
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كنَّــا وَقَـدْ أَزِفَ المَسـَاءْ
نَمْشـِي الهُوَيْنَا فِي الْخَلاَءْ
ثَمِلَيْـنِ مِـنْ خَمْـرِ الْهَـوِى
طَرِبَيْـنِ مِـنْ نَغَمِ االْهَوَاءْ
مَتَشــــَاكِيَيْنِ هُمُومَنَـــا
وَكَثِيرُهَــا مَحْـضُ اشـْتِكَاءْ
حَتَّــى إِذَا عُــدْنَا عَلَــى
صــَوْتِ المُـؤَذِّنِ بِالْعَشـَاءْ
ســـِرْنَا بِجَــانِبِ مَنْــزِلٍ
مُتَطَــامِنٍ وَاهِـي الْبِنَـاءْ
فَاســـْتَوْقَفَتْنِي وَانْبَــرَتْ
وَثْبـاً كَمَـا تَثِـبُ الظِّبَاءْ
حَتَّــى تَــوَارَتْ فِيـهِ عَـنِّ
ي فَـانْتَظَرْتُ عَلَـى اسْتِيَاءْ
وَارْتَبْـتُ فِـي الأَمْـرِ الَّذِي
ذَهَبَـتْ إِلَيْـه فِـي الْخَفَاءْ
فَتَبِعْتُهَــــا مُتَضـــَائِلاً
أَمْشـِي وَيَثْنِينِـي الْحَيَـاءْ
فَرَأَيْـــتُ أُمّــاً بَادِيــاً
فِـي وَجْهِهـا أَثَـرُ الْبُكَاءْ
وَرَأَيْـــتُ وُلْــداً ســَبْعَةً
صــُبُراً عَجَافــاً أشـْقِيَاءْ
ســُودَ المَلاَبِــسِ كَالـدُّجَى
حُمْـرَ المَحَـاجِرِ كَالـدِّمَاءْ
وَكَـــأّنَّ لَيْلَــى بَيْنَهُــمْ
مَلَــكٌ تَكَفَّــل بِــالعَزَاءْ
وَهَبَــتْ فَــأَجْزَلَتِ الْهِبـا
تِ وَمِـنْ أَيَادِيهَـا الرَّجَاءْ
فَخَجِلْـــتُ مِمَّــا رَابَنِــي
مِنْهَـا وَعْـدْتُ إلى الْوَرَاءْ
وَبَســَمْتُ إِذْ رَجَعَــتْ فَقُـلْ
تُ كَذَا التِّلَطُّفُ فِي الْعَطَاءْ
فَتَنَصـــَّلتْ كَــذِباً وَلَــمْ
يَسـْبِقْ لَهَـا قَـوْلُ افْتِرَاءْ
وَلَرُبَّمَــا كَــذَبَ الْجَــوَا
دُ فَكَـانَ أَصْدَقَ فِي السَّخَاءْ
فَأَجَبْتُهَــــا أَنِّـــي رَأَيْ
تُ وَلاَ تُكَـــذِّبُ عَيْــنٌ رَاءْ
لاَ تَنْكِـــرِي فَضــْلاً بَــدَا
كَالصـُّبْحِ نـمَّ بِـهِ الضِّيَاءْ
يُخْفِــي الْكَرِيــمُ مَكَـانَهُ
فَتَــرَاهُ أطْيَـارُ السـَّمَاءْ
ثُــمَّ انْثَنَيْنَــا رَاجِعَــيْ
نِ وَمِلْــءُ قَلْبَيْنَـا صـَفَاءْ
مُفَكِّهَيْـــنِ مِـــنَ الأَحَــا
دِيـثِ الْعِـذَابِ بِمَـا نَشَاءْ
فَـــإِذَا عُصــَيْفِيرٌ هَــوَى
مِـنْ شـُرْفَة بِيَـدِ الْقَضـَاءْ
عَـــارٍ صـــَغيرٌ وَاجِـــفٌ
لَـمْ يَبْقَ مِنْهُ سِوَى الذَّمَاءْ
ظَمْـــآنُ يَطْلُـــبُ رِيَّـــهُ
جَوْعَــانُ يَلْتَمِـسُ الْغِـذَاءْ
وَلَشــَدَّ مَــا ســُرَّتْ بِــهَ
ذَا الضـَيْفِ لَيْلَى حِينَ جاءْ
فَرِحَـــتْ بِطِيــبِ لِقَــائِهِ
فَـرَحَ المُفَـارِقِ بِاللِّقَـاءْ
وَاســــْتَنْفَدَتْ لِبَقَـــائِهِ
حِيَـلَ الْحَرِيصِ عَلَى الْبَقَاءْ
تَحْنُـــو عَلَيْـــهِ كَــأُمِّهِ
وَتَضـــُمُّهُ ضـــَمَّ الإِخَــاءْ
فَحَمِـــدْتُ مِنْهَــا بِرَّهَــا
بِالْبَائِســـِينَ الأَشــْقِيَاءْ
قَــالَت وَهَــلْ لَهْـوٌ بِعُـصْ
فُــور جَــدِيرٌ بِالثَّنَــاءْ
فَأَجَبْتُهُـــا هِـــيَ آيَــةٌ
للـــهِ فِيــكِ بِلاَ مِــرَاءْ
يُخْفِــي الكَرِيــمُ مَكَـانَهُ
فَتَــرَاهُ أَطْيَـارُ السـَّمَاءْ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.