
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نرجـو ونطمـع أن نعطـي مدى العمر
والمـوت يحضـرنا فـي روضـة العصر
لـو كـان يطمـع فـي معشـارنا هرم
ضــاقت مســاجدنا للشـيب والحجـر
سـائل تـرى بلـداً إلا الشـباب بها
حشــو وتعجــب إن لاقيــت ذا كـبر
إنـــي لأعجـــب ممـــن لا يــؤرقه
نـوح النـوائح بيـن الصبح والسحر
يــا مــن يغلـظ للبنيـان طينتـه
أغســل يـديك فقـد نـوديت للسـفر
خــل الـديار وخـل الطيـن يعمـره
مــن سـوف يـتركه للريـح والمطـر
إنــا لنعمــر دنيانــا لنسـكنها
هيهــات لاسـكن فيهـا سـوى الحفـر
كـم قبلنـا أمـم كـانوا أولي لجب
أضــحت مســاكنهم وعظــا لمعتـبر
خلــواً معطلـة الأقطـار قـد درسـت
لـــولا بقيــة آرام مــن الجــدر
لـم يبلغـوا أملاً فيهـا ولا خرجـوا
إلا وأمثــل مــن فيهـا علـى خطـر
فيهــم وهــم وبهـم وعـظ وتـذكرة
إِي والمعظــم هــم وعــظ لمــذكر
هـذا الزمـان زمـان حيـث ما نظرت
عيــن بــه وقعـت منـه علـى عـبر
قـل للغريـر الـذي أبـدا نواجـده
ضـحكاً سيبسـم يـوم الفصـل عن كشر
يـوم التغـابن لا تـدري تسـاق إِذا
سـيق الـورى زمـراً فـي أية الزمر
تعصـي الإلـه وترجو الفوز منه غداً
تشــكلك أمــك مـن يرمـي بلا وتـر
مـن خـاف أدلـج إِن الخـائفين لهم
فـي الليـل همهمـة بالذكر والسور
نـام الغريـر ولكـن بـات منحـدراً
فـوق المسـاجد دمـع الخائف الحذر
نـام الغريـر وما نام الحسيب وما
نـام القعيد ولا الداعي إِلى النكر
أبـدا الغريـر شـماتاً لامـرئ كثرت
أوصــابه ونســى لوّاحــة البشــر
ليـس الشقاوة ما في الدهر من وصب
إِن الشـقي هـو المنبـوذ فـي سـقر
مــن كـان يسـحب والأمعـاء تتبعـه
بيــن السلاســل والأغلال فــي سـعر
مـن كـان تحـت شـعاب النار تضربه
بنــار فيــض صــديد منتــن قـذر
مـن كـان جثتـه دبـراء قـد نضـجت
بـالجمر وهـو يلقـي الجمر بالدبر
مــن كــان مغترقـاً حمـى تململـه
ينكــب مـن حجـر عمـداً إِلـى حجـر
مـن كـان ديباجتاه النار حين يرى
فـوق الحديـد إِذا قلبـن في الزبر
مـن كـان تنهشـه الحيـاة وهو على
مــا عنــده عطـش غرثـان ذو ضـجر
مـن كـان يأكـل زقومـاً فيصـهر ما
فـي بطنـه قطعـاً في القبل والدبر
مـن كـان مـن قطـران لابسـاً قصـماً
نشـوي الشـوى بصديد الظهر والفقر
مـن كـان أنتـن ريحـاً ريـح جثتـه
شـيباً يـرى كلحـاً فـي أقبح الصور
مـن كـان في غمرات الموت يطلب أن
يقضـى عليـه فمـا ينجـى من الغمر
طــافت بـه ظلـل مـن فوقهـا ظلـل
مــن تحتهــا ظلـل مسـودة القطـر
فــالجمر يرفعــه والقمـع يـدرعه
واللــه يســفعه باللفـح والشـرر
نــار إِذا زفـرت للغيـظ أو شـهقت
