
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بُلِّغْــتُ مِــنْ عَيْشــِي أَعَــزَّ مَـرَامِ
وَحَلَــتْ لِــيَ اليَقَظَــاتُ كَــالأَحْلامِ
يَـا غِبْطَـتي دُومِـي فَمَـا تَعْدُوكَ لِي
أُمْنِيَّــــةٌ أَنْ تَســـْمَحِي بِـــدَوَامِ
فِــي كُــلِّ مَطْلَــعِ كَـوْكَبٍ وَمَغِيبِـهِ
ذِكْــرَى تُجَــدِّدُ لِـي عُهُـودَ غَرَامِـي
مَـا عِشـتُ لا أَسـْلُو صـِبَايَ وَمَرْبَعـاً
مِنْــهُ دَرَجْــتُ وَفِيـهِ طَـابَ مُقَـامِي
وَمُحَبَّبَــاتٍ مِــنْ بَنَــاتِ قَبِيلَتِــي
خَفِــــرَاتِ إِيمـــاءٍ فِصـــَاحَ كَلامِ
مِــنْ كُـلِّ غَانِيَـةٍ بَغَالِيَـةِ الحِلَـى
فِــي النَّفْـسِ عَمَّـا يُقْتَنَـى بِحُطَـامِ
بَدَوِيَّــــةٍ خَلاَّبَــــةٍ بِجَمَالِهَــــا
قُرِنَــتْ حَصــَانَتُهَا إِلَــى الإِقْـدَامِ
تَغْـدُو عَلَى الرِّزْقِ العَسِيرِ فَمَا تَنِي
مَجْهُـــودَةً وَتَعُـــودُ فِـــي الإِظْلامِ
وَعَلَـى القَـذَى فِي عَيْشِهَا تَزْكُو بِهَا
شــِيَمٌ كَــوَرْدِ الدِّمْنَــةِ البَســَّامِ
إِذْ كُنــتُ أَشــْهَدُ وِرْدَهُــنَّ وَرُبَّمَـا
جَــــارَيْتُهُنَّ وَلَـــمْ أعُـــجْ بِمَلامِ
أَوْ كُنـتُ أَشـْهَدُ لَهْـوَهُنَّ وَهَـلْ يُـرَى
غَيْـــرُ العَفَـــافِ مَلاهِـــيَ الآرَامِ
وَإِذَا الرِّجَالُ القَافِلُونَ قَدِ التَقَوْا
نَـــادِينَ بَيْــنَ مَضــارِبٍ وَخِيَــامِ
يَتَحَـدَّثُونَ بِمَـا أَتَـوْا أَوْ مَا وَعَوْا
مِــنْ كُـلِّ أَمْـرٍ فِـي الامـور جُسـَامِ
ويَقِــلُّ أَنْ يَتَنَــدَّرُوا بَعَظِيـمِ مَـا
يَلْقَـــوْنَ مِـــنْ كُــرَبٍ وَمِــنْ ألامِ
هَـذِي الفَيَـافِي كُـنَّ مُلكـاً هَامِـداً
أَحْيَـــوْهُ بِالأَوْســـَاقِ وَالأَنْعَـــامِ
قَـوْمِي السـَّرَاةُ البَاسـِلُونَ وَوَالِدِي
فِيهِــمْ وَلِــيُّ الــرَّأْيِ وَالأَحْكَــامِ
سـَبَّاقُ غَايَـاتٍ إِلَـى العُمْـرَانِ قَـدْ
شــَمِلَ المَـزَارِعَ مُلْكُـهُ المُتَرَامِـي
شـَادَ البِنَـاءَ الفَخْـمَ بَيَـنَ حَدَائِقٍ
غَنَّــاءَ يُرْوِيهـا العَقِيـقُ الطَّـامِي
يَــا حَبَّــذَا غِيطَانُهَــا وَمَشــَارِفٌ
مِنْهَـا عَلَـى القُطْـنِ الجَنِيِّ النَّامِي
تَزْهُـــو دَرَارِئُهُ عَلَـــى عَــذَبَاتِهِ
حِينــاً وَتَنْطِـفُ بِالنُّضـَارِ الهَـامِي
مَـا كُنـتُ أَسـْلُو العَيْشَ بَيْنَ كَرَائِمٍ
فِـي الحَـيِّ مِـنْ أَهْلِـي وَبَيْـنَ كِرَامِ
لَـوْ لَـمْ يَزِدْنِـي اللـهُ مِنْ إِنْعَامِهِ
