّمَتْ
شــأنَهُ أمْلاكُ مَاضــِي المِلَــلِ
جَـرَّ ذَيْـل البَغِـيِ تِيهاً رَافِعاً
رَأيَـةَ الخُلْـفِ بِـأعلَى القُلَـلِ
وَانْتَصـَى مِـنْ عَزمِـهِ مَا يُنتَضَى
وَرَمَـــتْ أنْحَـــاؤُهُ بالشــُّعَلِ
بَينَمَـا التَـدْبِيرُ سـَوَّى سـَيفَهُ
نَاهِضــاً فِــي حَـولِهِ وَالحِيـلِ
إذْ أتَـى اللـهُ بِنَصـرٍ قَاطِعـاً
قُــوَّةًَ البِيــض وَســُمْر الأسـَلِ
يَالَهَـا مِـنْ نِعْمَـةٍ قَـدْ ضـُمِّنَتْ
جُمَلاً كَــمْ تَحْتَهَــا مِــنْ جُمَـلِ
أصـبَحَ العَـاتِي بِهَـا يَنقَضُ مَا
أحكَــمْ الشــدَّ بِـه مِـنْ وَثَـل
وَغَــدَا يَقْـذِفُ مَـا فِـي بَطنِـهِ
قَــذْفَ مَـنْ أغـرقَ عَـلَّ الثمَـلِ
كُــلّ رِجــلٍ فَــارَقَتْ مَركَــزَهُ
خُبِطَــتْ مِـنْ حِينِهَـا فـي كَبَـلِ
ســـَئِمَ الأســـرُمِنْ تَعــدَادِهِمْ
وَاشـتَكَى القَيـدُ بِهِـمْ مِنْ مَلَلِ
ســَلْ فَســِيحَ الأرض عَـنْ أفلاذه
أيـنَ مَـرَّتْ فِـي فِجَـاج السـُّبَلِ
يُخْبِــرُ الصـَّادقُ عَـنْ أحـوَالِه
إنهَــا ســَاخَتْ وَلَــمْ تَنْتَقِـلِ
دُفْعَــةً قَــدْ طُمِســَتْ أعْلامُــهُ
عَجَبـاً مِـنْ عَجْلَـةٍ فِـي العَجَـل
ســُنَةٌ مَاضــِيةٌ فِيمَــنْ بَغَــى
أنْ يَـرَى فِـي البَغْي عَكسْ الأمَلِ
أكــذَبَ الحِــسَّ بِجَمَــالٍ وَقَـدْ
كَــانَ مَشـهُوراً كَيَـوم الجَمَـلِ
فَتَــحَ الحَيْـنَ لَهَـا إذْ فَتَحَـتْ
بِارتِكَـابِ الخُلْـفِ بَـابَ الزَّلَلِ
فَغَـدَتْ مِـنْ جَهْلِهَـا الفَاحِشِ مِنْ
بَــابِ الاعـرَابِ لِبـابِ البَـدَلِ
كَيـفَ تُخْطِـي مَـنْ تَعَـدَى طَـورَهُ
صـَرْعَةٌ يَهُـوى بِهـا فِـي التُّلَلِ
فَمَضـَى السـيفُ بِهِـمْ فِـي غُلـةٍ
وَاشــتَفَى مِـنْ دَمِهِـم بِالعَلَـلِ
فَـاذكُرِ الأيـامَ فِي الناسِ تَجِدْ
يَــومَهُمْ هَــذا كَيَـومِ الظُّلَـلِ
مَـا لِعَمـدُونَ عَمَـوا عَـنْ شَأنِهِ
وَهْــوَ كَالشــَمسِ دَنَـتْ لِلطَّفـلِ
أو نَسـَوا مِنْ أمرِهِ الهَائِلِ مَا
كَــانَ وَالعَهـدُ بِـهِ لَـمْ يَطُـلِ
نَصـَبوا الحَـربَ لِمَـنْ ألوَى بِهِ
وَاحتَســَاهُ أكلَــةً فِـي الأُكَـلِ
وَتَنَــادُوا كُــلُّ رَهــطٍ يَـدَّعِي
أنــهُ يَفعَــلُ مَــا لَـمْ يَقُـلِ