صـاح المقيـم بهـا بالويل والثبر
نــار إِذا زجــرت واشـتد زاجرهـا
لـم تبـق باقيـة فيهـا ولـم تـدر
دار مصــائبها مـا أن لهـا أبـداً
حيــن ومـا أن بهـا جـبر لمنكسـر
طـالت بهـا حسـرات الهـالكين بها
دار الهـوان ودار البـؤس والضـرر
قـد يـاس سـاكنها أن لا يـرى فرحاً
بعـد اسـتغاث فلـم يرحـم ولم يجر
ألا يقــال لــه هــذا بمـا كسـبت
أمـس يـداك فـذق وامكـث بهـا وبر
مـا للانـام علـى الرحمـن مـن حجج
بعـد الكتـاب ومـا للنـاس من عذر
إِن الــذي جعــل التقــوى مطيتـه
في الدهر يصبح في الفردوس ذا أثر
يضــحى يعــانق أبكــاراً مســوّرة
بيضــاً كـواعب أترابـاً علـى سـرر
حــوراً نـواعم عينـاً خـرداً عربـاً
يبســمن عـن درر يرمقـن عـن حـور
خمـص الحشـا هيفا ريث الخطا قطفاً
نـواعم الجسم مثل البيض في الخدر
يمشـين فـي ميـل مـا ذاك مـن كسل
إلا لرجرجـــة الأكفــال فــي الأزر
يسـحبن بيـن مصـاريع الخيـام معاً
فـي العبقـري ذيـول السندس الزهر
إِن الكــواعب مــا منهــن كاعبـة
إِلاَّ ترقـرق فـي روض القبـا الخضـر
تســقي غضــارتها ريــاً طراوتهـا
مـاء الشباب الذي ما أن يزال طري
بيضـاء ناضـرة بيـن النضـار تضـي
فـي نضـرة نظـرت فـي ناضـر النضر
غــراء زاهــرة زهـراء تقصـر عـن
أشــراقها زهـرات الشـمس والقمـر
نجلاء فــي كحــل كحلاء فــي دعــج
دعجـاء فـي حـور حـوراء فـي فـتر
فرعـاء لـو سـقطت أثوابها اعتقرت
فـي فرعهـا الرجل المغدودر العكر
ترخـي إِذا كشـف المحبـور مقنعهـا
عنـد العتـاق قنـاع الغنج والخفر
فــي جنــة سـطعت أنوارهـا وجـرت
أنهارهــا خلــل الأشـجار والقطـر
فــي جنــة بسـقت حيطانهـا ودنـت
أغصـــانها ذللاً بالظــل والثعــر
فـي جنـة نفحـت بالمسـك بيـن يدي
ريحانهـا ونسـيم الـروح في الشجر
فــي جنــة آمنـت واطمـأنت وسـخت
فيهـا النفـوس مـن الآفـات والغير
طــوبى لسـاكنها إِذ صـار مغتبطـاً
فيهــا بمقعــد صـدق عنـد مقتـدر
طــوبى لسـاكنها إِذ صـار مغتبطـاً
فيهـا بهـا وبمـا فيهـا من الخير
طــوبى لسـاكنها إِذ صـار مغتبطـاً
بالخلــد فـي نعـم تبقـى بلا كـدر
طــوبى لسـاكنها إِذ صـار مغتبطـاً
فــوق الرفـارف ذا ملـك وذا خطـر
طــوبى لسـاكنها طـابت لـه سـكناً
طـوبى لـه ولـه الطـوبى مع البشر
طــوبى لســاكنها طـوبى لقاطنهـا
طــوبى لواطنهــا طوبـاه بـالظفر
فـاز السـعيد بهـا والفـوز نحلته
طاعـات مـن فرض الطاعات في الزبر
والخطـو حيث تداجي القوم في دمها
تحـت الرحا قدماً في المعرك العكر
حيـث أرجحـن سـحاب الحرب وانهمرت
أمطــاره برقــاق الـزرق والبـتر
حيـث اسـتقر وأضـحى بالرجـال على
