
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا فـادعُ الـذي ترجـو ونـادى
بُحبـك وإن تكـن فـي أيّ نـادي
فمـن غَـرس الرجـا فـي قلب حُرٍ
أصـابَ جَنـى النجـا غِبّ الحصاد
ومـن حُسـن الخلائق سـله صـنعاً
جميلا فهــو أوفــى بــالوداد
وحــدثْ عــن وفــا خــلٍ وفّـى
بمرسـلٍ حُبـه فـي القلـب بَادي
ورب أخ تلاهـــى عنــك يومــا
فــــربّ وداده أبـــداً ودادي
بنــو الآدابِ إخــوانٌ جميعــاً
وأخــــدانٌ بمختلــــف البلاد
خلائفُ عنصــــرٍ كـــل تغـــذى
بأثـــداء العلا دونَ اقتصــاد
وآدابُ الفــتى تعليــه يومـاً
إلـى الأنجـاد مـن بعد الوهاد
وآدابِـي تُسـامى بـي الـدراري
علــى شـعثى وتبلغنـي مُـرادي
ومــالي لا أتيــه بهــا دلالا
وقـد دلـتْ علـى نَهـج الرشـاد
إلـى سـُبل الفخـار تقود حزمي
وفــي ميـدانه عـزمُ انقيـادي
عِصــاميٌّ طريــفُ المجـد سـعياً
عظــــاميُّ شـــريفٌ بـــالتِّلاد
سـوى نسـب العلـوم لي انتسابٌ
إلـى خيـر الحواضـرِ والبوادي
حُســـينيُّ الســـلالة قاســـميُّ
بطهطــا معشـري وبهـا مهـادي
لسـان العـرب يُنسـب لي نجاراً
ويــدنيني إلــى قُــسّ الإيـاد
وحســبي أننــي أبـرزت كتبـاً
تبيــدُ كتائبـاً يـوم الطـراد
فمنهـا منبـعُ العرفـان يجـري
وكــم طــرسٍ تَحبَّــر بالمـداد
علـى عـدد التـواترِ مُعربـاتي
تفــي بفنــون سـلم أو جهـاد
وملطــبرون يشــهدُ وهـو عـدل
ومنتســـكو يقــرُّ بلا تمــادي
ومغــترفو قـراح فـراتِ درسـي
قـد اقـترحوا سـِقاية كل صادي
ولاح لســـان بَـــاريسٍ كشــمسٍ
بقــاهرة المعـزّ علـى عبـادي
ومحيـي مصـرَ أحيـا كـان قدري
وكافـأني علـى قـدر اجتهـادي
سأشــكرُ فضـلَه مـا دمـتُ حيـاً
ومـا شـكري لـدى تلـك الأيادي
رعـى الحنـان عهـدَ زمـان مصر
وأمطــرَ ربعَهـا صـوب العهـاد
رحلـتُ بصـفقة المغبـون عنهـا
وفضـلي فـي سـِواها في المزاد
ومـا السـودانُ قـطُ مُقامُ مثلي
ولا ســَلماي فيــه ولا ســَعادي
بهـا ريـحُ السـمومُ يشـم منـه
زفيــرَ لظــى فلا يُطفيـه وادي
عواصــفها صــباحاً أو مســاءً
دوامــاً فـي اضـطراب واطّـراد
ونصــفُ القــوم أكـثره وحـوشٌ
وبعـضُ القـوم أشـبهُ بالجمـاد
فلا تعجــبْ إذا طبخـوا خليطـا
بمـخ العظـم مـع صافي الرماد
ولطـخُ الـدُّهْنِ فـي بَـدنٍ وشـعر
كـدهن الإبـل مـن جَـرب القراد
ويُضـربُ بالسـياط الـزوجُ حـتى
يُقــال أخـو ثَبـاتٍ فـي الجلاد
ويرتــق مــا بزوجتـهِ زمانـاً
ويصــعبُ فتــقُ هـذا الإنسـداد
وإكــراهُ الفتـاة علـى بغـاءٍ
مــع النهـى ارتضـوْه باتحـاد
نــتيجته المولّــدُ وهـو غـالٍ
بـه الرغبـاتُ دومـاً باحتشـاد
لهــم شـغفٌ بتعليـم الجَـواري
علــى شــبقٍ مجاذبـة السـفاد
وشـرحُ الحـال منـه يضيقُ صَدري
ولا يُحصــيه طرســي أو مِـدادي
وضــبطُ القـول فالأخيـارُ نُـزْرُ
وشــرُ النـاس منتشـرُ الجـراد
ولـولا الـبيضُ مـن عُرْبٍ لكانوا
ســواداً فـي سـوادٍ فـي سـواد
وحســبي فتكهـا بنصـيف صـحبي
كــأن وظيفــتي لبـسُ الحِـداد
وقــد فــارقتُ أطفـالا صـغاراً
بطهطــا دونَ عَـوْدي واعتيـادي
أفكــر فيهــم ســراً وجهــراً
ولا ســَمرى يطيــب ولا رقــادي
