
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
خــلِّ برليــنَ ولنــدنْ
يَصــعدا أوْجَ التَّمــدُنْ
واعتصـمْ بالنيـل تَسعدْ
واســلُ جَيحـونَ والأردنْ
واطَّــرح أنــسَ دمشــق
وانــسَ بغـداد والأرزن
مـدْحُ مصـر اليوم يَحسُن
أفصـحتْ بالمـدح ألْسـُنْ
روضُ واديهـــا خصــيبٌ
فيـه للنيـلِ التَّسـلطن
إن نقــلْ جنــةَ عــدن
منــك لا تُطلــبُ أيمْـن
تحتهـا الأنهـارُ تجـري
وبهـا التنعيـم يقطـن
مركـزُ الـدنيا جميعـاً
منـــذُ أدوارٍ وأزمــن
وأريـــبٌ حــلَّ فيهــا
يصـــطفيها للتـــوطن
منــــزهٌ زاهٍ بهــــيّ
بـــالتزيِّن والــتزيُّن
لا تزنْهـــا بســـواها
فهـي عنـد الوزن ترْزُن
ذِكْرهـا في الذّكْرِ يَقضي
لعُلاهــــا بـــالتمكّن
كيــف لا تنمـو وفيهـا
روحُ جثمــانٍ التَّيَمُّــن
إن إســـماعيل أصـــلٌ
حــولَه الأنجـالُ أغصـُن
قـد حـذوْا حـذوَ أبيهم
صـــوبَ عطــفٍ وتحنُّــن
ســـرُّ تَوفيـــقِ إلــهٍ
أمــرُه فــي قـول كُـن
أســكنَ المُلْــكَ بـبيتٍ
لـم يكـنْ لـولاه يُسـكن
وارتقــتْ مصـر مقامـاً
عنــده الأقيـالُ تجبـن
أشــرقتْ فيهــا شـموسٌ
نــوّرتْ أفــقُ التفطُّـنْ
كــم فنــون مبــدعات
زانهــا حسـن التفتـن
وتعاديــــك أصــــولٌ
طبــقَ مِنهـاج التـديُّن
وقــــوانينُ تجــــار
قصـدُ ترويـح التـدهقن
جنــدُها بــراً وبحـراً
لا يُبـارَى فـي التمـرُّن
فهُمـــو أســدُ عريــنٍ
ســيفُهم للفتـكِ برثـن
كـــم جَــوارٍ منشــآتٍ
بلغــاتِ البحـر تَرطـن
ســفنُ إسـماعيل قـالت
افـترضْ مـا شئتَ واسْنُن
حَــوَّلَ الــبرزخَ بحـراً
ونســيمُ السـعدِ يَسـفن
ومنيعــــاتُ بــــروجٍ
محكمــاتٍ فـي التحصـّن
كــم طريـقٍ مـن حديـدٍ
تســبقُ الطَّيـر فيمكـن
وبريــــدٌ كهربـــائي
وحْيــه لمحــةُ أعيــن
ووبــــوراتُ ميــــاه
كجبــالٍ النـار تُـدْخِن
ومبانيهــا العــوالي
كمعـالي الملـكِ تَرصـُن
كـم بهـا مـن سلسـبيل
كــوثريً ليــس يَأســن
عينــه العذبـةُ منهـا
عيـنُ أهـل الحقدِ تَسْخن
وشــموسُ الغـازِ يجلـو
نورَهـا مـا كـان يَدجن
منظــرُ الألعـاب يسـمو
بأعـــاجيبِ التلـــوُّن
وجيــادُ الخيـل قـالت
قد رَبحنا السبقَ فامنن
مصــرُ إسـماعيل نـالت
صـِفوَ عيـشٍ ليـس يـأجن
سـل قُراهـا كـي تراها
ألفــتْ وصــفَ التحسـن
وبَـــوادي كـــل وادي
أنفــتْ طبــعَ التَّخشـُّنْ
فلنهنئْهُ بعــــــــامٍ
ذي ســُعودٍ عــن تَيقُّـنُّ
كســــنينٍ تتــــوالى
بــــدلالاتِ التضــــمن
فــاحظَ بالبُشـرى وأرِّخْ
دَوْرَ تقــديمِ التمــدُن
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.