
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ودّعْ أويقــاتَ الصــبابة والصــّبا
ودعْ التنســيمَ بالنسـيم وبالصـّبا
واحـرصْ علـى حـب المعـالي منصـبا
إيـاك تصـبو فـي الهوى مع من صبا
أو أن تكـــون بشـــرْعه متعصــبا
كيـف الوثـوقُ بمن يداهن في الهوى
ومـــن اختلال دوحٍ خلتــه ارتــوى
لـم تـدر منـه مـا عليه قد انطوى
ويريــك حبــاً والصــداقة للسـوى
مـن كـان هـذا وصـفه لمـن يُصـْحبا
فوريْــقُ غصــنك بعــد إيـراقٍ ذوىَ
ومنيــر وجهــك بعـد إشـراقٍ هـوى
فوحـــقِّ ربِّ العـــرشِ فلاّقِ النــوى
مـا اسـتعذَبَ الصـبُّ الغرامَ ولا ثوى
بفــــؤاده إلا وبــــات معـــذبا
إن فـاتَ وقتـك فـي التشبب والغزلْ
ولسـان شـعرك فـي مهاوي الهزل زَلّ
لا تبـق حـتى يَسـبق السـيفُ العـزل
بـل قـم بمـدح ولـي طهطـا منْ نزل
برحـــابه أزكــى قــراه ورحِّبــا
هــذا جلالُ الـدين وهـو أبـو علـي
هـذا جليـل الأصـل ذو السـر الجلي
هــذا مـن الأسـرار يـا هـذا ملـي
يـا حبـذا المـولى ويا نعم الولي
قطــبٌ أســرةٌ وجهــه مــا قطبــا
مــن مثلـه بمكانـةٍ زُلفَـى اقـتربْ
مــن مثلــه مــن ربـه بلَـغ الأربْ
مــن مثلـه بيـن الأعـاجم والعـربْ
أبنــاؤه حـازوا الولايـةَ والقـرب
عنـد الوفـاة وويـلُ مـن قـد كذبا
عبـد الرحيـم حبـاه عهـد الـبرزخ
وبمثلــه الصــباغُ صـار لـه سـَخِي
كــل يمــد لــه يــداً مـن فرسـخ
ومــن العجــائب أن ذا لـم يُنسـخ
مـا كـان للعريـانِ فـي زمن الصبا
مـن تلمسـان سـرى لَيغْـزُو وهـو في
بســتان طهطــا ظــاهرٌ لـم يَختـفِ
والطعــن بـان كشـوكةٍ منهـا شـُفى
والمغربــي لمــا حكـى هـذا نفـى
وبــوقته عـن أرض طهطـا قـد نبـا
وبـــأرض طهطــا تختــهُ وســريرهُ
ســلطانها وابــن الرضــى وزيـره
ورفاعــةٌ وهــو الخطيــبُ مشــيره
ونقيبـــهُ طـــه بهـــا وســفيره
والألــفُ جيـش فـي الشـدائد جرّبـا
فـي هيئة الكركـي قـد نـزلَ الحرمْ
نحــو الثلاثِ فقــام شــيخٌ محـترم
ثقــةً وأقسـم أن فيهـا ذا الكـرم
سـلطانُ طهطـا ابـن الحسين ولا جرم
والأمــر بـانَ كمـا أبـانَ وأعربـا
إن كــان قـد ولـدتك أمـك أطمسـا
فـــالنورُ لاحَ وبالحنــان تأسســا
قــد شــقّ شـيخك ناظريـك فلا أسـى
وبـذا حَـوى العريـانُ سـراً أقدسـا
مـن سـرِّ روح القـدس لا بـل أعجبـا
طاقيــةُ العريــان قــد أُلبسـتَها
رمـــزاً لســـر خلافـــةٍ آنســتَها
كـم صـنتَ طهطـا مـن أذى وحرسـتها
كــم يــدٍ بيضــاءَ منــك غرسـتها
ثمراتهــا لبنيــك أضــحتْ مكسـبا
وكفــاك فخــراً قصـةُ ابـنِ الأحـدب
والعفــوُ مـن سـلطان مصـر لمـذْنب
وشــهادةُ البلقينــي بعــدَ تعصـب
أخـــبرته بيــن الــورى بمغيــب
ببنـــاءِ مدرســةٍ فهــشّ وأعجبــا
أخــبرتَ عــن عُـرب بـأرض صـعيدها
بــذهاب دولتهــا وعــن تبديـدها
وبســبحها بــدماء بحــر حديـدها
وبـأن مـن أدنـى القـرى وبعيـدها
هـــوارةٌ عربــاً يَحلــون الحبــا
