
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَفَــدَ الرَّبِيـعُ إِلَيْـكِ قَبْـلَ أَوَانِـهِ
يُهْـــدِي حِلَــى جَنَّــاتِهِ الْفَيْحَــاءِ
مِـنْ كُـلِّ بَارِعَـةِ الْجَمَـالِ يُـرَى بِهَا
شـــَبَهٌ لِبَعْـــضِ خِلاَلِــكِ الحَســْنَاءِ
فِي النَّظْمِ أَوْ فِي النَّثْرِ مِنْ طَاقَاتِهَا
لُطْــفُ البَيَــانِ وَرَوْنَــقُ الإِخْفَــاءِ
نَـمَّ البَـدِيعُ بِحُسـْنِهَا فَـرَأَى النُّهَى
مِــنْ فَنِّهَــا مَـا لَيْـسَ بِـالمُتَرَائِي
أَبْهِــجْ بِإِكْلِيـلِ الزَّفَـافِ وَقَـدْ جَلاَ
لِلْعَيْـــنِ كُـــلَّ أَثِيـــرَةٍ غَـــرَّاءِ
لَـوْ شـِئْتِ صـِيغَ مِنَ الفَرِيدِ وَمَا وَفَى
لَكِــنْ أَبَيْــتِ وَكَــانَ خَيْــرَ إِبَـاءِ
هَـلْ فِـي يَـدِ الـدِّهْقَانِ أَبْهَـجُ زِينَةً
مِــنْ زِينَــةِ البُســْتَانِ لِلْعَــذْرَاءِ
صـَفَتِ السـَّمَاءُ فَخَـالَفَتْ مِـنْ عَهْـدِهَا
وَالفَصــــْلُ لِلأَمْطَـــارِ وَالأَنْـــوَاءِ
شـــَفَّافَةً يُبْــدِي جَمِيــلُ نَقَائِهَــا
مَــا فِـي ضـَمِيركِ مِـنْ جَمِيـلِ نَقَـاءِ
جَــادَتْ عَلَيْــكِ بِشَمْســِهَا وَكَأَنَّهَــا
لَـــكِ تَســـْتَقِلُّ جَلاَلَـــةَ الإِهْــدَاءِ
هَــذِي مَلِيكَــاتُ الَّلآلِيــءِ أَقْبَلَــتْ
تَفْتَـــرُّ عَـــنْ قِطَـــعٍ مِــنَ اللأْلاَءِ
بَــادٍ صـَفَاءُ القَطْـرِ فِـي قَسـِمَاتِهَا
وَتَنَــــافُسِ الأَلْـــوَانِ وَالأَضـــْوَاءِ
ظَلَّــتْ تَكَــوَّنُ فِــي حَشـَى أَصـْدَافِهَا
كَتَكَـــوُّنِ الأَنْـــوَارِ فِــي أَفْيَــاءِ
وَقَضــَتْ عُصــُوراً ســَيِّدَاتِ بِحَارِهَــا
يُســْعَى لَهَــا مِــنْ أَبْعَـدِ الأَنْحَـاءِ
حَتَّـــى إِذَا حُمِلَــتْ إِليْــكَ ســَبِيَّةً
مَجْلُوبَــــةً فِــــي جُمْلَــــةِ الآْلاَءِ
وَجَــدَتْ عَــزَاءً فِــي رِحَابِـكِ طَيِّبـاً
عَــنْ عَزِّهَــا المَاضــِي وَأَيَّ عَــزَاءِ
بِلِقَائِهَــا حُسـْناً يُضـَاعِفُ مَـا بِهَـا
مِـــنْ رَوْنَـــقٍ وَنَفَاســـَةٍ وَبَهَــاءِ
وَجِوَارِهَــا شــِيَماً كَــرَائِمَ صـُنْتِهَا
فِــي خِــدْرِ عِصـْمَتِهَا عَـنِ الرُّقَبَـاءِ
لاَ غَــرْوَ أَنَّ المَــاسَ أَكْــرَمُ جَـوْهَرٍ
خَبَـــأَتْهُ أَرْضٌ مِــنْ كُنُــوزِ ســَمَاءِ
كَــمْ فِــي مَنَــاجِمِهِ تَســَهَّدَ كَـوْكَبٌ
مُتَوَاقِّــداً كَــأَخِيهِ فِــي الظَّلْمَـاءِ
يَشـْتَاقُ أَنْ يَلْقَـى الصـَّبَاحَ وَلَوْ تَوَى
وَيُســَاءُ أَنْ يَبْقَــى ســِرَاجَ مَســَاءِ
حَتَّــى حَلِيــتِ بِــهِ فَقَــرَّ مُنَعَّمــاً
وَغَـــدَا تَحَرُّقُـــهُ تَوَهُّـــجَ مَـــاءِ
