
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَعَوْتُـــكَ أَسْتَشــْفِي إِلَيْــكَ فَــوَافنِي
عَلَـى غَيْـرِ عِلْـمٍ مِنْـكَ أَنَّـكَ لِـي آسـِي
فَــإِنْ تَرَنِــي وَالحُـزْنُ مِلْـءُ جَـوانِحِي
أُدَارِيــهِ فَلْيَغْــرُرْك بِشـْرِى وَإِينَاسـِي
وَكَــمْ فِـي فُـؤَادِي مِـنْ جِـراحٍ ثَخِينَـةٍ
يُحَجِّبُهَــا بُــرْدَايَ عَـنْ أَعْيُـنِ النَّـاسِ
إِلــى عَيْـنِ شـَمْسٍ قـدْ لَجَـأْتُ وَحَـاجَتِي
طَلاَقَـــةُ جَــوٍّ لَــمْ يُــدَنَّسْ بِأَرْجَــاسِ
أُســـَرِّي هُمُــومِي بِــانْفِرَادِي آمِنــاً
مَكَايِــــدَ وَاشٍ أَوْ نمَـــائِمَ دَســـَّاسِ
يَخَــالُونَ أَنِّــي فِــي مَتـاعٍ حِيَالَهَـا
وَأَيُّ مَتَـــاعٍ فِـــي جِــوَارٍ لِــدِيمَاسِ
أَرَى رَوْضــَةً لكِنْهَــا رَوْضــَةُ الــرَّدَى
وَأُصـْغِي وَمَـا فِـي مَسـْمَعِي غيْـرُ وَسْوَاسِ
وَأَنْظُــرُ مَــنْ حَــوْلِي مُشــَاةً وَرُكَّبـاً
عَلَــى مُزْجَيَــاتٍ مِــنْ دُخَـانٍ وَأَفْـرَاسِ
كَــأَنِّيَ فِــي رُؤيْـا يَـزُفُّ الأَسـَى بِهَـا
طَــوَائِفَ جِــنّ فِــي مَــوَاكِبِ أَعْــرَاسِ
وَمَـا عَيْـنُ شـَمْسٍ غَيْرُ مَا ارْتَجَلَ النُّهَى
بِقَفْــرِ جَــدِيبٍ مِــنْ مَبَــانٍ وَأَغْـرَاسِ
بَنَوْهَــا فَأَعْلوْهَـا وَمَـا هُـوَ غَيْـرَ أَنْ
جَــرَتْ أَحْــرُفٌ مَرْســُومةٌ فَـوْقَ قِرْطـاسِ
بَـــدَتْ إِرَمْ ذَاتُ الْعِمَـــادِ كأَنَّهَـــا
مِـنَ الْقـاعِ شـَدَّتْهَا النُّجُـومُ بِـأَمْرَاسِ
كَفَتْهَـــا لَيَـــالٍ نـــزْرَةٌ فَتَجَــدَّدَتْ
ثـــوَابِتَ أَرْكَـــانٍ رَوَاســـِخَ آســَاسِ
وَغَـالَطَ فِيهَـا الْبَعـثُ مَا خَالط الْحِلَى
بِهَــا مِــنْ ضــرُوبٍ مُحْـدَثَاتٍ وَأَجْنَـاسِ
هُنَــاكَ أُبِيــحُ الشـَّجْوَ نَفْسـاً مَنِيعَـةً
عَلَى الضَّيْمِ مَهْمَا يَفْلُلِ الضَّيْمُ مِنْ بَاسي
يَمُــرُّ بِــيَ الإخْــوَانُ فِــي خَطَرَاتِهِـمْ
أُولَئِكَ عُـــوَّادِي وَلَيْســـُوا بِجُلاَّســـِي
أَهَـــشُّ إِلَيْهِــمْ مَــا أَهَــشُّ تَلَطُّفــاً
إِذَا لَـمْ أُطِـقْ صـَبْراً فَـأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِي
ذَرُونِـيَ وَانْجُـوا مِـنْ شـَظايَا تُصـِيبُكُمْ
إِذَا لَـمْ أُطِـقْ صـَبْراً فَـأَطْلَقْتُ أَنْفَاسِي
فَــإِنِّي عَلَـى مَـا نَـالَنِي مِـنْ مَسـَاءَةٍ
لأَرْحَــمُ صــَحْبِي أَنْ يُلِــمَّ بِهِـمْ بَاسـِي
ذَرُونِــيَ لاَ يَمْلِــكْ وَجِيفِــي قُلُــوبَكُمْ
إِذَا مَـرَّ ذَاكَ الطَّيْـفُ وَادَّكَـرَ النَّاسـِي
فَتَــاللهِ لَـوْلاَ ذَلِـكَ الطَّيِـفُ وَالهَـوَى
لَـهُ مُسـْعِدٌ لَـمْ يَمْلِـكِ الـدَّهْرُ إِتْعَاسِي
ذَرُونِــي أُحْــسُ الخَمْــرَ غَيْــرَ مُنَفَّـرٍ
عَـنِ الْوِرْدِ مِنْهَا نِفْرَةَ الطَّائِرِ الحَاسِي
فرُبَّــتَ كَــاسٍ عَــنْ شــِفَاهِي رَدَدتُهَـا
وَقَـدْ قَتـلَ الـدَّمْعُ السـَّلاَفَةَ فِي الْكاسِ
ذَرُونِــي أُنكَّــسْ هَــامَتِي غَيْــرَ مُتَّـقٍ
مَلاَمَـــــة رُوَّادٍ وَشــــُبْهَةَ جُــــوَّاسِ
فبِــي حُــرَّةٌ بِكْــرٌ ضــُلُوعِي سـِيَاجُهَا
أَرَاشَ عَلَيْهَـــا ســَهْمَهُ مُعْتَــدٍ قَــاسِ
أُعِيــدُ إِلَيْهــا كُــلَّ حِيــنٍ نَـوَاظِرِي
وَأُخْفِـضُ مِـنْ عَطْـفٍ عَلَـى جُرْحِهَـا رَاسـِي
يَكَــادُ يَبُــث المَجْــدُ مَــا لاَ أَبُثـهُ
مِـنَ السـَّقْمِ العَـوَّادِ وَالسـَّأَمِ الرَّاسِي
أَنَــا الأَلَـمْ السـَّاجِي لِبُعْـدِ مَزافِـرِي
أَنـا الأَمَـلُ الـدَّاجِيَ وَلَمْ يَخْبُ نِبْرَاسِي
أَنَـا الأَسـَدُ الْبَـاكِي أَنَـا جَبَـلُ الأَسَى
أَنـا الرَّمْـسُ يَمْشـِي دَامِياً فَوْقَ أَرْمَاسِ
فَيَـا مُنْتَهَـى حُبِّـي إِلـى مُنْتَهَى المُنَى
وَنعْمَــةَ فِكْــرِي فَـوْقَ شـِقْوَةِ إِحْسَاسـِي
دَعَوْتُـــك أَسْتَشــْفِي إِلَيْــكَ فَــوَافِنِي
عَلَـى غَيْـرِ عِلْـمٍ مِنْـكَ أَنَّـكَ لِـي آسـِي
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.