
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بِرغْـمِ المُنَى ذَاكَ الخِتَامُ المُحَيِّرُ
كِتَابُــكَ تطْــوِيهِ وَمَنْعَـاكَ يُنْشـَرُ
دَهَاكَ الرَّدَى فِي الرائِحِينَ فَرَاعَنا
كَأَنَّــكَ غَـادٍ فِـي الصـِّبَا فَمُبَكِّـرُ
يَرَاعُـكَ فِـي الْيُمْنَـى وَذِهْنُكَ حَاضِرٌ
وَعَزْمُـكَ ذَاكَ الْعَـزْمُ وَالْعُودُ أَنْضَرُ
أَعَـنْ سـَبْقِ إِحْسَاسٍ بِمَا كَانَ مُضْمِراً
زَمَانُـكَ آثَـرْتَ النَّـوَى حِيـن تُؤْثِرُ
فَبِنْـتَ وَلَمَّـا يُرْهِـقِ النَّاس دَهْرُهُمْ
بِنَكْبَـاءَ لاَ يُحْصـِي أَذَاهَـا التَّصَوُّرُ
أَمِ اْلأَجَـلُ الْمَحْتـومُ حَـلَّ وَلمْ تكن
بِماطِـــلِ حَــقٍ يُقْتَضــَى فَتُــؤَخِّرُ
فَـوَلَّيْتَ لَـمْ يَعْصـِمْكَ مُـدَّخَرُ الْقُوَى
ولــمْ يَتَمَالَــكْ حِلمُـكَ المُتَـوقِّرُ
وَلَمْ يغْنِ مِنْكَ الْعِلْمُ وَالفَضْلُ سَاعَةً
فَيَا عُذْرَ منْ بِالعِلْمِ وَالفَضْلِ يكْفُرُ
أَلاَ إِنَّنِــي غـالَيْتُ فِيمَـا شـَكَوْتُهُ
ولَكِــنَّ فِــي نَفْسـِي أَسـىً يَتَفَجَّـرُ
لَقَـدْ أَرْخَـصَ الْغَالِينَ مَوْتُ جُمُوعِهِمْ
وفقْـدُكَ مَهْمَـا يَعْمُـمِ الْخَطْبُ يَكْبُرُ
قِـفِ الآنَ وَانْظُرْ مَا بِإِثْرِكَ مِنَ سَنىً
كَــذَاكَ تَشــِعُّ الشـُّهْبُ إِذْ تَتكَـوَّرُ
قِـفِ الآنَ وَاسْمَع وَقْعَ منْعَاكَ شَائِعاً
كَرَجْـعِ الصـَّدَى عَـنْ شـَامخٍ يَتَهـوَّرُ
لقَـدْ عَثَـرَ البَنَّـاءُ عَن أَوْجِ صَرْحِهِ
لَـدُنْ كَـادَ مِنْ أَعْلاَهُ بِالنجْمِ يَظْفَرُ
فَــوَارَاهُ قَبْــرٌ لاَ بَعِيـدٌ قَـرَارُهُ
وَلاَ ســَقْفُهُ فَــوْقَ الثَّـرَى مُتكَبِّـرُ
وَكَـان أَبَـرَّ النَّاسِ بِالأَهْلِ وَالْحِمى
وَبِــالْقَوْمِ لاَ يَجْفُــوا وَلاَ يَتَغَيَّـرُ
ونِعْـمَ الأَخُ الْوَافِي إِذَا مَا تَنَكَّرَتْ
لِصـــاحِبِهِ الأَيَّـــامُ لاَ يَتَنَكَّـــرُ
لَحِقــتَ بِمَــنْ أَرَّخْتَهُــمْ فكَـأَنَّهُمْ
لِــدَاتٌ لِعَهْـدٍ لَـمْ تُفَرِّقْـهُ أَدهُـرُ
عَلَـى الْحَيِّ دُونَ الميْتِ تُحسَب أَحْقُبٌ
تَـوَالَتْ وتُحْصـَى في التَّعَاقُبِ أَعْصُرُ
وَرُبَّ عَلِيــمٍ لَــمْ يجِيـءْ مُتَقَـدِّماً
أَتــــمَّ عُلاَهُ أَنَّــــهُ مُتــــأَخِّرُ
إِذَا عَـاقَهُمْ عَنْ شُكْرِكَ اليَوْمَ عائِقٌ
وَتَـدرِيهِ فَالأَعْقَـابُ لِلْفَضـْلِ تَشـْكُرُ
لَقَدْ بِتَّ مِنْهُمْ فِي المقَامِ الَّذِي بِهِ
إِذَا ذُكِـرَ الأَفْذاذُ فِي الخَلْقِ تُذْكَرُ
أَلاَ فِـي سـَبِيلِ اللّـهِ حِكْمَتُكَ الَّتي
جَلاَهَـا هِلاَلٌ مَـالِيءُ الكَـوْنِ مُقَمِـرُ
وجِـدٌّ بِـهِ رُضـْتَ الصـِّعَابَ فَمَا كبَا
إِلــى أَنْ دَهَــاهُ جَـدُّكَ المُتعَثِّـرُ
وآدَابُ نفــسٍ لــوْ تـوَزَّعَ حسـْنُهَا
عَـرَاءٌ لأَضـْحَى وَهْـوَ كـالرَّوْضِ مُزهِرُ
وَأَخْلاَقُ إِحْســـَانٍ وَعفْـــوٍ وَرِقَّــةٍ
رَوَائِعُ يُخْفِيهــا اتّضــاعٌ وَتظهَـرُ
وأَشـْتَاتُ تخِريـجٍ تُحَارُ بِهَا النُّهَى
وَآيــاتُ تدْبِيــجٍ تَــرُوعُ وتَبْهَـرُ
عَليْـكَ سـَلاَمُ اللّـهِ قَـدْ بِتَّ هَانِئاً
وَأَكْبَادُنــا مِــنْ حَســْرَةٍ تَتَسـَعَّرُ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.