
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إذَا المَـرْءُ لَـمْ يُنْصـِفْ بِقَـدْرِ جِهَـادِهِ
فَــإِنَّ لَــهُ فَضــْلاً بِقَــدْرِ اجْتِهَــادِهِ
تَــوَخَّ عَظِيمَـاتِ المُنَـى وَانْـحُ نَحْوَهَـا
بِــرَأْيٍ يُضــِيءُ الــدَّهْرَ وَرْيُ زِنَــادِهِ
وَثَـابِرْ تُصـِبْ فَـوْزاً فَمَا الفَوْزُ لِلْفَتَى
بِإِسـْرَافِهِ فِـي الجُهْـدِ بَـلْ بِاقْتِصـَادِهِ
بِنَــا حَاجَـةُ النَّسـْرِ المَهِيـضِ جَنَـاحُهُ
إِلَــى جَــوِّهِ العَــالِي وَرَحْـبِ مَـرَادِهِ
أَيَرْقَــى إِلَــى أَوْجِ الكَمَــالِ مُصــَعِّدٌ
وَيَعْـــدُونه دُونَ الأَوْجِ نُقْصـــَانُ زَادِهِ
يُقَـالُ الرِّضـَى بَعْـضُ الغِنَـى قُلْـتُ كُلُّهُ
وَلَكِـــنْ لِجِســْمِ المَــرْءِ لا لِفُــؤَادِهِ
نَفَيْنَـا مِـنَ الأَنْغَـامِ مَـا لَيْـسَ مُفْضِياً
إِلَــى ذُلِّ مَــنْ يَهْــوَى وَمَنْـحِ قِيَـادِهِ
جَعَلْنَــا جَمِيــعَ اللَّحْـنِ شـَجْواً وَأَنَّـهُ
لِـــدَلِّ حَبِيـــبٍ مُعْـــرِضٍ أَوْ عِنَــادِهِ
وَلا عِيـــدَ إِلاَّ لِلأَســَى فِــي قُلُوبِنَــا
أَمَــا مَلَّــهُ قَلْــبٌ لِفَــرْطِ اعْتِيَـادِهِ
ســُكَارَى يَكَـادُ الصـَّوْتُ يُـوقِرُ هَامَنَـا
إذَا مَــا عَلا رُتْبَــةٍ فِــي انْطِيــادِهِ
ألا طَــرَبٌ يَــا قُـوْمُ فِـي جَـأْرِ مُغْضـَبٍ
لأُمَّتِــــــهِ أَوْ عِرْضــــــِهِ أَوْ وِدَادِهِ
ألا طَـــرَبٌ وَالجَيْــشُ يَحْــدُوهُ مِعْــزَفٌ
شـَدِيدُ الـوَغَى يُـورِي اللَّظَى فِي جَمَادِهِ
ألا طَـــرَبٌ وَالبَحْـــرُ فِــي ثَــوَرَانِهِ
يُصــــَوِّرُ إِيقَــــاعٌ جَلالَ امْتِـــدَادِهِ
ألا طَـــرَبٌ وَالنَّهْــرُ تَهْــوِي ســُيُولُهُ
إِلَــــى قَـــاعِهِ مُصـــْطَكَّةً بِصـــِلادِهِ
ألا طَـــرَبٌ فِــي مَــا يُــرَدِّدُ حَــانِقٌ
مِــنَ الأُســْدِ فِـي أَطْـوَادِهِ أَوْ مِهَـادِهِ
ألا طَــرَبٌ وَالقَفْــرُ كَــالقَبْرُ ســَاكِنٌ
لِنَـــاءٍ شـــَجَتْهُ حَمْحَمَـــاتُ جَــوَادِهِ
أَلا يَـــوْمَ مَشــْهُودٌ أَلا فَــوْزَ حَافِــلٌ
أَلا رَهْـــطَ يَعْلُــو صــَوْتُهُ بِاتِّحَــادِهِ
أَمَــا لِلفَتَــى قُــوْلٌ كَبِيــرٌ لِنِــدِّهِ
وَلا صـــَيْحَةٌ فِــي فَخْــرِهِ وَاعْتِــدَادِهِ
