
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يَـا مَنْ أَضَاعُوا وِدَادِي
رُدوا عَلَـــيَّ فــؤَادِي
رُدُّوا ســُرُوراً تَقَضــَّى
وَمَــا لَـهُ مِـنْ مَعَـادِ
أَشـْكُو إِلَى اللهِ سُقْمِي
فِــي بُعْـدِكُمْ وَسـُهَادِي
هَــذَا شــَقَائِيَ فِيِكُـمْ
يَــا غِبْطَــةَ الْحُسـَّادِ
وَلَيْلَــةٍ بِــت فِيهَــا
وَقَــدْ جَفَـانِي رُقَـادِي
تُفْنِـي الـدَّقَائِقُ قَلْبِي
وَرْيـاً كَـوَرْيِ الزَّنَـادِ
مِــنَ الصـَّبَابَةِ مَهْـدِي
ومِــنْ سـَقَامِي وِسـَادِي
رَاعَــتْ حَشــَايَ بِنَـوْحٍ
حَمَامَــةٌ فِـي ارِْتِيَـادِ
مُرْتَاعَــــةٌ لأَلِيــــفٍ
لَـمْ يَـأَتِ فِي المِيعَادِ
تُــرِنُّ إِرْنَــانَ ثَكْلَـى
مَفْقُـــــــودَةِ الأَوْلاَدِ
وَاللَّيْــلُ دَاجٍ كَثِيــفٌ
كَـــأَنَّه فِــي حِــدَادِ
تَــروح فِيــهِ وَتَغْـدو
كَثِيـــرَةَ التَّـــرْدَادِ
مَـا بَيْـنَ غُصـْنٍ وَغُصـْنٍ
لَهَــا طَـوَافُ افْتِقَـادِ
وَلَـمْ تَـزَلْ فِـي هُيَـامٍ
وَحَيْــــرَةٍ وَجِهَــــادِ
حَتَّــى اسـْتَقَرَّتْ عَيَـاءً
مِـنْ وَثْبِهَـا المتَمَادِي
منْحَلَّـةَ الْعَـزْمِ لَيْسـَتْ
تَقْــوَى عَلَـى الإِنْشـَادِ
ظَمْـأَى إِلَى المَوْتِ رَيَّا
مِــنَ الأَسـَى وَالْبِعَـادِ
وَكَــانَ يَسـْعَى إِلَيْهَـا
أَلِيفُهَــا غَيْـرَ هَـادِي
يَرْتَــادُ كُــلَّ مَكَــانٍ
فِـي إِثْرِهَـا وَهْوَ شَادِي
حَتَّـــى إِذَا ســـَمِعَتهُ
بِـالْقُرْبِ مِنْهَـا يُنَادِي
عَـادَ الرَّجَـاءُ إِلَيْهَـا
لَكِــنْ بِغَيْــرِ مُفَــادِ
إِنَّ الرَّجَـــاءَ مُعِيــنٌ
وَمَــا الرَّجَـاءُ بِفَـادِ
هَمَّــتْ تَطِيــرُ إِلَيْــهِ
وَلَكَـنْ عَـدَتْهَا عَـوَادِي
فَــــوَدَّعَتْهُ بِنَــــوْحٍ
مُفَتِّــــتِ الأَكْبَــــادِ
وَكَـــانَ آخِــرَ ســَجْعٍ
لَهَــا عَلَــى الأَعْـوَادِ
يَا مَنْ نَأَوْا عَنْ عُيُونِي
وَرَسـْمُهُمْ فِـي السـَّوَادِ
وَأَجْهَـدُوا الفِكْرَ وَثْباً
إِلَيْهِـــمُ فِــي الْبِلاَدِ
وَاســْتَنْفَدُوا زَفَرَاتِـي
وَأَدْمُعِـــي وَمِـــدَادِي
إِلَـى مَ أَغْـدُو حَزِينـاً
فِــي غُرْبَـةٍ وَانْفِـرَادِ
لِـي فِـي الْحَيَاةِ مُرَادٌ
وَأَنْ أَرَاكُــمْ مُــرَادِي
لاَ تَجْعَلُـــوهُ وَدَاعِــي
عِنْــدَ المَمَـاتِ وَزَادِي
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.