
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العقـلُ فـي الوابور حَارْ
نبغـي الجـوابَ فلا يحيـرْ
فـــإذا أردتَ الاختبــار
علمـاً بـه فاسـألْ خـبيرْ
فُلــكٌ بــأرْج اللـجِّ دار
ومـن الحضـيض لـه مـدير
يَجــري علـى عَجـل كبـار
فــي رسـم شـكلٍ مسـتدير
هـو مـن عطـارد لا يغـار
فكــأنه الفلــك الأسـير
قـد أورث الشـمسَ اصفرار
لمــا عَلا منــه الصـفير
قمــرٌ منــازلُه البحـار
نجـمُ السـِّماك لـه سـمير
فـي كفـهِّ الجـوْزا سـِوار
بهــرَ الثريـا إذْ تُشـير
والمشـترى حَـاز اليَسـار
فغــدا بزهزتــه أســير
ملـكٌ لـه الـوحْيُ ائْتمار
أبــداً بأجنحــةٍ تَطيــر
وبُـراقٌ أسـْرى في القِفار
يطـوِي الفيـافي إذ يسير
ملـكٌ علـى الأنهـار سـار
وعلـى البحـار لـه سَرير
بـالعز أكسـَبها الصـّغار
مــع أنــه جَــرْمٌ صـغير
قـد نال من كسرى اعتبار
لبخــارِ عنــبره عَــبير
خاقــانُ هنـدٍ خـوفِ عـار
مـا هـاله لهـبُ السـعير
برْكــانُ نـارٍ حيـث ثـار
فــوراً وصـار لـه هَـدير
أو سـائحٌ يهـوَى السـفار
لمصــالح الـدنيا سـَفير
أو عاشــقٌ سـُلب القـرار
أو يَحسـدُ الطـرف القرير
فـي الحبِّ قد خَلع العِذار
ودمــوع مُقلتــه غــدير
صــَبٌ وفـي الأحشـاء نـار
شـوقاً إلى القمر المنير
أو شــاطرٌ طَلـب الفـرار
للأمــن مــن أمـرٍ خطيـر
أو بـازُ صـيدٍ قـد أغـار
مُغـرىً على الظبي الغرير
أو ظــبيُ قـاعٍ ذو نِفـار
يعــدو إذا عـمّ النفيـر
الــبرقُ سـرعتَهُ اسـتعار
والــوُرق منــه تسـتعير
ويـرى الريـاح بالاحتقار
فهبوبُهــا معــه حَقيــر
طــرفٌ تســايره الـدرار
ليلاً فتخجـل فـي المسـير
لليــل يَطــوِي والنهـار
وبـه ازدهى الزمنُ الأخير
مـا الفعـل ينسبُ للنجار
بـــل صــُنع خلاّقٍ قــدير
بقنــال مصـرَ لـه منـار
يســمو بأنفــاسِ الأميـر
وبصــيتِ إســماعيل طـار
في الكون بالجود المطير
وبعـــدله لمَّــا أنــار
فـي الأفق كالعلم الشهير
هــذا عزيــزٌ ذو وَقــار
ولمظهــر العَليـا ظهيـر
وطويـلُ بـاعٍ فـي العَمار
يمتـاز بالعمـل الكـثير
للعــدل قــد شـد الإزار
تــوفيقُه نعــمَ الـوزير
عـشْ يا عزيزُ أخا انتصار
ولمصــر دُمْ أقـوى نصـير
بالمجـد كـم شدتَ الجدار
ولأنــتَ بالعليــا جـدير
كــاثْر فكـأسُ الأنـسِ دار
ربَّ الخورْنــقِ والســَّديرْ
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.