
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا سـَعْدَ هَـذِي اللَّيْلَـةِ الزَّهْرَاءِ
جَــدَّدْتِ عَهْــدَ السـَّعْدِ بِـالْحَمْرَاءِ
جَـدَّدْتِهِ فِـي مِصـْرَ فِي الدِّارِ الَّتي
كَــانَتْ وَظَلَّــتْ مُلْتَقَــى الأُمَـرَاءِ
فِـي حَيْـثُ أَعْلَـى المَالِكِينَ مَكَانَةً
نَزَلُــوا مَنَـازِلَهُمْ مِـنَ العَلْيَـاءِ
فِــي حَيْــثُ إِسـْمَاعِيلُ لاَحَ بِنُبْلِـهِ
فَــوْقَ الســُّهَى لِضــُيُوفِهِ النُّبَلاَءِ
هَــلْ كَــانَ إِســْمَاعِيلُ إلاَّ صـُورَةً
شــــَرْقِيَّةً لِلعِـــزَّةِ الْقَعْســـَاءِ
بِنَـدَاهُ وَادِي النِّيـلِ سَالَ وَبِالذِي
أسـْدَاهُ طَـالَ عَلَـى الذُّرَى الشَّمَّاءِ
أُنْظُــرْ إلـى آثَـارِهِ يُزْهَـى بِهَـا
قَطْــرَاهُ فِـي دَانِيهِمَـا وَالنَّـائِي
هَـذِي الْجَزِيـرَةُ مِـنْ بَـدَائِعِ خَلْقِهِ
بِغِيَاضــِهَا وَرِيَاضــِهَا الْفَيْحَــاءِ
وبِنائِهَـا الفَخْـمِ الْبَـدِيعِ نِظَامُهُ
مِــنْ صـُنْعِ ذَاكَ المُبْـدِعِ البّنَّـاءِ
لِلّـهِ آيَـاتُ الصـِنَّاعَةِ فِـي الدُّمَى
مَـنْ شـَارَكَ الرَّحْمَـنَ فِـي الإِحْيَـاءِ
للــهِ ناطِقــةُ النُقُــوشِ أَهكَـذَا
تُعطَــى الكَلامَ جَوَامِــدُ الَأشــيَاءِ
للـــهِ مِطْفَــرَةٌ تُصــَعِّدُ قَطْرَهَــا
وَتَــرُدُّهُ صــَبَباً عَلَــى الأَنْحَــاءِ
تَجِــدُ النُّجُــومَ حِيَالَهَـا ضـَحَّاكَةً
بِشـــُعَاعِهَا بَكَّـــاءَةً بِالْمَـــاءِ
قَــدْ أَخْلَفَـتْ بِسـُكُونِهَا وَصـَفائِهَا
فِعْــلَ النُّجُــومِ مُثِيـرَةِ الأَنْـوَاءِ
هَـلْ غَيْرُ هَذَا الصَّرْحِ زِينَ بِمِثْلٍِ مَا
فِيـــهِ لإِينَـــاسٍ وَحُســْنِ لِقَــاءِ
وَقِرَى الْعُيُونِ مِنَ الطَّرَائِفِ وَالْحِلَى
غَيْــرُ القِـرىَ مِـنْ مَشـْرَبٍ وَغِـذاءِ
يَـا مَـنْ لَـهُ صـَدْرُ المَقَـامِ تَجِلَّةً
وَهْــوَ النَّزِيــلُ وَلَيْـسَ كَـالنُّزَلاَءِ
هَـذِي هِـيَ الـدَّارُ الَّتِـي قَلَّـدْتَهَا
شـَرَفاً بِـهِ تَـاهَتْ عَلَـى الْجَـوْزَاءِ
شـَرَفٌ بِـهِ النَّبَـأُ البَعِيـدُ دَوِيُّـهُ
يَخْتَــالُ مَعْتَــزَّاً عَلَــى الأًنْبَـاءِ
وَلآلِ لُطِــفِ اللــهِ مِنــهُ كَرَامَـةٌ
ســَتَظَلُّ فِــي الأَحْفــادِ وَالأَبْنَـاءِ
إنِّـي لِهـذا الفَضـلِ عَنْهُـمْ شـَاكِرٌ
وَالشـُّكرُ فِـي السـَّادَاتِ خَيرُ وَفَاءِ
شــكرٌ زَهَــا شــِعْرِي بِـهِ مُتَهَلِّلاَ
كَتَهَلُّـــلِ النُّـــوَّارِ بِالأَنْـــدَاءِ
أَنَّـى تَكُـنْ لاَ غَروَ أنْ يُلْفَى الحِمى
وَبِــهِ رَوَائِعُ مِــنْ ســَنىً وَسـَنَاءِ
أَفَلَـمْ تَكُـنْ شـِبْلَ الحُسـِينِ وَرَأْيَهُ
وَفِرِنْــدَهُ فِـي السـِّلْم وَالهَيْجَـاءِ
مَلِــكٌ بِـهِ رَحِـمُ النُّبُـوءَةِ وَاشـِجٌ
وَلَــهُ جَلاَلُ الصـِّيدِ فِـي الخُلَفَـاءِ
أَهْـدَى العُـرُوشَ إِلَـى بَنِيهِ وَبَثَّهُمْ
فِـي الشـَّرْقِ بَـثَّ الشـَّمْسِ لِلأَضـْواءِ
أًعْظِــمْ بِعَبـدِ اللـهِ نَجلاً صـَالِحاً
يَقفُــو أَبَــاهُ حِجــىً وَحُسـْنَ بَلاَءِ
فِيـهِ النَّزَاهَـةُ وَالنَّبَاهَـةُ يَعْتَلِي
بِهِمــا عَلَـى الأَنْـدَادِ وَالنُّظَـرَاءِ
جَمَــعَ الوَدَاعَـةَ وَالإِبَـاءَ فَحَبَّـذَا
هُــوَ مِــنْ أَمِيـرِ وَدَاعَـةٍ وَِإبَـاءِ
خُلُقَـانِ كُلُّهُمَـا إِلَيْـهِ قَـدِ انْتَهَى
عَــنْ أَكْــرَمِ الأَجْــدَادِ وَالآبَــاءِ
وَلَــهُ مُــروُءَاتٌ تُجَــابُ بِـذِكْرِهَا
جَــوْبَ الرِّيـاضِ مَجَـادِبُ البَيْـدَاءِ
وَلَــهُ فَضــَائِلُ إنْ تَحَــدَّثَ عَـارِفٌ
عَنْهَــا عَرَتْــهُ نَشــْوَةُ الصـَّهْبَاءِ
وَلَـهُ وَقَـائِعُ فِـي البَسَالَةِ يَزْدَهِي
بِصـــِغارِهِنَّ أَكَـــابِرُ البُســـَلاَءِ
وَلَـهُ طَـرَائِفُ فِـي السـَّمَاحَةِ نَقَّحَتْ
مَــا أَخْطَــأَتْهُ طَـرَائِقُ السـُّمَحَاءِ
فَهْـوَ الحَبِيـبُ إِلى الوُلاَةِ مُصَافِياً
وَهُـوَ البَغِيـضُ وَغَـىً عَلَـى الأَعْدَاءِ
لاَ زِلْـتَ عَبْـدَ اللهِ فِي هَامِ الْعُلَى
تَاجـــاً يَفِيـــضُ بِبَــاهِرِ الَّلأْلاَءِ
لِلْمَجْـدِ سـِرٌّ فِيـكَ نَـاطَ بِـهِ غَـداً
وَغَــداً يُحَقِّــقُ فِيـكَ خَيْـرُ رَجَـاءِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.