مــن بعـد جيـلٍ كـان مـا أبـديتَهُ
ومــن الـذي يَنسـى الـذي أسـديتَهُ
مــن ناضــر الرمــان إذ أهـديتَه
قبــــل الأوان وســـرعةً أديتـــه
لشـفا خديجـة حيـثُ حـلّ بها الوبا
ومنِحــتَ فضــلا حــرف كـنْ فزهـدتَه
وكــذاك كشــفُ الافتضــاح رددتــه
وقلبــتَ ســيفاً ماضــياً أعــددتَه
لهلاك جبــــار بغــــىٍ فطردتـــه
قـد جـال شـرقاً فـي البلاد ومغربا
بلــغ الأباطــحَ والشــواطحَ مجـدُه
ملأ الجهـــات الســتّ طــراً حــده
هــو قــاطعٌ لـو لـم يصـنه غِمـده
هــو ســاطعٌ أبــداً يـروق فرنـده
وبـه تـذودُ عـن الحمـى أن يُقربـا
ديــنُ الدمشـقي حيـن أثقـل ظهـرَه
وأتــى إليــك عسـاكَ تجـبر كَسـرَه
أرســلته الأهــرام تمحــو إصــره
لمبـــاركٍ لا زال يقفـــو إثْـــره
نــادى فقــال لـه مبـاركُ مرحبـاً
أعطـاه طبـقَ السـم مـا رفع العَنا
عنـه وبعـد الـديْن قـد نال الغِنى
لا زالَ ينفـــقُ لا حســابَ ولا فَنــا
لمـا تـوفى الشـيخُ عـن أجـلٍ دنـا
وجد الدمشقيُّ ما احتباه كما احتبى
فـأبو حُريْـزٍ فـي الشـدائد حرزْنـا
وعليــه فـي الـدارين حقـاً عزُّنـا
وهـو الـذخيرةُ فـي المعاد وكنزُنا
وبــه ســعادتنا تــدومُ وفوزنــا
وبـه تَنـال مـدى الرمـان المطلبا
فاسـأل حُريـزاً إنْ تشـأْ عـن حـالهِ
واســأل عليّــاً عــن علـيّ خصـاله
يَحيــي بــه يحيــا جزيـلُ نـواله
كــم شــريفٍ جــاء مــن أنجــاله
كأصـــوله عنـــد الإلــه مقربــا
مــا فكرتــي فـي نظمهـا بأديبـةٍ
وإذا اقــترحْت فتلـك غيـرُ مُجيبـةٍ
لكــن بمــدحك قــد وفـتْ بنجيبـةٍ
وقصــيدةٍ تــأتي الملــوك غريبـةٍ
بســمتْ بثغــرٍ بالحيــاء تنقبــا
حســناءُ قــد وافــتْ بكـل براعـةٍ
وتقنعـــتْ أدبـــاً بكــل قناعــةٍ
وأتــتْ إليــك تمــدُّ كــف ضـَراعةٍ
مــــا مهرهـــا إلا خَلاصُ رفاعـــةٍ
ممــا بــه مـن آيهـا ختمـت سـبا
ثـم الصـلاةُ علـى النـبي المجتَـبى
و الآل والأصــحاب مــا صــبٌّ صــَبا
أوْهَــامَ ذو عشــقٍ وأنشــدَ مُطربـا
ودعْ أُويقــاتَ الصــبابةِ والصــبا
ودع التنســمَ بالنســيم وبالصـبا
رفاعة رافع بن بدوي بن علي الطهطاوي. يتصل نسبه بالحسين السبط ، وهو عالم مصري، من أركان نهضة مصر العلمية في العصر الحديث.ولد في طهطا، وقصد القاهرة سنة 1223 هـ فتعلم في الأزهر، وأرسلته الحكومة المصرية إماماً للصلاة والوعظ مع بعثة من الشبان أوفدتهم إلى أوربة لتلقي العلوم الحديثة، فدرس الفرنسية، وثقف الجغرافية والتاريخ.ولما عاد إلى مصر ولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية وأنشأ جريدة الوقائع المصرية.قال عمر طوسون: هو مؤسس مدرسة الألسن وناظرها، وأحد أركان النهضة العلمية العربية بل إمامها في مصر.توفي في القاهرة.ألف وترجم كتباً كثيرة منها: (قلائد المفاخر في غرائب عادات الأوائل والأواخر-ط)، مترجم والأصل لدبنج، (نهاية الإيجاز-ط) في السيرة النبوية، (تخليص الإيريز-ط ) رحلته إلى فرنسة وغيرها الكثير.