
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نِهَايَـةُ الفَخْـرِ لِـي فِي هَذَا الكَلِمِ
تَعْرِيـفُ حَـافِظَ إِبْرَاهِيـمَ مِـنْ أَمَـمِ
أَقُـولُ مِـنْ أَمَـمٍ إِذْ لَيْـسَ فِـي بَلَدٍ
فِي الشَّرْقِ يَجْهَلُ اسْمَ الشَّاعِرِ العَلَمِ
وَلَــمْ يُطَــالِعْ وَيَسـْتَظْهِرْ رَوَائِعَـهُ
مَــا بَيْـنَ مُنْتَثِـرٍ مِنْهَـا وَمُنْتَظِـمِ
فَهَـلْ أَزِيـدُ الأُولَى لَمْ يَعْرِفُوهُ سِوَى
أَدَاءِ رَسـْمٍ لَـدَى التَّعْرِيـفِ مُلْـتزَمِ
هَـذَا فَتَى الدَّهْرِ زَانَ النُّبْلُ طَلْعَتَهُ
وَإِنْ يَكُــنْ بِجَمَــالٍ غَيــرَ مُتَّســِمِ
إِذَا تَجَلَّــى لَـكَ الإِلْهَـامُ مُزْدَهِـراً
فِـي مُقْلَتَيْـهِ فَلا تَنْظَـرْ إِلَـى الأَدَمِ
وَإِنْ تَبَيَّنْـــتَ مِنْــهُ هَيْكَلاً تَعِبــاً
بِــوِقْرِهِ فَهْــوَ فِــي آنٍ خَفِيـفُ دَمِ
دَعِ الهَيُـولَى وَحَـيِّ الـروحَ فِي رَجُلٍ
مِـنْ أَشـْرَفِ الْخَلْـقِ بِالأَخْلاقِ وَالشِّيَمِ
نحَــارُ فِيــهِ فَمَـا تَـدْرِي تَفَـردَهُ
أَبِـالقَوَافِي وَإِنْ راعَـتْ أَمِ الْهِمَـمُ
لاحَــتْ مَنَــاقِبُهُ الغَــرَّاءُ سـَاطِعَةً
لِلْمُبْصـِرِينَ سـُطُوعَ الشهْبِ فِي الظُّلَمِ
أَجْلَلَتُمُـــوهُ وَأَوْلاكُـــمْ تَجِلَّتَـــهُ
مُجَــاهِراً غَيْــرَ ضــَنَّانٍ وَلا بَــرِمِ
وَلَـمْ يَزَلْ خَيْرَ مَنْ صَانَ الجِوَارَ وَمَنْ
رَعَـى الخَلِيـقَ بِأَنْ يُرْعَى مِنَ الْحُرَمِ
بِرَغْمِــهِ أَنَّ عَيْــنَ الشـَّرْقَ نَائِمَـةٌ
عَـنِ المَعَـالِي وَعَيْنُ الْغَرْبِ لم تَنَمِ
إِنْ شـَامَ مِـنْ جَـانِبٍ فِينَا سَنَى أَمَلٍ
حَيَّـى الرَّجَـاءِ بِـدَمْعٍ غَيْـرَ مُكْتَتَـمِ
وَإِنْ دَعَتْـــهُ إِلَـــى ذَوْدِ حَمِيَّتُــهُ
رَاعَ العُـدَاةَ بِمِثْلِ الزَّأْرِ فِي الأَجَمِ
مَــا شـِعْرُ حَـافِظَ إِلاَّ صـُورَةٌ مَثَلَـتْ
لِلنَّيْـلِ فَـاضَ بِـأَلْوَانٍ مِـنَ النِّعَـمِ
وَلَيْــسَ إِلاَّ صــَدَى الأَطْيَـارِ مَـالِئَةً
جَنَّـاتِ مِصـْرَ بشـمَا يُشْجِي مِنَ النَّغَمِ
شــِعْرٌ كَــأَنَّ شـُعُورَ الْقَـوْمِ قَـدَّرَهُ
فَلاحَ مَظْنُـــونُهُ فِيـــهِ كَمُرْتَســـَمِ
تَـــرَاهُ أَصـــْدَقَ مِـــرْآةٍ لأُمَّتِــهِ
إِنْ شـَفَّ عَـنْ أَمَـلٍ أَوْ شـَفَّ عَـنْ أَلَمِ
يُلْقِيــهِ لَحْنـاً بِلا لَحْـنٍ فَيُطْرِبُهَـا
وَيُبْـدِعُ الـوَهْمَ لا يَلْتَـاثُ بِـالْوَهْمِ
لَــوْ كُنْــتَ شـَاهِدَهُ أَيَّـامَ يُنْشـِدُهُ
وَقَـدْ عَلا مِنْبَـراً فِي المَشْهَدِ الْعَمَمِ
عَلِمْـتَ مَا نَشْوَةُ الرَّاحِ الْعَتِيقِ فَلَمْ
تَكَـدْ تُفَـرِّقُ بَيْـنَ الْحِلْـمِ وَاللَّمَـمِ
