
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لقــد عـزتْ منازُلنـا
علينـا مـن ينازلُنـا
منــارُ عزيزنـا عـال
لــه خضـعتْ عواذلنـا
ألا يـاع مصرُ قد وافَى
عزيـزُك والهنـا صافَى
حبانـا منـه إنصـافا
وعــدلا مـن يعادلنـا
ألا يـا مصـرُ فابتهجي
بحكـم عزيـزك البهـجِ
بـه تَرقَـىْ ذُرَى الدرجِ
وبالحســنى يعاملنـا
فهــذا مثــلُ والـده
رشــيدٌ فــي مقاصـده
بطـــارفِه وتالـــدِه
تعـود لنـا فضـائلنا
ممالـك مصـر معمـورة
وبــالخيرات مغمـورة
ممالـكُ مصـرَ مشـهوره
بهـا التاريخُ واصلنا
شـدَتْ بعجـائب الزمـنِ
بـدتْ بغـرائب المـدنِ
وَفـتْ بمنـاقبِ الـوطن
معالمنــا تــدوالنا
فمَـن للمجـد أن يشهدْ
نجــازَ مقاصـدٍ تُحمـد
بهمــة نجلـه الأوحـد
بهـا راقـتْ مناهلنـا
فـوادي النيل بالطبعِ
غــدا متمكـنَ الوضـعِ
وقطــبُ دوائر النفـعِ
ومركزهــا أســاكلنا
ولمــا مسـتْ الحـاجه
كسـوْنا نيلهـا تـاجه
فهــل صـورٌ وقرطـاجه
عـن العليـا تُسائلنا
لفتـح الترعةِ الكبرى
بغـرب النيل في مصرا
تجــددُ للغنَـى عصـراً
بــه تسـمو منازلنـا
غـروسُ صـعيدنا تسـمو
صــنوفُ نبـاته تنمـو
وحــان لمجــده يـومُ
تمنّـــاه أوائِلُنـــا
مـدارسُ مصـر قد عادتْ
وعـدةُ أهلهـا ازدادتْ
وفـي الآفـاقِ قد سادتْ
بجــدٍ مــن يهازلنـا
لنـا فـي سابقٍ المجد
ســباقٌ بـاءَ بالرشـدِ
وكـم فـي حـوزة الحدِّ
ســـعاداتٌ تُقابلنــا
ننظــمُ جنـدَنا نظمـا
عجيبـاً يُعجـز الفهما
بأسـدٍ تُرعـب الخِصـْما
فمـن يَقـوى يناضـلنا
رجـالٌ مـا لهـا عَـددُ
كمـالُ نظامهـا العُدَدُ
حلاهـا الـدرعُ والزردُ
سـنانُ الرمـح عَاملنا
وهــل لخيولنـا شـبهُ
كـرائمُ مـا بهـا شُبَهُ
إليهـا الكـل منتبـهُ
وهـل تَخفـى أصـائِلنا
لنـا في الجيش فرسانُ
لهـم عنـد اللِّقا شانُ
وفـي الهيجـاءِ عنوانُ
تهيــمُ بـه صـَواهِلنا
فها الميدانُ والشُّقرا
سـقتْ أُذن العِدا وقْرا
كأنـا نرسـلُ الصـقرا
فمـنْ يبغـي يراسـلنا
مـدافعُنا القضا فيها
وحكـمُ الحتْف في فِيها
وأهونُهــا وجافيهــا
تجــودُ بـه معاملنـا
لنـا الرؤسـاءُ أبطالُ
رجـالٌ أينمـا جـالوا
بصـولة عيلـمٍ صـالوا
يفـوقُ الحـدَّ صـائلنا
لنـا في المدنِ تحصينُ
وتنظيـــمٌ وتحســـينُ
وتأييـــدٌ وتمكيـــنُ
منيعـــاتٌ معاقلنــا
زمـانٌ بالهنـا أقبـلْ
وماضـي العزمِ مستقبلْ
عزيـزٌ نـال مـا أمّـلْ
بــه نطقــتْ دلائِلنـا
ويرقـى صـَهوة المجـدِ
ويصـعد مـدرجَ السـعْد
بإقبــــالٍ بلا حـــدِّ
بــه تشــدو بلابلنـا
يُـداوي الحربَ بالسلم
ويُعطـى الطـبَّ للكلـم
ويشـفى الصدرَ بالحِلْمِ
بهــذا عــمَّ طائِلنـا
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.