
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجَـابَ الشَعْرُ حِينَ دَعَا الوَفَاءُ
وَكَــانَ إِذَا دَعَـوْتُ بِـهِ إِبَـاءُ
فَـإِنْ يَعْجَـزْ بَيَـانِي حَيْـثُ فَنِّي
فَلَيْــسَ بِعَــاجِزٍ حَيْـثُ الَـولاَءُ
نَجِيـبٌ وَهْـوَ مَـا هُوَ فِي وَدَادِي
وَإِجْلاَلِـــي أَيُخْطِئُهُ الثَّنَـــاءُ
أَحَـقُّ فَتَـىً بِمَـا تَصِفُ القَوَافِي
فَـتىً فِيـهِ الشـَّجَاعَةُ وَالحَيَاءُ
لأَحْمَـدِ فِـي المَفَـاخِرِ كُـلِّ بِكْرٍ
مِـنَ الخَفِـرَاتِ نَمَّ بِهَا الضِّيَاءُ
ســَرِيٌّ مِــنْ ســُرَاةٍ حُـبَّ فِيـهِ
ثَـرَاءُ الخَلْـقِ يَـدْعَمُهُ الثَّرَاءُ
أَدِيــبُ يُبْـرِزُ المَعْنَـى مُصـَفًّى
بِلَفْــظٍ لاَ يُشــَابُ لَــهُ صـَفَاءُ
خَطِيــبٌ تَنْهَــلُ الأَسـْمَاعُ مِنْـهُ
مَنَاهِــلَ لِلْنُّفُـوسِ بِهَـا شـِفَاءُ
وَلِـيُّ مَنَاصـِبٍ لَـمْ تُنْـسَ فِيهَـا
مَـــآثِرُهُ الإِدَارَةُ وَالقَضـــَاءُ
وَزِيــرٌ لَـمْ تُرَنِّحْـهُ المَعَـالِي
وَلَـمْ يَأْخُـذْهُ بِالجَّـاهِ إِنْتِشَاءُ
أَدَارَ وَزَارَتَيْــهِ فَلَــمْ تَفِتْـهُ
مَـعِ الحَـزْمِ العَزِيمَةُ وَالمَضَاءُ
وَأَشــْهَدُ مَكْبِريـهِ كَيْـفَ تُـؤْتَى
ثِمَارُهُمَـا الحَصـَافَةُ وَالفَتَـاءُ
إِذَا مَا ازْدَادَ مَجْداً زَادَ لُطُفاً
وَمَـا فِـي اللُّطْـفِ خَبٌّ أَوْ رِيَاءُ
تَوَاضـُعُ مَنْ عَلاَ فِي النَّاسِ أَحْجَى
وَللــهِ العَظِيــمِ الكُبْرِيــاءُ
مَتَـى تَسَلِ المَعَارِفَ عَنْهُ يُنْبِيءُ
بِمَـا فَعَـل الثَّقَـاتُ الأَوْفِيَـاءُ
مَـدَارِسُ أُصـْلِحَتْ مِـنْ كُـلِّ وَجْـهٍ
فَعَاوَدَهَـا التَّرَعْـرُعُ وَالنَّمَـاءُ
فُنُــونُ ثَقَافَـةٍ رُعِيَـتْ وَصـِينَتْ
فَـزَالَ الرِّيـبُ وَانْتَعَشَ الرَّجَاءُ
بَرَامِــجُ قُـوِّمَتْ مِـنْ حَيْـثُ آوَتْ
فــآبَتْ لاَ مُحَــالُ وَلاَ التَـوَاءُ
مَتَـى تَسـَلِ التِّجَارَةَ عَنْهُ تَعْلَمْ
هُنَالِـكَ مَـا تَقَاضـَاهُ الـدَّهَاءُ
وَمَـا سـَيَكُونُ مِنْهَـا حَـظُّ مِصـْرٍ
وَقَبْلاً حَظُّهَـــا مِنْهَــا هِبَــاءُ
مَتَـى تَسـَلِ الصـِّناعَةَ تَدْرِ أَنِّي
تَصـَرَّفَ فِـي مَعَاضـِلِهَا الـذَّكَاءُ
وَهَيِّـأَ فِـي الحِمَى عَيْشاً رَغِيداً
لَقَــوْمٍ كَـانَ حِلْفَهُـمْ الشـَّقَاءُ
يُعِيـدُ إِلـيَّ هَـذَا اليومُ ذِكْرَى
لَهَـا فِـي أَحْسَنِ الذِّكَرِ البَقَاءُ
ذَخِيــرةُ مَصــْرَ جَامِعَـةُ حَقِيـقٍ
بِهَـا رِفَـقُ الـوِلاةِ وَالاعْتِنَـاءُ
تَجَنَّــى حَــادِثٌ جَلَــلٌ عَلَيْهَـا
وَنَـابَ عَـنِ الوَلاءِ لَهَا العِدَاءُ
صـُروحٌ لَـمْ تَكَـدْ تَعْلُـو ذُرَاهَا
وَجُــدْرٌ لَــمْ يَجِــفَّ لَهَـا طلاَءُ
تَغَلْغَـلَ فِـي حَنَايَاهَا التَّنَابِي
وَخَيَّـمَ فِـي زَوَايَاهَـا العَفَـاءُ
وَيَـدْعُو العِلْـمُ صُونُوهَا تَصُنْكُمْ
فَمَــا أَنْ يُسـْتَجَابَ لَـهُ دُعَـاءُ
إلـى أَنْ عَالَـجَ الفَتْحَ المُرَجَّى
صـــبُورٌ لاَ يَخِيـــبُ لَــهُ بَلاَءُ
إِذَا اسْتَعْصـَى مُـرَامٌ لُـجَّ فِيـهِ
وَلَــمْ يَقْعُـدْ بِهِمَّتِـهِ العَنَـاءُ
فَظَــلَّ مُكَافِحــاً حَتَّـى وَقَاهَـا
وَشـَاءَ اللـهُ فِيهَـا مَـا يَشَاءُ
بَنَـى اسـْتِقْلاَلَهَا سـُوراً مَنِيعاً
وَلاســـْتِقْلاَلِ أُمَتِــهِ البِنَــاءُ
وَلَـمْ يَكْرِثْـهُ مَـا لاَقَـاهُ فِيهَا
كَـذَاكَ يَكُـونُ لِلْـوَطَنِ الفِـدَاءُ
فَتَـى الفِتْيَـانِ إِقْدَاماً وَعِلْماً
وَمَـا هُـمْ فـي مَجَالِهِمَـا سَوَاءُ
إِذَا أُكْرِمْـــتَ وَالحَفَلاَتُ شــَتَّى
فَــذَلِكَ شــَكْرُ مِصـْرَ وَلا مِـرَاءُ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.