
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَكَانُــكَ لاَ يَخْلُــو إِذَا غَيْــرُهُ خَلاَ
وَمـا أَنْـت مَـنْ يُسْلَى إِذَا صَاحِبٌ سَلاَ
جَفَــاءٍ لِــدَارٍ لَـم تُبَلَّغْـكَ مأْرَبـاً
وقرْبــاً لِـدَارٍ بِلَّغَتْـكَ ذرى العُلَـى
تَمتَّــع بِنَــوْمٍ لَــمْ تُمَتَّـعْ بِمِثْلِـهِ
وَأَخْـلِ فُـؤَاداً طَالَمَـا بَـاتَ مُشـْغَلاَ
لَقَــدْ نُهِكَـتْ تِلْـكَ القُـوَى فَتَحَلَّلَـتْ
وَكُـــلُّ جَمِيـــعٍ بَـــائِدٌ إِنْ تَحَلَّلاَ
فَلاَ الحِلْـمُ فَيَّـاضٌ كَمَـا كَـانَ آخِـراً
وَلاَ العَــزْمُ نَهَّـاضٌ كَمَـا كَـانَ أَوَّلاَ
وَلاَ شـِعْرَ بَعْـدَ اليَـوْمِ صـَافٍ بَيَـانُهُ
يُعِيـدُ لَنَـا أَخْفَـى المَعَـانِي مُمَثَّلاَ
وَلاَ نَثْـرَ بَعْـدَ اليَـوْمِ عَـذْبٌ مَسـاغُهُ
سـَلِيمٌ مِـنَ العِلاَّتِ غَـانٍ عَـنِ الحِلَـى
ولاَ فِكْــــرةٌ نَقَّــــادة وَمَهَـــارَةٌ
حِسـَابِيَّةٌ تعْتَـدٌّ فِـي الرَّيْـبِ فَيْصـلاَ
ولاَ خُلُــــقٌ رَاضٍ نَقِــــيٌّ كَــــأَنَّهُ
عَلَـى كُـلِّ حَـالٍ طَـاهِرُ الماءِ سلسَلاَ
هِـيَ القِصـةُ الكُبْـرى شَجانَا خِتَامُهَا
وَلَــمْ يَكـنِ المَوْضـوعُ فِيهـا تخَيلاَ
فَتًـى لَقِـيَ الـدُّنيا عبُوسـاً بِـوجْهِهِ
فَأضـــحَكَ مِنهــا عزمَــهُ وَتَــوَكَّلاَ
إِذَا أَحرَجَتْــهُ فِــي الشــَّآمِ فَـإِنَّهُ
لَيعتَــاضُ مِنهـا بِالكِنَانَـةٍ مـوثِلاَ
يُصــَرِّفُ فِــي شــَتَّى الأمُـورِ ذَكـاءَهُ
وَيســتَنْزِلُ الــرزقَ العَصـِيَّ مُـذَلَّلاَ
وَيَبْنِــي لــهُ مجْـداً ويُضـْحِي بِجِـدِّهِ
مِـنَ النفر الأَعِلينِ في الشَّرْقِ منزِلاَ
فَتَأْخــذُهُ الــدُّنْيَا بِأَسـْبابِ فَضـْلِهِ
وترْمِيـهِ مِـنْ حَيْـثُ اتَّقَاهَـا لِتَقْتُلا
فَمَـا هُـوَ إِلاَّ وَالمُنَـى قَـدْ غَـدتْ لَهُ
ضــَنىً وَخلُـودُ الصـِّيْتِ موْتـاً مُعجَّلاَ
بِوَشــْك كَهـذَا الوشـْكِ مَـرَّتْ حَيـاتُهُ
وَمــا ينْقَضـِي عُمـرٌ بِـأَنْكَى وأَجمَلاَ
أَلاَ يَــا أَخِـي إِنـي لأَرثِيـكَ باكِيـاً
حزِيناُ عَلَى العَهدِ الكَرِيمِ الَّذِي خَلاَ
بِصــَوْتٍ إِذَا بَحَّتْــهُ غَاشــِيَةُ الأَسـى
فَـذِكْراكَ تَجْلـوهُ عَلَـى مَسـْمَعِ المَلاَ
تَــوَاطَنْ قرِيــراً حيْـثُ بِـت مُنَعَّمـاً
وَدعْ مُبْتَلـىً فِي النَّاسِ يَرثِيِ لِمُبتَلَى
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.