
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
كــم ســابح فــي غيــه عــوام
مســـتدرج بالســـتر والانعــام
يـا أيهـا الـروح التي في جثتي
أغرقتهــا فــي أبحــر الآثــام
فـي حليلـة معيوبـة قـد غالهـا
خــب طــراً مــن وابـل الاجـرام
مـع قاصـف مـن ريـح مـوج هب في
مـوج الخطايـا الهـائل اللطـام
فـي جنـح ليـل مـن غوايـات دجى
دجـــن بهيـــم مظلــم طمطــام
فالفلــك مشــحون وفيــه لجــة
وارت متــاع الكــافر الصمصـام
مـاذا تـرى والفلـك قـد قلّت به
أعــوانه والبحــر بحــر طــام
لــو كنـت ذا حـزم وعقـل كامـل
لــم تغـترر يـا أنـوم النـوام
مـن بعـد مـا جـاوزت فيهـا ستة
فــي ســتة ضــرباً مـن الأعـوام
لــم تصـطحب عرفـاً ولا بـراً ولا
تقــوى لهــا مـن قلـة الاحـذام
فــالعرف رقـاص ولكـن لـم يكـن
والــبر لــو بـرَّ لقسـم الـرام
حـاطت بـك الأهـوال فـاطلب ساعة
تنجـو بهـا مـن سـاعة الدمـدام
جـاء الفنا والموت من وافاه في
بحـر الخطـا أصـلي لظـى الاضرام
لا دعـــوة مقبولـــة كلا وهـــل
يرمــي بلا أوتـار رمـي الرامـي
لــم تبــق إِلا خصـلة إِن رمتهـا
روم المجــدّ الحــازم العــزّام
اطـرح بكـف المـوت أطراف الخطا
تعـــل لـــك الألــواح للاســلام
واهجـر سـبيلي التمـادي والمنى
مــع أبحــر التســويف والآثـام
واشـرح لصـبح الجـد اقلاع النجا
فــي وجـه إِذ قـال مـن الانسـام
واقبـل مـن التـدبير سكاناً وقل
للعقــل ســق بـالمركب العـوام
فالعقـــل ربــان ذكــي حــازم
أسـنى مـن الأنـوار فـي الأوهـام
والطيــش إن عــاث تحـذر ريحـه
فــي بارحــات الـتيه والاعظـام
والبـس دروع الخوف منها واحملن
تــرس التقــى واعتـمّ بـالاعزام
وازحـم بلفـظ الزهد واشهر سيفه
واجــث لهـا عـن ركبـة الارجـام
واعلـم بأن النفس من حزب الهوى
فاحــذرهما تنــج مــن الآثــام
لا بــد أن يغشـاك فيهـا منهمـا
أمــواج لهــو مــاطر الارهــام
فـاكتنّ منهـا فـي بلاليـج الحيا
واقــدم ولا ترهــب مـن الاقـدام
قــالب ولا تــرس بمرســى غفلـة
يطــم عليــك المــوج بالاركـام
واقـذف بمقذاف الدعا إن لم تكن
هبــت ريــاح الجــد بالأنســام
فـالرب مـن يـدعوه فيهـا مخلصاً
أجــرى لــه ريحـاً مـن الالهـام
تزجيـه أو ترقـى بـه فـي معقـل
مــن عفــوه المسـتنقذ العصـّام
هـذا رجـائي فيـك يـا مـن عفوه
للخــائف المعصــوم حصــن سـام
أنعمــت بالاســلام أســنى نعمـة
فــاختم بعفـو أنـت ذو الاكـرام
واجعـل وفاتي في الوغى مستشهداً
فــي عــارض كالعــارض البسـام
تحـت العـوالي والظبـا في عصبة
شـــوس لهـــا ميـــم ذرى اعلام
لـم تلههـا الأربـاح فـي أيامها
يومــاً عــن الاســراج والالجـام
ورّادة حـــوض الـــردى كــرّارة
فــي ســاعة الجعجـاع والاحجـام
يـا لهـف نفسـي أو أراني قادماً
قـــدامها بـــالمرهف الجــذّام
فالسـيف واللّـه الـذي جلـى دجى
أقطارهــا فــي الحـل والاحـرام
والسـيف واللّـه الـذي لـولاه ما
قــامت قنــاة الــدين والاسـلام
والسـيف واللّـه الـذي عـزت بـه
أعنــاق أهــل الـدين والاحكـام
والسـيف واللّـه الـذي فـي حـده
وعــظ غــداة الهـرج والغمغـام
والسـيف واللّـه الـذي لا خير في
مــن لا يــراه ســيرة الحكــام
والسـيف ينئي الهام عن أجسادها
والعـز فـي الـدارين قطف الهام
والســيف ديــن مســتقيم قيــم
والســيف يجلـو كربـة الهمهـام
والسـيف أنـس المـرء فـي أيامه
أدنــى مــن الاخــوال والاعمـام