حـوض المنـون عقـاب الحتف والقدر
ثــم الوســائل إِن القاصـرات إِذا
صـار القنـا حطباً أشرقن في الخمر
ثـم الوسـائل أيـن اليـوم طالبها
أيـن امـرؤ نجـد شـهم الفؤاد جري
لهفـي بمـا علقـت نفسـي بما علقت
لـو مسـعداً يـرد الأهـوال في أثري
مـات الألى النجد الشم الذرى وبقى
مـن ليـس يحسـن حمل البيض والخطر
إنـي لمـن أمـم عـن دينهـم قعدوا
خـوف العصـاة ومـن أمثـالهم لبري
إِنــي لمــن أمــم لا يغضـبون إِذا
مـا حرمـة هتكـت راحـت إِلـى أخـر
أفّ لأهـــل زمـــان يعبــدون بــه
مـن كـان معتـدياً أو ظالمـاً خـتر
أف لأهـــل زمـــان مــا دعــوتهم
للخيـر فابتـدروا إلا إِلـى انتظـر
مـن لـي بمـن نـزع الآجال عن أملي
ممـن ولـدت فليـل الخلـف منتظـري
مـن لـي بمـن نـزع الآجال عن أملي
حـتى أخفـف بعـض الـوزر عـن بشري
أشـكو إلـى الملـك الديان ثم إلى
نجلـي شـحيب همـا مـن بعـده وزري
شـيخ الوفـاء علـي ذي الوفاء أخي
شـيخ الوفـاء علـي ذي العلا الوتر
يـا أيهـا العلمـان الأزهـران خذا
قـولي علـى مهـل واستوضـحا خـبري
إنـي دعـوت إلـى الرحمـن فـي زمن
فيــه الهـدى دارس مسـتطمس الأثـر
فاشــتد سـاعده إذ قمـت وارتفعـت
رايـاته وأضـا فـي البـدو والحضر
ثـم اتكـث محـن الـدنيا علـي ولم
تقـدم لـدي جنـود الصـبر والظفـر
قـام العصاة بثار الجور واحتلفوا
بـاللّه لا نصـروا حقـاً مـدى العمر
فاسـترهبت لهـم الأخيـار وارتعـدت
بعـد اسـتنارتها زنـد الهدى ووري
لكــن أراد تعلــى اللّـه يخبرنـا
كالرسـل والخلفـا فـي سالف العصر
فـاليوم نحـن على أمر الحسود وقد
أحببــت نصـركما بـالراي والبشـر
فاستوصـيا أخـوي اليـوم وائتمـرا
بالنصــر إنكمــا ركنـي ومنتصـري
قومــاً بحفــدكما إيــاي لا تنيـا
لا زلتمــا دركــي عــان ومفتقــر
جـودا اشـددا عضدي بل انشرا خبري
شـدا قـوى عمـدي عودا أقضيا وطري
فــالمرؤ اخــوته لا غيــر اخـوته
أكنــافه فــإذا خـانوه لـم يطـر
لا تجزعــا طرفـاً فيمـا أؤمـل مـن
يكفيكمــا لحريــص أو لغيــر دري
إن الزمــان زمــان قــل مثلكمـا
فيـه فأصـبح مـن ثـوب الوفاء عري
من شاور الكرما في الجود جاد وما
عنـد اللئام لـه رأي سـوى اعتـذر
حاشــا كمـا لكمـا الاجلال فضـلكما
بـاد وجودكمـا فـي العسـر واليسر
لكننــي رجــل لــم ألـق منتجبـاً
إلا وخــزت بأشــعاري فلــم يــثر
والحـي يـألم مـن وخز المقال ولا
تضـني المضـارب لحـم الميت النخر
واللّــه اســأله غفرانــه لكمــا
والخلـد فـي غرفـات الخلد في نهر
مـع أحمـد صـلوات اللّـه جـل علـى
خيــر البريــة بالآصــال والبكـر
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.