أَلا رَعْـــدَ هَـــدَّادٌ أَلا بَــرْقَ خَــاطِفٌ
أَلا عَـارِضٌ تَجْـرِي الرُّبَـى فِـي اشْتِدَادِهِ
أَلا نَغَــــمٌ إِلاَّ إذَا حَيَّـــتْ الصـــَّبَا
غَرِيــبَ حِمــىً طَــالَتْ لَيَـالِي بِعَـادِهِ
نَصـــُوغُ أَقَـــلَّ اللَّحْــنِ دُونَ أَجَلِّــهِ
وَنَهْـوَى انْتِقَـاضَ الفَـنِّ دُونَ ازْدِيَـادِهِ
وَلا وَصــــْفَ إِلاَّ أَنْ يُمَثِّــــلَ حَالَـــةً
مِـنَ النَّفْـسِ لَـمْ تَبْلُـغْ بَدِيهَـةَ بَـادِهِ
لَهَــا لَمَعَــانُ النَّصـْلِ بَيْـنَ اسـْتِلالِهِ
إِلَـى وَشـْكِ أَنْ يَعْـرَى وَبَيْـنَ اغْتِمَـادِهِ
نُحِـــبُّ مِـــنَ الإِنْشــَادِ كُــلَّ مُكَــرَّرٍ
بِلَحْــنٍ جُمُــودُ الفِكْـرِ مِـنْ مُسـْتَفَادِهِ
وَتَنْبُــو بِنَــا الآذَانُ عَــنْ مُســْتَجَدِّهِ
فَكُــلُّ عَتِيــقٍ فَهْــوَ مِــنْ مُســْتَجَادِهِ
وَمَهْمَــا يُعَـدْ فِـي صـَيْغَةٍ بَعْـدَ صـِيغَةٍ
مُقَارِبَــةٍ لَــمْ نَشــْكُ مِــنْ مُسـْتَعَادِهِ
بِنَــا حَاجَـةُ النَّسـْرِ المَهِيـضِ جَنَـاحُهُ
إِلَــى جَــوِّهِ العَــالِي وَرَحْـبِ مَـرَادِهِ
أَيَرْقَــى إِلَــى أَوْجِ الكَمَــالِ مُصــَعِّدٌ
وَيعْــــدُوهُ دُونَ الأَوْجِ نُقْصـــَانُ زَادِهِ
بَنِـــي وَطَنِــي إِنْ نَلْتَمِــسْ لِرُقِيِّنَــا
عَتَــاداً فَهَــذَا الفَــنُّ بَعْـضُ عَتَـادِهِ
إِذَا نَحْــنُ أَحْكَمْنَــاهُ أَعْلَـى هُمُومَنَـا
وَأَنْجَى سَوَاداً هَالِكاً وَالمُنَى وَالمَشَادِهِ
مَتَـى يَغْـدُ مِنَّـا الجَيْشُ يَسْتَقْبِلُ الرَّدَى
وَيَســــْمَعُ مَســــْرُوراً نَشـــِيدَ بِلادِهِ
خليل بن عبده بن يوسف مطران.شاعر، غواص على المعاني، من كبار الكتاب، له اشتغال بالتاريخ والترجمة.ولد في بعلبك (بلبنان) وتعلم بالمدرسة البطريركية ببيروت، وسكن مصر، فتولى تحرير جريدة الأهرام بضع سنين.ثم أنشأ "المجلة المصرية" وبعدها جريدة الجوائب المصرية يومية ناصر بها مصطفى كامل باشا في حركته الوطنية واستمرّت أربع سنين.وترجم عدة كتب ولقب بشاعر القطرين، وكان يشبّه بالأخطل، بين حافظ وشوقي.وشبهه المنفلوطي بابن الرومي في تقديمه العتابة بالمعاني وبالألفاظ كان غزير العلم بالأدبين الفرنسي والعربي، رقيق الطبع، ودوداً، مسالماً له (ديوان شعر - ط) أربعة أجزاء توفي بالقاهرة.