فـــإِنْ تَرَســَّلَ جَــادَتْهُ قَرِيحَتُــهُ
بِأَحْسـَنِ القَـوْلِ مِـنْ جَـزْلٍ وَمُنْسـَجِمِ
وَطَـاوَعَتْهُ المَعَـانِي فَهْـيَ فِـي يَدِهِ
مِلْـــكٌ يُصــَرِّفُهُ تَصــْرِيفَ مُحْتَكِــمِ
نَثْــرٌ فُنُـونُ الْحِلَـى فِيـهِ مُوَزَّعَـةٌ
بَيْــنَ المَشــَاهِدِ وَالآرَاءِ وَالْحِكَـمِ
زَاهٍ بِأَفْصـــَحِ تَعْبِيـــرٍ وَأَبْلَغِــهِ
سـَهْلُ الأَدَاةِ سـَلِيمُ اللَّفْـظِ مِنَّ سَقَمِ
لَكِــنَّ حَــافِظَ إِبْرَاهِيــمَ أُنْـذِرُكُمْ
لَــهُ جَـوَانِبُهُ الأُخْـرَى مِـنَ الْعِظَـمِ
عَـوَّذْتَ بِاللهِ مِنْ غَرْثَى الْعُيُونِ أَخاً
يَعْـــدُو الأَنَاقَــةَ إِلَــى النَّهَــمِ
عِشـْنَا رَفِيقَيْ صِبَا فِي مِصْرَ وَاشْتَهَرَتْ
دَهْــراً وَقائِعُنَـا فِـي كُـلِّ مُؤتَـدَمِ
فَالعِقْـدُ مِـنْ ثُلْـثِ قَرْنٍ غَيْرُ مُنْتَثِرٍ
وَالسـِّمْطُ شـِبْهُ سـِمَاطٍ غَيْـرُ مُنْفَصـِمِ
وَقَــدْ رَأَى مِـنْ بَلائِي فِـي وَلائِمِهَـا
بَلاءَ حُــرٍّ جَمِيــلِ الظَّــنِّ بِـالكَرَمِ
إِلَـى البُيُوتَـاتِ فِي الأَطْرَافِ مُخْتَلِفٍ
وَلِلْمَحَاشــِدِ فِــي الْحَـارِثِ مُقْتَحِـمِ
يَغْشـَى مَآدِبَهَـا اسـْتَوْفَتْ أَطَايِبَهَـا
وَاســْتَكْمَلَتْ أَدَبَ السـَّدَاتِ وَالْخَـدَمِ
فَـــأَحْنَقَتْهُ مُبَـــارَاتِي وَلا جَــرَمٌ
وَلَيْـسَ فِـي حَنَـقِ المَوْتُـورِ مِنْ جُرُمِ
فَجَـاءَكُمْ وَعَلَـى مَـا فِيـهِ مِـنْ مِقَةٍ
يُبْـدِي نَوَاجِـذَ رَابِـي الضِّغْنِ مُنْتَقِمِ
فَــأَطْعِمُوهُ وَأَوْفُـوا دَيْـنَ صـَاحِبِكُمْ
وَلا تُرِيحُـوهُ فِـي يَـوْمٍ مِـنَ التُّخَـمِ
وَأَرْخِصـُوا قِيـمَ الطَّهْـيِ النَّفِيسِ لَهُ
فَــرُبَّ غَــارِمِ شــَيْءٍ جِــدُّ مُغَتَنِـمِ
أَدْنَـى أَحَـادِيثِهِ لَـوْ رُوجِحَـتْ رَجَحَتْ
أَغْلَـى النَّفَـائِسِ بِالأَقْـدَارِ وَالقِيَمِ
وَكَـمْ لَـهُ نُكْتَـةٌ تَسْبِي الْعُقُولَ إذَا
جَــرَى بِهَــا مِرْقَـمٌ أَوْ رُدِّدَتْ بِفَـمِ
يَـا أَهْـلَ لُبْنَـانَ إِنَّ الضَّيْفَ عِنْدَكُمُ
هَدِيَّـةُ اللـهِ فِيمَـا قِيـلَ مِـنْ قِدَمِ
أَعْـزِزْ بِـهِ وَهْوَ مِنْ إِهْدَاءِ مِصْرَ إِلَى
أَبَــرِّ جِيرَتِهَــا بِالْعَهْـدِ وَالـذِّمَمِ
مَـا الأَلمَعِـيُّ الَّـذِي فِيكُـمْ يُمَثِّلُهَا
إِلاَّ مُمَثِّــلَ مَجْــدِ النِّيـلِ وَالهَـرَمِ
أَلَيْــسَ فِيمَـا نَـرَاهُ مِـنْ مَآثِرِهَـا
أَسـْنَى مَفَاخِرِهَـا مَـا خُـطَّ بِـالْقَلَمِ
دَامَــتْ بِغَابِرِهَـا دَامَـتْ بِحَاضـِرِهَا
تَعِــزُّ مَوْفُــورَةَ الإِجْلالِ فِـي الأُمَـمِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.