وعـادت بهجـتي بالنـأي عنهـم
بلوعـــة مهجــةٍ ذاتِ اتقــادِ
أريـد وصـَالَهم والـدهرُ يـأبى
مواصــلتي ويطمـعُ فـي عنـادي
وطــالت مـدةُ التغريـب عنهـم
ولا غنــمٌ لــدىّ سـوى الكسـاد
ومـا خلـتُ العزيـزَ يريـدُ ذلي
ولا يُصـــغى لأخصـــامٍ حـــدادِ
لــديه ســعوا بألسـنةٍ حـدادٍ
فكيــف صــغى لألســنةٍ حــدادٍ
مهازيــلُ الفضــائل خَـادعوني
وهـل فـي حربهـم يكبـو جوادي
وزخـــرفُ قــولهم إذْ مَوهــوهُ
علـى تزييفـه نـادى المنـادي
فهـل مـن صـَيرفي المعنى بصير
صــحيحِ الانتقــاء والانتقــاد
قيــاسُ مدارسـي قـالوا عقيـمُ
بمصـر فمـا النتيجةُ في بعادي
وكـان البحـرُ منهـجَ سفن عزمي
فكـدتُ الآن أغْـرقُ فـي الثَّمـادِ
ثلاثُ ســنين بــالخرطوم مــرت
بــدون مــدارس طبـق المـراد
وكيـف مـدارس الخرطـوم تُرجـى
هنــاك ودونَهـا خَـرطُ القتـاد
نعـم تُرجَـى المصانعُ وهي أحرى
لتأييــد المقاصـد بالمبـادي
علــومُ الشـرع قائمـةٌ لـديهم
لمرغــوب المعـاش أو المعـاد
خــدمتُ بمـوطني زمنـاً طـويلا
ولـي وصـفُ الوفـاء والاعتمـاد
فكنــتُ بمنحـة الإكـرام أوْلـى
بقـــدرٍ للتعيـــش مُســـتفاد
وغايــةُ مطلــبي عَـوْدي لأهلـي
ولــو مــن دون راحلـةٍ وزادي
وصـبري ضـاع منـذ اشـتدّ خطبي
وهــوْنُ الخطـب عنـد الاشـتداد
وكـم حسـناً دعـوتُ لحسـن حَالي
وكـم نـادى فـؤادي يـا فؤادي
وأرجـو صـدرَ مصـر لشـرح صدري
وجهـد الطـول فـي طول النجاد
وكــم بُشــرتُ أن عزيــزَ مصـر
تفــوهَ بالفكــاك ولـم يفـاد
وحاشـا أن أقـولَ مقـال غيـري
وذلــك ضــد ســرّي واعتقـادي
لقـد أسـمعتَ لـو نـاديتَ حيـاً
ولكــن لا حيــاةَ لمـن تُنـادي
وفـي دار العـزازةِ لـي عيـاذٌ
يَقينـي نشـبَ أظفـار العـوادي
أميـرُ كبـار أربـاب المعـالي
فنـى فـي شـرعة العرفان هادي
عـــروفُ ألمعـــي لا يُبـــاري
بمضــمار العلا طلــقُ الجيـاد
يـوافر فضـله الركبـانُ سـارتْ
وغَنــىّ باســمه حــادٍ وشــاد
وقــالوا فــي معـارفه فريـدٌ
فقلـتُ وفي الرياسة ذو انفراد
وفـي الأحكـام قـالوا لا يُضاهَى
فقلـــتُ وذو تحــر واجتهــاد
وقـالوا في الذكاء ذكا فقلنا
وثــاقبُ ذهنــه وارى الزنـاد
وقـالوا وفـقَ الحسـنُ المُسـَمَّى
فقلـت وكـم حـدا بالوصـف حاد
وبحــر حجــاه يبـدو منـه در
لغـــوّاصِ العلــوم بلا نفــاد
فيـا حسـنَ الفعـال أغثْ أسيرا
بسـجن الزنـج يحكي ذا القياد
عليـــه دوائرُ الأســواء دارتْ
وطــالتْ وفـقَ أهـواء الأعـادي
وقــد فوضــتُ للمـولى أمـوري
وذا عيــنُ الإصــابة والسـداد
عسى المولى يقول امضُوا بعبدي
فيقضـى لـي بتقريـب ابتعـادي
ومـا نظـمُ القريـض برأْسِ مالي
ولا ســـَندي أراهُ ولا ســـِنادي
وافــرُ بحــره إن جـاد يومـاً
فممــدوحي لــه وصـف الجـواد
وليـس لبكـر فكـري مـن صـداقٍ
ســوى تلطيـف عـودي فـي بلادي
فــا أسـمى ذراهـا مـن بيـوتٍ
رَزانٍ فـــي حماســتها شــداد
ومســكُ ختامهــا صـلوات ربـي
علـى طـه المُشـَفَّعِ فـي المعاد
وآل والصـــحابة وكــلَّ وقــت
مواصــلةٍ إلــى يـوم التنـادِ
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.