
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَـل فِـي أمانِيـكَ رَيْـبٌ بَعْـدَ أنْ نَظَرَتْ
عَينَــاكَ فِــي وَجْـهِ مَيمُـونِ السـَّلاطِينِ
عَلِــيِّ المُنتَهَــى بَعــدَ التصـَوفِ عَـنْ
مَا يُصلِحُ الحَالَ فِي الدُّنيَا وَفِي الدّينِ
ذَاكَ الـذِي قَسـَمَتْ فـي النـاسِ دَولَتُـهُ
حَتَــفَ الطُّغَــاةِ وإتحَــافَ المَسـَاكِينِ
تَشــَابَهَتْ فِــي الهَنَـا أيَّـامُهُ وَدَعَـتْ
تِلـــكَ المَنَــازِلُ أهْلاً بِــالمُوَافِينِي
لَــولاَ القِيـامُ عَلَـى إحيَـا شـَعَائِرِهَا
لَـمْ يُعـرَفِ العِيـدُ فِـي بَاقِي الأحايِينِ
وَســَارَ فِــي كَــلّ قُطـرٍ ذِكـرُ نَـائِلِهِ
ســَيرَ العُفَــاةِ لِفَضــْلٍ مِنـهُ مَمنُـونِ
إذ كُــلُّ يَــومٍ عَلَــى أبــوَابِهِ زُمَـرٌ
مِــن وَارِدٍ صــَادِرٍ كَالفُلــكِ مَشــحُونِ
إلَـــى دَمَاثَـــةِ خُلْـــقٍ لاَ يُكَــدّرُهَا
ثِقــلُ المُلِــحّ وَلاَ كِــبرُ الفَرَاعِيــنِ
هَــذا حَــدِيثِي صــَحِيحٌ عَــنْ مُشـاهَدَةٍ
مَــا فِيــهِ مَطمَــعُ نَقَّــادٍ لِتــوْهِينِ
لِـذَلِكَ الخِيـمِ وَالعَدلِ المتينِ وَللحِلمِ
الكَمِيـــنِ وَصـــِدْقِ الــوِدّ وَالــدّينِ
أضـمَرتُ مِـنْ حُبِّـهِ مَـا لَـوّ أحَـاطَ بِـهِ
جَهْـمُ الطَّبِيعَـةِ عِلمـاً صـُمَّ فِـي الحِينِ
لَكِــنْ لِــي وَلِغَيــرِي مِــنْ فِراســَتِهِ
مَـا يَقطَـعُ الخَصـمَ عـنْ نَصْبِ البَرَاهِينِ
وَحَيْهَـــلٍ بِعُيُـــونِ البَخــتِ أجمَعِــهِ
حَمُّـــــودَة وَبِعُثمَــــان وَمَيمُــــونِ
أشـــبَالُهُ رُســـِمَتْ فِيهِــم شــَمَائِلُهُ
رَســمَ الأمانــةِ فِــي أطـرافِ جِـبرِينِ
يَــا لَيلَــةَ العِيـدِ هَلاَّ عُـدتِ ثَانِيـةً
بِمَطمَـــعٍ نَحــوَهُمْ بِالســَّعْدِ مَقــرُونِ
أبقَـــاهُمُ مَلِـــكُ الأملاَكِ فِــي نِعَــمٍ
مَــا دَامَ يُــذكَرُ فِــي فَـرضٍ وَتَـأذِينِ
محمد بن أحمد الورغي أبو عبد الله.شاعر من أئمة البلاغة، والمعلق على كاهله سيف الفصاحة والبراعة وهو من تونس.وقد عاش في القرن الثاني عشر، حيث امتاز هذا القرن بظهور الفتن، وتعرضت تونس لأعنف الهزات، وانقسمت البلاد أشياعاً.ولقد تعلم الورغي على أيدي أعلام كبار ودرس عليهم التاريخ والسير والشعر والعلوم الأدبية وخصوصاً على مفتي الجماعة الشيخ محمد سعادة، وللورغي آثار كثيرة من نثر وشعر لم يصلنا منها إلا القليل. له ( ديوان شعر - ط ).