فَــوْقَ الَّــذِي أمَّلْــتُ مِـنْ إِنْعَـامِ
يَمَّمْـتُ فِيهَـا البِئْرَ وَالأَتْـرَابُ قَـدْ
نُثِــرَتْ حَوَالَيْهَــا بِغَيْــرِ نِظَــامِ
وَرَدَتْ وَآبَــــتْ بِـــالجِرَارِ مَلِيئَةً
ثيوشــِكْنَ أَنْ يَقْطُـرْنَ فَـوْقَ الهَـامِ
فَـــإِذَا كَمِــيٌّ لاحَ لِــي مُتَــرَجِّلاً
وَأُوَامُـــهُ بَــادٍ فَهَــاجَ أُوَامِــي
لاحَظْتُـــهُ لِلمَــرةِ الأُولَــى فَمَــا
لاحَظْــتُ مِنْــهُ غَيْــرَ بَــدْرِ تَمَـامِ
وَســَقَيْتُهُ وَســَقَيْتُ مِنْــهُ نَــاظِرِي
حَتَّـــى تَمَلَّيْنَـــا وَكُـــلُّ ظَــامِي
مَــا خِلْـتُ رُؤْيَتَـهُ بِبَهْجَتِهَـا سـِوَى
رُؤْيَـا بَـدَتْ لِـي فِـي لَذِيـذِ مَنَـامِ
أأَلْـوَى يُسـَائِلُ مَـنْ أَبِي وَيُطِيلُ فِي
مَـا شـَاءَ عَـنْ أَهْلِـي مِـنَ اسْتِفْهَامِ
يَبْغِـي التَّبَسـُّطَ فِي الحَدِيثِ وَمَا بِهِ
أَنْســـَابُ أَخْـــوَالِي وَلا أَعْمَــامِي
ثُـمَّ انْثَنَـى وَبِمُهْجَتِـي فِـي لَيْلَتِـي
مَــا لَــمْ أَذُقْ مِــنْ لاعِـجٍ وَضـِرَامِ
وَلَّـى وَفِـي الغَدِ عَادَ يَعْتَامُ الحِمَى
أَكْــرِمْ بِــهِ مِــنْ عَــائِدٍ مُعْتَـامِ
يَسـْعَى عَلَـى هَـدْيِ الهَـوَى مُتَسـَلِّلاً
وَاللــهُ يَعْلَــمُ مَـا سـَعى لِحَـرَامِ
مَـــا زَالَ يَرْقُبُنِــي وَيَمْلأُ ســَمْعَهُ
مِمَّــا أَثَـارَ الوَجْـدَ مِـنْ أَنْغَـامِي
حَتَّــى الْتَفَـتُّ وَلَـمْ يَرِبْنِـي أَمْـرُهُ
فَـإِذَا فَتَـى الأمـسِ النَّبِيـلِ أَمَامِي
أنَســْتُ فِـي حَسـَنِ المَحَاسـِنَ كُلَّهَـا
وَعَــدَدْتُ فِــي أَعْــوَامِهِ أَعْــوَامِي
وَمُـذِ التَقَيْنَـا بَـاحَ لِـي بِهُيَـامِهِ
وَكَتَمْــتُ ســِرِّي فَاسْتَشــَفَّ هُيــامِي
هِــيَ سـَاعَةٌ كَشـَفَ الرَّجَـاءُ ظَلامَهَـا
عَــنْ مُقْلَتِــي بِالطَّـالِعِ المُسـْتَامِ
يَـا طِيبَهَـا لَـوْ لَـمْ يُفاجِئُنِي بِهَا
عُمَـــرٌ بِلَحْـــظٍ مُرْســـَلٍ كَســِهَامِ
عُمَــرٌ مَعَـاذَ اللـهِ أَنْ أَرْضـَى بِـهِ
بَعْلاً وَمَــا أَرْضــَاهُ فِــي خُــدَّامِي
أَأَبيـعُ خَيْـرَ فَـتىً بِشـَرِّ فَـتىً وَفِي
خَلِقِــي وَفِـي خُلُقِـي إِبَـاءُ الـذَّامِ
حَمْـداً لِمَـنْ بِهَـوَى حَبِيبِـي قَدْ قَضَى
وَطَـرِي وَأَعْلَـى فِـي النِّسـَاءِ مَقَامِي
عُمْــرٌ جَدِيـدٌ بِـالقِرَانِ صـَفَا لَنَـا
لا كَــــدَّرَتْهُ طَــــوَارِئُ الأيَّـــامِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.