وَلَعَــلَّ مُنْفَــرِداً بِجِيــدِكِ عَالِقــاً
مُتَفَوِّقــاً قَــدْراً عَلَــى النُّظَــرَاءِ
دُعِـيَ اليَتِيـمُ مِـنَ التَّوَحُّـدِ فَـادَّعَى
حَقًّــا عَلَيْــكِ لِكُــلِّ حِلْــفِ شــَقَاءِ
وَمِــنَ الكِيَاسـَةِ وَهْـوَ أَصـْلَبُ جَـوْهَرٍ
أَنْ رَقَّ رِقَّـــةَ أَدْمُـــعِ الْفُقَـــرَاءِ
فَأَصــَابَ عِنْــدَكِ وَالشــَّفَاعَةُ لاسـْمِهِ
حَـــظَّ اليَــتيمِ وَفَــازَ بِــالإِيوَاءِ
مَــا يَغْــلُ مِـنْ شـَيْءٍ فَـإِنَّ لِحِكْمَـةٍ
جَلَّــتْ غَلاَءَ المَــاسِ فِــي الأَشــْيَاءِ
هُـوَ بِالْمَتَانَـةِ وَالسـَّنَى مِـرْآةُ مَـا
بِــكِ مِــنْ وَفَــاءٍ ثَــابِتٍ وَذَكَــاءِ
يَـا مَعْـدِنَ الـذَّهَبِ الَّـذِي فِـي لَوْنِهِ
لِلشــــَّمْسِ مَســـْحَةُ بَهْجَـــةٍ وَرُوَاءِ
يَــا مُــدْنِيَ الأَرَبِ البَعِيـدِ مَنَـالُهُ
وَلَقَــدْ أَقُــولُ مُنِيــلُ كُــلِّ رَجَـاءِ
يَـا مُرِخصـاً مِـنْ كُـلِّ نَفْـسٍ مَـا غَلاَ
حَاشـــَا نُفُـــوسِ العِلْيَــةِ النُّبَلاَءِ
إِنْ أَلَّهَتْـكَ النَّـاسُ كُـنْ عَبْـداً هُنَـا
وَاخْضــَعْ لِهــذِي الشــِّيمَةِ الشـَّمَّاءِ
وَزِنَ الَّتِــي دَفَعَــتْ ضـَلاَلَكَ بِالْهُـدَى
وَســَوَادَ مَكْــرِكَ بِاليَــدِ البَيْضـَاءِ
عَجبــاً أَرَى وَلَعَـلَّ أَعْجَـبَ مَـا يُـرَى
دُنْيَـــا الخَلاَئِقِ تَنْبَـــرِي لِفِــدَاءِ
لماحَـــةً لِلْغَيْـــبِ شـــَاعِرَةً بِــهِ
حَتَّــى لَيَحْضــُرُهَا الْخَفِــيُّ النَّـائِي
تِلْــكَ الرَّوَاعِــي كُـلَّ أَخْضـَرَ نَـاعمٍ
مِــنْ كُــلِّ نَاعِمَــةِ الْخُطَـى مَلْسـَاءِ
مَــنْ بَـثَّ فِيهَـا وَهْـيَ تَقْنِـي قَزَّهَـا
مِـــنْ بَــذْلِهَا أَعَمَارَهَــا بِســَخَاءِ
أَنَّ الَّــذِي تَقْضــِي شــَهِيدَةَ نَســْجِهِ
لَــكِ فِيــهِ ســَعْدٌ وَامْتِـدَادُ بَقَـاءِ
هَبَّـــتْ صــَبِيَّاتُ المَــزَارِعِ بُكْــرَةً
يَخْطِــرْنَ بَيْــنَ الســَّيْرِ وَالإِســْرَاءِ
مِـنْ كُـلِّ عَاصـِيَةِ النُّهُـودِ بِهَـا تُقًى
مِطْوَاعَـــةِ الأَعْطَـــافِ ذَاتِ حَيَـــاءِ
نَـادَى بِهَـا الْبُشَرَاءُ حَيِّ عَلَى الْجَنَى
فَعَـــدَتْ تُلَبِّــي دَعْــوَةَ الْبُشــَرَاءِ
وَالْقُطْـــنُ مُــوفٍ ضــَاحِكٌ بِبَياضــِهِ
وَصـــَفَائِهِ مِــنْ كُــدْرَةِ الْغَبْــرَاءِ
يَشــْقُقْنَ مِثْـلَ السـِّتْرِ مِـنْ جَنَبَـاتِهِ
وَيَخُضــْنَ شـِبْهَ الْبَحْـرِ فـي الأَثْنَـاءِ
مُتَغَنِّيَــاتٍ مِــنْ أَهَازِيــجِ الصــِّبا
مَــا شـَاءَ وَحْـيُ هَـوَىً وَطِيـبُ هَـوَاءِ
يُنْشــِدْنَ مِـنْ وَصـْفِ المَخِيلَـةِ جَلْـوَةً
لَعَـــرُوسِ شـــِعْرٍ زَيْنَـــةٍ هَيْفَــاءِ
