
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
داءٌ ألَــمَّ فَخِلْــتُ فِيــهِ شـَفَائِي
مِــنْ صــَبْوَتِي فَتَضـَاعَفَتْ بُرَحَـائِي
يَـا لَلضـَّعِيفَيْنِ اسـْتَبَدَّا بِـي وَمَا
فِـي الظُّلْـمِ مِثْـلُ تَحَكُّـمِ الضُّعَفَاءِ
قَلْـبٌ أَذَابَتْـهُ الصـَّبَابَةُ وَالْجَـوَى
وَغِلاَلَــــةٌ رَثَّـــتْ مِـــنِ الأَدْوَاءِ
وَالــرُّوْحُ بيْنَهُمَــا نَسـِيمُ تَنَهُّـدٍ
فِـي حَـالَيَ التَّصـْوِيبِ وَ الصـُّعَدَاءِ
وَالعَقْـلُ كَالمِصـْبَاحِ يَغْشـَى نُـورَهُ
كَــدَرِي وَيُضــْعِفُهُ نُضــُوبُ دِمَـائِي
هَـذَا الَّـذِي أَبْقَيْتِـهِ يَـا مُنْيَتِـي
مِــنْ أَضــْلُعِي وَحَشَاشـَتِي وَذَكَـائِي
عُمْرَيْـنِ فِيـكِ أَضـَعْتُ لَـوْ أَنْصَفْتِنِي
لَــمْ يَجْــدُرَا بِتَأَســُّفِي وَبُكَـائِي
عُمْـرَ الْفَتَـى الْفَـانِي وَعُمْرَ مُخَلَّدٍ
بِبيَــانِهِ لَــوْلاَكِ فــي الأَحْيَــاءِ
فغَـدَوْتَ لَـمْ أَنْعَـمْ كَـذِي جَهْلٍ وَلَمْ
أغْنَــمْ كَــذِي عَقْـلٍ ضـَمَانَ بَقَـاءِ
يَـا كَوْكَبـاً مَـنْ يَهْتَـدِي بِضـِيائِهِ
يَهْـــدِيهِ طَــالِعُ ضــِلَّةٍ وَرِيَــاءِ
يـا مَـوْرِداً يَسـْقِي الوُرُودَ سَرَابُهُ
ظَمَــأً إِلــى أَنْ يَهْلِكُـوا بِظَمَـاءِ
يَـا زَهْـرَةً تُحْيِـي رَوَاعِـيَ حُسـْنِهَا
وَتُمِيـــتُ نَاشـــِقَهَا بِلاَ إِرْعَــاءِ
هَــذا عِتَابُـكِ غَيْـرَ أَنِّـيَ مُخْطِيـءٌ
أَيُــرَامُ ســَعْدٌ فِـي هَـوَى حَسـْنَاءِ
حَاشَاكِ بَلْ كُتِبَ الشَّقَاءُ عَلَى الْورَى
وَالْحُــبُّ لَــمْ يَبْـرَحْ أَحَـبَّ شـَقَاءِ
نِعْـمَ الضـَّلاَلَةُ حَيْـثُ تُـؤْنِسُ مُقْلَتِي
أَنْــوَارُ تِلْـكَ الطَّلْعَـةِ الزَّهْـرَاءِ
نِعْـمَ الشـَّفَاءُ إِذَا رَوِيْـتُ بِرشـْفَةٍ
مَكْذُوبَــةٍ مِــنْ وَهْـمِ ذَاكَ المَـاء
نِعْـمَ الْحَيَـاةُ إذا قضـَيْتُ بِنَشـْقَةٍ
مِـنْ طِيـبِ تِلـكَ الرَّوْضـَةِ الغَنَّـاءِ
إِنِّـي أَقَمْـتُ عَلـى التَّعِلَّةِ بِالمُنَى
فِــي غُرْبَـةٍ قَـالوا تَكُـونُ دَوَائِي
إِنْ يَشـْفِ هَـذَا الْجِسْمَ طِيبُ هَوَائِهَا
أَيُلَطَّــف النِّيــرَانَ طِيــبُ هَـوَاءِ
أَوْ يُمْسـِكِ الْحَوْبَـاءَ حُسـْنُ مُقَامَهَا
هَـلْ مَسـْكَةٌ فِـي البُعْـدِ للْحَوْبَـاءِ