والســـيف ســيف باطــل إلا إذا
وافــاه كــف الفاتـك المقـدام
والسـيف مهـر الحـور في القائه
فــوق الطلا فــي قســطل قتــام
أيـن الأبـيُّ اليـوم أو أين الذي
لــم يختطــم بالــذل والارغـام
أيـن الـذي لا يلتـوي فـي أنفـه
قســراً زمــام الــذل كالانعـام
أيـن الـذي يحمي حمى دين الهدى
أيـن الـذي يحمـي حمـى الايتـام
أين الفتى المستلئم الضرب الذي
مــــا همـــه إلا بلبـــس الَّلام
أين الذي لو قيل يوماً في الوغى
مــن للنــزال انقـض كالضـرغام
أيـن الـذي يصبو إلى صوت الندا
جـــوداً بلا حقـــر ولا الـــزام
أيــن الـذي تعلـو علـى لـذّاته
همّــاته أيــن الكمــي الحـامي
أيـن الذي يختار ما دامت له ال
خيــرات فيهــا أرجــح الاقسـام
أيـن الـذي يهـوى شـراً شيء بلا
شــيء قبيــل المــوت والاعـدام
أيـن الـذي يـزوّر عن دار الفنا
والبــؤس والتنغيــص والاســقام
مــن لـي بقـوم عاهـدوني أنهـم
يصــلون حبلــي فتيــة الاقـوام
مــن لـي بقـوم واعـدوني أنهـم
يجلــون غمــاء الــوغى قـدامي
مــن لـي بقـوم أهـل آداب بهـا
نـــاظرتهم فـــي مجلــس الاعلام
مـن لـي بقـوم قـد نأت أنسابهم
مـا حضـنتهم فـي الواحـد العلام
مـن لـي بقـوم لـم أقم حتى جرت
منــي إليهــم بيعــة الكتّــام
مــن لـي بقـوم فـارقوني خيفـة
مـن غيـر بغـض مـن ذوي الارحـام
مـن لـي بقـوم همهـم همـي وقـد
كنــا معــاً فــي مكتــب الاقلام
مـن لـي بقـوم جـاورتني دارهـم
مــالي لهــم أصــبحت كـاللوام
من لي بقوم أبصروا في الدهر ما
أبصــرته فــي ديننــا القـوَّام
حـتى مـتى الأنصـال فـي أجفانها
والفخـر فـي أغمادهـا في الهام
حـتى مـتى الأخيـار فـي أخدارها
حيـث العـذارى فـي يـد الاطغـام
يـا رئحـا بلـغ رجـالاً مـن بنـي
قيــس بــن إبراهيــم كــالأعلام
أبنا شنوف المالكين أولي الذرى
والفـرع مـن أبنـاء بكر النامي
إِن الألــى ترمــي بهـم همـاتهم
نحــو العلا مــن سـادة الأقـوام
زاروا عمــان تــارة مـع تـارة
مــن حضــرموت فعلــة العــزام
كلاّ علـــى كــل وكــلٌ واصــلوا
لا كالرجـــال الخنــس الجثــام
راحــوا مراحـاً أوردت أجسـامهم
مـــا أملــوا صــحت مــن الآلام
لكــن إِذا كــانت بقـوم تبتغـي
نيــل العلا أوطـت علـى الأجسـام
يـا معبد بل يا بن عبد اللّه بل
يابـا أخانـا يـا بـن ابراهـام
أرغمتمـوا الحسـاد لمـا رمتموا
قصــد الامـام العـادل القمقـام
المنهـل العـذب الـذي أجرى لنا
تأييـده فـي العـام بعـد العام
ذاك العمـاني ابن شاذان الخليل
المعقــــل الأزدي ذو الأحكـــام
ذاك الــذي فـك اليتـامى عزمـه
مســـتنقذاً مـــن قبضــة الظلام
ذاك الــذي طـالتُ علاً مـن عـدله
أرض اليمـــانين بعــد الشــام
ذاك الـذي أحيـا لنـا من ديننا
مــا نــصّ فيــه ســيد الأنــام
الســيد المبعــوث فينـا رحمـة
بالســيف إِذ كنـا أولـي أصـنام
صـلى عليـه اللّـه أعنـي أحمـداً
مــا حـن رعـد الوبـل بـالأرزام
إبراهيم بن قيس بن سليمان أبو إسحاق الهمداني الحضرمي.من أئمة الإباضية، ولد في حضرموت، واستعان بالخليل بن شاذان الإمام الإباضي بعمان فأعانه بجند ومال فاستولى على حضرموت باسم الخليل.وأقامه الخليل عاملاً عليها وأقره الإمام راشد بن سعيد ثم قلد أمر الإمامة بعد ذلك.وكان شجاعاً جلداً على احتمال المشاق له غزوات إلى الهند.أظهر دعوته في حياة أبيه بعيد سنة 450هوكان شاعراً.له مصنفات منها (مختصر الخصال -ط) و(السيف النقاد -ط) ديوان شعره.