وَاسـَتتَمُّوا الرَّأيَ حَتى عَايَنُوا
نِقْمَـةَ اللـهِ التِـي لَـمْ تَـزَلِ
عَـايَنُوا الأرضَ التِي كانت لَهُمْ
شــِركَةً مَــا بَيْنَهُـمْ وَالوَعَـلِ
كُــلُّ شــِبْرٍ كَاشـِفٍ عَـنْ أجْـرَدٍ
كُــلُّ فِتْــرٍ كَاشــِفٍ عَـنْ بَطَـلِ
فَـــإذا أبصـــَارُهُمْ زَائِغَــةٌ
مِـنْ بَلاَيَـا مَـا لَهَـا مِـنْ قِبَلِ
ثـمَّ نَـاطَتْ غَايَـةُ الحَـرب بِهمْ
حَلــقَ الأذقَـانِ وَصـَفْعَ القـذل
غُمَّـةٌ مَـا انكَشـَفَتْ حَتى انجَلَت
عَـنْ سـدَى الـرَّأي وَمَحْضِ الخَلَل
يتْعــبُ النُّصـحُ وَلاَ يَنْفَـعُ فـي
فَاســد الأذهَـان ضـَربُ المَثَـلِ
يَــا أميــراً طَلَعَــتْ دَولَتـهُ
تَتَســَامى غــرَّةً فــي الـدُّولِ
تَبســطُ النفْــسَ بِســِن بَاسـمٍ
وَمَحَيَّــاً مَــا بــهِ مـنْ بَسـَلِ
يُنشـدُ المْنْصـِفُ فـي تَوصـِيفهَا
شــعرَ تَمــامٍ وَبَيـتَ الهُـذَلي
نلْتَهَــا لاَ مُعملاً فــي ذَابِــلٍ
لاَ ولاَ فـــي اليَعْمَلاَتِ الــذُّبُلِ
بَـل وَلاَ اسـْتَعْجَلتَ في تَحصِيلهَا
عَمَــلَ الغَــادِرِ بَعـضَ الغِيَـلِ
طَهَـرَتْ مـنْ نَجَـسِ السـَّفكِ وَمِـنْ
صـَرخَةِ النَّـاعي بصـَوتِ الثَّكَـلِ
صــَدَقَتْ إذ ذكَـرَتْ فـي فَخرِهَـا
عَـنْ سـوَاهَا مثـلَ قولِ الجِيَلِي
وَهــيَ أعلَــى أنْ تُـرَى مخطئَةً
رُشــْدَهَا فِـي قَولِهَـا وَالعَمَـلِ
حَيــثُ رَدَّتْ كــلَّ مَـنْ يَخطُبُهَـا
وَاســـتَجَابَتْكَ وَقَــالَتْ بَجَــلِ
فَاسـتَوَى الإشـْهَادُ وَالحَاكِمُ فِي
أنَّــكَ الأكْفَـى وَبِـالمَهرِ مَلِـي
أيُّ عَقــلٍ بَعــدَ هَـذا يَمتَـري
فِـي وُضـُوحِ الحَـقّ وَالحَـقُّ جَلِي
أيُّهَـا المَـولى الـذي أمدَاحُهُ
قَصــَرَتْ عَنــهُ فَهِـي فِـي خَجَـلِ
إنَّ فَتْحـاً جَـاءَكَ المـأمون فِي
طَيِّـــهِ فَتـــحٌ بِرِبــح عَجِــلِ
ســَعدُ إقبَــالٍ وَبَخْــتٌ مـؤذنٌ
بِالأمَــانِي وَالهَنَــا المُتَّصـِلِ
مَلِــكٌ مِــنْ مَلِــكٍ مِــنْ مَلِـك
أنشــَطَ المُلـكَ بِـه مِـنْ عَقَـلِ
اهْـنَ بِالفَتْـح وَبِالرّبْـح مَعَـاً
فِـي هَنَـا مَولِـدِ خَيـر الرُّسـلِ
عَـائِداً مِنْهَـا إلَـى أمثَالِهَـا