حُورِيَّــةٍ عَيْنَــاءَ أَبْهَــى مَـا يُـرَى
فِــي الْغِيــدِ مِــنْ حُورِيَّـةٍ عَيْنَـاءِ
وَفَـرَ الإِلَـهُ لَهَـا الَعْطَـاءَ فَلَمْ يَعُدْ
عَــنْ بَابِهَــا عَــافٍ بِغَيْــرِ عَطَـاءِ
وَبِأَمْرِهَــا تَعْـرَى الْحُقُـولُ فَتَنْثَنِـي
أُمُّ الْعُــــرَاةِ بِمِيـــرَةٍ وَكِســـَاءِ
تِلْــكَ الَّتِــي أَكْبَرْنَهَــا وَنَعَتْنَهَـا
بِأَحَاســــِنِ الأَوْصـــَافِ وَالأَســـْمَاءِ
كَـــانَتْ عَـــرُوسَ تَــوَهُّمٍ فَتَحَقَّقَــتْ
بِصـــِفَاتِهَا وَغَــدَتْ مِــنَ الأَحْيَــاءِ
أَعَرَفْتَهــا فَلَقَــدْ أَكُــونُ بِمَســْمَعٍ
مِنْهَــا أَقُــولُ الشـِّعْرَ وَهْـيَ إِزَائِي
للـــهِ أًجْهِــزَةُ الْحَدِيــدِ مُــدَارةً
تَــــأْتِي بِــــأَثْوابٍ زَهَـــتْ وَمُلاَءِ
عَجَـــبٌ ضــَخَامَتُهَا وَدِقَّــةُ صــُنْعِهَا
كَــمْ رِقَّــةٍ معــي غِلْظَــةِ الأَعْضـَاءِ
مَــنْ كَــانَ يَحْسـِبُ أَنَّ عَنْتَـرَةً يُـرَى
مُتَفَوِّقــاً ظَرْفــاً عَلَــى الشــُّعَرَاءِ
قَــالَ امْـرُؤٌ مِـنْ سـَامِعِي ضَوْضـَائِهَا
وَشــُهُودِ تِلْــكَ الْجَهْمَــةِ السـَّوْدَاءِ
إِنَّ ابْتِســاماً لاَحَ مِنْهَــا عِنْـدَ مَـا
جَــاءَتْ بِهــذِي الْحُلَّــةِ البَيْضــَاءِ
أَليَــوْمَ عِيــدٌ فِــي تَقَاســُمِ حَظِّـهِ
لِلْبَائِســــِينَ رِضـــىً وَلِلســـُّعَدَاءِ
مَـا اسـْطَاعَ فِيهِ الدَّهْرُ أَشْكَى كُلَّ ذِي
شـــَكْوَى وَهَــادَنَ كُــلَّ ذِي بُرَحَــاءِ
عَــمَّ السـُّرُورُ وَتَـمَّ حَتَّـى لَـمْ يَكَـدْ
أَثَـــرٌ يُـــرَى لِتَفَـــرُّقِ الأَهْــوَاءِ
كُــلٌّ بِــهِ مِــنْ شــَاهِدٍ أَوْ غَــائِبِ
أَثْنَــى عَلَيْــكِ وَقَــدْ ثَنَـى بِـدُعَاءِ
بِنـتَ السـَّلِيمِ وَجَـلَّ مِـنْ رَجُـلٍ سـَمَا
بِصـــــَوَادِقِ العَزَمَـــــاتِ وَالآرَاءِ
أَلفَخْــرُ حَــقُّ مَــنِ الثُّرَيَّـا أُمُّهَـا
نَســَباً وَوَالِــدُهَا أَخُــو الْجَـوَزَاءِ
مِــنْ أُســْرةٍ هُـمْ أَهْـلُ كُـلِّ مُـروُءَةٍ
يَــوْمَ الْحِفَــاظِ وَأَهْــلُ كُـلِّ ثَنَـاءِ
إِنْ عَـــالَنُوا لِتِجَــارَةٍ فَلَطَالَمَــا
بَـذَلُوا النَّـوَالَ الْجَـمَّ رَهْـنَ خَفَـاءِ
بِتَرَفُّـــعِ عَــنْ كُــلِّ فَخْــرٍ بَاطِــلٍ
وَتَجَنُّـــبِ فِـــي البِــرِّ لِلْغَوْغَــاءِ
لِيَكُــنْ لَــكِ الْحَـظُّ الَّـذِي تَرْجِينَـهُ
فَلَقَـــدْ ظَفِــرْتِ بِــأَكْرَمِ الأَكْفَــاءِ
نَسـْلِ الأَمَاجِـدِ مِـنْ أَمَاجِـدِ قَـدْ زَكَتْ
أَنْســَابُهُمْ فِــي دَوْحَــةِ العَلْيَــاءِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.