عَبَــثٌ طَــوَافِي فِـي الْبِلاَدِ وَعِلَّـةٌ
فِـــي عِلَّــةٍ مَنْفَــايَ لاِسْتشــْفَاءِ
مُتَفَــــرِّدٌ بِصـــَبَابَتِي مُتَفَـــرِّد
بِكَــــآبَتِي مُتَفَـــرِّدٌ بَعَنَـــائِي
شـاكٍ إِلـى البَحْرِ اضْطَرابَ خَوَاطِرِي
فَيُجِيبُنِـــي بِرِيَــاحِهِ الهَوْجَــاءِ
ثـاوٍ عَلَـى صـَخْرٍ أَصـَمَّ وَلَيْـتَ لِـي
قَلْبــاً كَهَــذِي الصـَّخْرَةِ الصـَّمَّاءِ
يَنْتَابُهَــا مَــوْجٌ كَمَـوْجِ مَكَـارِهِي
وَيَفُتُّهَــا كَالســُّقْمِ فِـي أَعْضـَائِي
وَالبَحْــرُ خَفَّـاقُ الْجَـوَانِبِ ضـَائِقٌ
كَمَــداً كصــَدْرِي ســَاعَةَ الإِمْسـَاءِ
تَغْشــَى الْبَريَّــةَ كُـدْرَةٌ وَكَأَنَّهَـا
صــَعِدَتْ إِلـى عَيْنَـيَّ مِـنْ أَحْشـَائي
وَالأُفْــقُ مُعْتَكِــرٌ قَرِيــحٌ جَفْنُــهُ
يُغْضــِي عَلَـى الْغَمَـرَاتِ وَالأَقْـذَاءِ
يـا لَلْغُـرُوبِ وَمَـا بِـهِ مِـنْ عِبْرَةٍ
للِمْســـْتَهَامِ وَعِبْـــرَةٍ لِلــرَّائي
أَوَلَيْــسَ نَزْعــاً لِلنَّهَـارِ وَصـَرْعَةً
لِلشــَّمْسِ بَيْــنَ مَــآتِمِ الأَضــْوَاءِ
أَوَلَيْــسَ طَمْسـاً لِلْيَقِيـنِ وَمَبْعَثـاً
للِشـــَّكِّ بَيْـــنَ غَلاَئِلِ الظَّلْمَــاءِ
أَوَلَيْـسَ مَحْـواً لِلْوُجُـودِ إِلـى مَدىً
وَإبَـــادَةً لِمَعَـــالِمِ الأَشـــْيَاءِ
حَتَّـى يَكُـونَ النُّـورُ تَجْدِيـداً لَهَا
وَيَكـونَ شـِبْهَ الْبَعْـثِ عَـوْدُ ذُكَـاءِ
وَلَقَــدْ ذَكَرْتُــكِ وَالنَّهَـارُ مُـوَدِّعٌ
وَالْقَلْــبُ بَيْــنَ مَهَابَــةٍ وَرَجَـاءِ
وَخَــوَاطِرِي تَبْـدُو تُجَـاهَ نَـوَاظِرِي
كَلْمَــى كَدَامِيَــةِ السـَّحَابِ إزَائِي
وَالـدَّمْعُ مِـنْ جَفْنِـي يَسِيلُ مُشَعْشَعاً
بِسـَنَى الشـُّعَاعِ الْغَارِبِ المُتَرَائِي
وَالشـَّمْسُ فِـي شـَفَقٍ يَسـِيلُ نُضـَارُهُ
فَــوْقَ الْعَقِيـقِ عَلـى ذُرىً سـَوْدَاءِ
مَـــرَّتْ خِلاَلَ غَمَـــامَتَيْنِ تَحَــدُّراً
وَتَقَطَّـــرَتْ كَالدَّمْعَــةِ الحَمْــرَاءِ
فَكَــأَنَّ آخِــرَ دَمْعَـةٍ لِلْكَـوْنِ قَـدْ
مُزِجَــتْ بِــآخِرِ أَدْمُعِــي لِرِثَـائِي
وَكـــأَنَّنِي آنَســْتُ يَــوْمِيَ زَائِلاً
فَرَأَيْـتُ فِـي المِـرْآةِ كَيْـفَ مَسَائي
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.