
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَيهَـا الفُرْسـَانُ رُوَّادَ السَّمَاءْ
إِنَّنَـا قَـوْم إلـى المَجْدِ ظِمَاءْ
خَبِّرُونَــا وَانْقَعُــوا غُلَّتَنَــا
كَيْـفَ جَـوُّ السـَّائِدِينَ العُظَمَاءْ
كَيْـفَ جُـوُّ الفَتْـحِ فِيمَـا سَخَّرَتْ
مِنْ قُرَى الدُّنْيَا عُقُولُ العُلَمَاءْ
كَيْــفَ جَــوُّ العَبْقَرِيَّـاتِ وَقَـدْ
شـَالَتِ الأَطْـوَادُ فِيـهِ كَالْهَبَاءْ
خَفَقَــتْ أَلْوِيَــةُ الغَـرْبِ وَلَـمْ
يَـكُ بِـالأَمْسِ لَنَـا فِيـهِ لِـوَاءْ
فَلَنَــا اليَــوْمَ بِــهِ أَجْنِحَـةٌ
وَلَنَــا أَبْطَالُنَــا وَالشـُّهَدَاءْ
هَبَــطَ النَّســْرُ بِفَرْخَيْـهِ وَمَـا
كَـانَ صـَيَّادُهُمَا غَيْـرَ القَضـَاءْ
أَيَّ سـَطْرٍ فِـي المَعَـالِي كَتَبَـا
بِـالزَّكِيِّ الحُرِّ مِنْ تِلكَ الدِّمَاءْ
قُتِلاَ فِــي حُــب مِصــْرٍ وَلَهَــا
كُلُّنَـا بِالمَـالِ وَالـرُّوحِ فِدَاءْ
نَحْـنُ فِـي دَارِ الأَسـَى نَبْكِيهِمَا
وَهُمَـا فِـي الخَالِدِينَ السُّعَدَاءْ
شــَرَفٌ لَــوْ بَـذَلَ المَـرْءُ بِـهِ
عُمْـرَهُ لَـمْ يَكْـنِ العُمْـرُ كِفَاءْ
بيْـنَ مَـنْ يَرْثِـي وَمَنْ يُرْثَى لهُ
أَكْثَـرُ الأَحْيَـاءِ أَوْلَى بِالرِّثَاءْ
أيُّهَـا السـِّرْبُ المُـوَافِي وَبِـهِ
عَـن فَقِيـدَيْهِ العَزِيزَيْـنِ عَزَاءْ
هَــاتِ نَسـِّمْنَا نَسـِيماً طَـاهِراً
لَـمْ يُكّـدَّرْ بِقَـذىً مِنْهُ الصَّفَاءْ
خَالصـِاً مِـنْ أَثَـرِ السـُّمِّ الَّذِي
يُفْسـِدُ الـذُّلُّ بِـهِ طَلْقَ الْهَوَاءْ
مَا شَعُورُ المَرْءِ فِي تِلْكَ العُلَى
حِيـنَ يَرْقَـى وَلَـهُ مُلْكُ الفَضَاءْ
أَيَـرَىَ فِي الشَّامِخَ المُنْدَاحِ مِنْ
دُونِــهِ كَيْـفَ مَـآلُ الكِبْرِيَـاءْ
أَيَــرَى وَالبَحْـرُ مَـرْدُودٌ إِلـى
مُلْتَقَـى حَـدَّيْهِ مَـا حَدُّ البَقَاءْ
أَيَـرَى الضـِّدَّيْنِ مِـنْ خَفْـضٍ وَمِنْ
رِفْعَـةٍ صـَارَا إِلـى شـَيْءٍ سَوَاءْ
جَوْلَــةٌ لِلْمَـرْءِ إِنْ يَسـْمُ بِهَـا
فَبِهَـا كُـلُّ الرِّضَى قَبْلَ الفَنَاءْ
نَــزَلَ الأُســْطُولُ فِـي أَعْيُنِنـا
مَنـزِلَ القُـوَّةِ مِنْهَـا وَالضِّيَاءْ
وَتَلَقَّتْــهُ الحَنَايَــا هَابِطــاً
مَهْبِـطَ اليَقْظَـةِ مِنْهَا وَالرَّجَاءْ
فَــرِحَ الأَحْيَـاءُ فِـي مِصـْرَ بِـهِ
فَرَحـاً لَـمْ يَنْتَقِـصْ مِنْـهُ مِرِاءْ
وَاســْتَقَرَّتْ مِــنْ مُنـىً مَقْلِقَـةٍ
لَمَثَاوِيَهَــا بَقَايَـا القُـدَماءْ
شـَرَفاً يَـا سـِرْبُ لاَ يَكْرُثْـكَ فِي
عَـزَّةِ الفَـوْزِ نَكِيـرُ السـُّفَهَاءْ
هَـلْ تَنَـالُ الصَّائِلَ الجَائِلَ فِي
فَلَـكِ النَّسـْرِ سـِهَامٌ مِـنْ هَوَاءْ
قُســِمَ العَيْــشُ وَأَدْنَـى قِسـْمَةٍ
فِيــهِ لِلمُسْتَسـْلِمِينَ الضـُّعَفَاءْ
منْــذ أَزْمَعْــتَ مَآبــاً وَعَـدَتْ
دُونَـهُ الأَخْطَارُ فِي تِلْكَ الجِوَاءْ
كُــلُّ نَفْــسٍ وَجَمَـتْ مِـنْ خَشـْيَةٍ
وَأَحَســَّتْ مَـا تُعَـانِي مِـنْ بَلاَءْ
إِنِّمَـا البُعْـدُ عَـنِ القَلْبِ نَوىً
لَيْـسَ مِنْ يَنْأَى عَنِ العَيْنِ بِنَاءْ
مَـنْ تَـرَاهُ يَصـِفُ الوَجْـدَ الَّذِي
وَجَـدُوهُ إِنْ دَنَـا يَـوْمُ اللِّقَاءْ
أَلْقَـوُا السَّمْعَ إِلى الغَيْبِ وَقَدْ
حَبَسـُوا الأًنْفَـاسَ حَتَّى قِيلَ جَاءْ
فَتَمَثَّلــتَ لَهُــمْ فِــي صــُورَةٍ
مَـا رَأَتْ أَرْوَعَ مِنْهَـا عَيْنُ رَاءْ
مِصـْرُ فِـي الوَجْهَيْنِ شَطْراً مُهْجَةٍ
خَفَقَــتْ لِلْعَــائِدِينَ البُســَلاَءْ
وَتَمَلَّـــتْ غِبْطَـــةً ضـــَاعَفَهَا
بَـاعِثُ العُجْـبِ وَدَاعِـي الخُيَلاَءْ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.