صــَالِحَ الحَــالِ بَعِيـدَ الأجَـلِ
يُصــْبِحُ المُلـكُ بِكُـمْ مُبتَسـِماً
ثُــمَّ يُمْسـِي مَائِسـاً فِـي جَـذَلِ
لاَيَــرَى فِـي رُمحِكُـمْ مـنْ قِصـَرٍ
لاَ وَلاَ فــي ســَيفِكُمْ مِـنْ كَلَـلِ
إي وَلاَ أعْرَضــتُمُ عَــنْ شــَاعِرٍ
جَــاءَ بِالأجْمَــلِ غِــبَّ الأجمَـلِ
عَـادَةُ السـُّوقِ إذا مَـا جَاءَهَا
عــارِفُ التَّجْـرِ بَـدا بِالـدَّقَلِ
ضــَؤُلَ الــذهْنُ وَلَكِـنْ مَـدحكم
يُلبِـسُ الخَامِـلَ أبهَـى الحلَـلِ
رُمتَهَـــا دُرّاً بِبحْــرٍ زَاخِــرٍ
أوْ دَرَارِي طَلَعَــتْ فِـي الحَمَـلِ
نَــازِلاً لِلنُّــونِ فِيهَـا تَـارَةً
ثــمَ أخـرَى صـَاعِداً عَـنْ زُحَـلِ
كَــي أحَلِّيهَـا بِـأحلَى ذِكرِكُـمْ
وَأحَاشــِي زَيْنَهَــا عَــنْ عَطَـلِ
فَــإذا أُنْشــِدَ مِنهَــا جَـانِبٌ
سـَارَ فِـي الآفـاقِ سـَيْرَ المَثَلِ
شـُكْرُ نعمَـاكَ التِـي قَلبي لَهَا
خَاضــِعٌ عَـنْ ذِكرِهَـا لَـمْ يَحُـلِ
كَيــفَ أنسـَى لَيلَـةَ نَـادَيْتَنِي
ثِـقْ بِكَفِّـي يَـا غَرِيـقَ الوَجَـلِ
وَأنـا أحجِـلُ فِـي حِجـلِ الرَّدَى
يَـا لَـهُ بعـداً لَـهُ مِـنْ حِجِـلِ
بَيــنَ أنْيَــابٍ وَظُفــرٍ نَاشـِبٍ
تَنْشــُرُ الأعظُــمَ بَعـدَ العَضـَلِ
أسـألُ الليـلَ عَـنِ النجمِ وَلَو
طَلَـعَ النجـمُ شـَفَى مِـنْ عِلَلِـي
أمســَحُ الجَفْــنَ وَلاَ دَمـعَ بِـهِ
يُقلِــقُ الـدَّمْعُ إذا لَـمْ يَسـِلِ
فَـاغْتَنَمْتُ الأجـرَ مُمتَـازاً بِـهِ
جَاذِبـاً لِـي مِـنْ عَظِيـمِ الوَجَلِ
قَالِبــاً قَلبِـي إلَـى مُعْتَـادِهِ
جــابراً كسـري بحمـلِ الحمـلِ
رحمـةً لـي بهـم الحـالُ مضوا
بعـد شـتى فـي عـداد الهمـلِ
لَـو تَمَـادَتْ بِهِـمُ الحَالُ مَضَوا
بَعـدُ شـَتى فِـي عِـدَادِ الهَمَـلِ
إنمَـا يَبنِـي كَـذا مَـنْ خُلِقَـتْ
نَفســـُهُ ســَالِمَةً مِــنْ دَغَــلِ
يَعْلَــمُ اللـهُ تَعَـالَى حَالِفـاً
إنَّمَــا أنــتَ أمِيــرٌ وَوَلِــي
فَابقَ فِي الخَيرِ المُهَنَّا غَادِياً
رَائِحــاً فِــي خَيلِـهِ وَالخَـوَلِ
وَاصـحَبِ الـدَّهرَ كَمَـا تَختَـارُهُ
ظَــافِراً فِيــهِ بِأقصـَى الأمَـلِ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).