
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هــلَّ المحــرّمُ يــا لِشـَجوٍ جُـدِّدا
وجَــوىً بأحنــاءِ الضـُلوعِ تَوقّـدا
قـد هـلَّ فانهـلَ الـدموعُ سـَوافحاً
والهـمُّ أتهـم فـي القُلوبِ وأنجَدا
للــه شــَهرٌ ليــسَ يُجلــى كربُـه
عنَّـا مـدى عُمـر الليـالي سـَرمدا
شـهرٌ تـرى الثقليـنِ فيـه ثواكلاً
تُبـدي لواعـجَ وجـدِها مهمـا بَـدا
شــهرٌ حُمــاةُ الـدِين فيـه ضـُحيت
والـدينُ بعـدَ حُمـاته أضـحى سـُدى
شـهرٌ بـه هَـوت الشـواهقُ إذا هوت
ربُّ المعــالي حيـنَ أرداه الـرَدى
ســِبطُ النـبيِّ ومـن لرِفعـةِ شـأنه
جبريــلُ ناغـاهُ لـدى مـا أُولِـدا
طـودُ الحِجى كهفُ الرجا غوثُ الورى
ليـثُ الشَرى بدرُ الدُجى بحرُ النَدى
يـا رميـةً كبـدُ الوصي بها انفرَت
وسـَرتْ إلـى عيـنِ الرسـالة أحمدا
تعســاً لحِــزب ضــَلالةٍ غَـدرت بـه
أيــن المفـرُّ ولا مفـرَّ لهـا غَـدا
بعثـوا إليـه بـالعُهود ومُـذ أتى
نَقَضـوا العـودَ فمـا عدا مما بدا
فـــازَت بنُصــرته أســودُ ملاحــمِ
سـمتْ الـوَرى فخـرا وطـابتْ محتدا
يقتادُهـا لبجـاً أبـو الفضل الذي
بـالعزِّ والشـرفِ القديم قد ارتدى
غوثُ الورى ليثُ العرين أخو الهدى
مـن فـاقَ فـي عهدِ الأخاء الفَرقدا
يـروي المُهنَّـد من نَجيعِ دم العِدى
ويـرى الردَى في الله أعذبَ مَوردا
تُنبيـكَ عـن سـَطوات حيـدرةِ الوغى
ســطواتُه نبــأً صــحيحاً مُســندا
يــدُ حيــدرٍ حـامتْ حشاشـة حيـدرٍ
حـتى انـبرت من دُونها بري المدى
فأعاضــَه الرحمــن أجنحــةً كمـا
عــاضَ الغضـَنْفَرُ عمَّـهُ المستشـهدا
للــه صــَحبٌ أحـرزت قصـبَ العُلـى
بمفـــاخرٍ جلّــت فلــن تَتَحــددا
فكأنّهــا والمجــدُ سـمطُ نِظامهـا
عقــدُ بأمثــالِ الــدراري نُضـدَا
مـن دُونـهِ بـذلوا النُفوس فعوّضوا
عنهـا لـدى الأخـرى نفـائسَ خـرّدا
لـو أنهـم مَلكـوا نفُوسـاً غيرَهـا
لفَـدَوا بهـا ذاكَ الفَريـد الأَوحَدا
فَغَـدَا فريـدُ الـدهرِ مُنفـرداً يرى
جَنَـدَ العِـدى مـن جـانبيهِ مُجنَّـدا
لـم أَنْسـَهُ مُـذ صـدَّ عنهـم واثنـى
نحــوَ الخيــامِ مُودّعــاً مُـتزوّدا
يَرعـــى نســاءً حاســراتٍ فُقّــداً
بـأبي النِسـاءُ الحاسـراتُ الفُقّدا
فمضـى إلـى الحـرب الزبون مجرّداً
عضــباً علـى حـزِّ النُحـور مُعـوّدا
مِقـــدامُها مِصــداعُها ضــرغامُها
وهمامُهـا السـامي ذرىً والمُقتـدى
يسـطو علـى الجيـش اللهامِ بصارمٍ
فــي حــدِّه الهامـاتُ خـرّت سـَّجدا
أفــديه حيــثُ يصـولُ صـولةَ جـدّه
فيغـوصُ فـي جَمـع الأعـادي مُفـردا
وتطيـشُ مـن فَـرق الـردى أحلامهـم
مهمـا عـدا ذاك الهزبـر وعربـدا
فكــأنَّ أســمرَ لــدنِه أنَّـى هـوَى
صــقرٌ علـى صـيد الكُمـاة تعَـوَّدا
حــتى إذا شـاء الآلـهُ بـأن يَـرى
ذاكَ الهُمــامَ مجـدَّلاً بيـن العِـدى
نـادَته داعيـةُ القَضـاء فخـرَّ عَـن
ظهـر الجَـواد مُلبيـاً ذاكَ النِـدا
فتدكـدَكتْ شـُمَّ الجبـال على الرُبى
وضــياءُ مِصـباحِ الهدايـة أُخمِـدا
خـرَّت لعمـر اللـه أعمـدةُ العُلـى
وهـوتْ برغـمِ الـدِين أعلامُ الهُـدى
للــه مطــروحٌ علـى وجـهِ الثَـرى
مُلقــىً ثلاثــاً بـالعرالن يُلحـدا
للـــه مجـــروحُ غــدا جثمــانُه
بضــُبا الســيوفِ مُوزعـاً ومُبـدّدا
أيسـوغُ لـي صـفوُ الشراب وقد قضى
ظمئانَ ملهـوفَ الفـؤادِ مـن الصَدى
أسـفاً وهـل يُجـدي الكئيـبَ تأسـّفٌ
إن لـم أكن يوم الطُفوف لك الفدا
لهفـي لصـدركَ حيـنَ أضـحى مصـدراً
لسـَنابك الجُـرد العُتـاق ومـوردا
لهفـي لِجسـمكَ حيـن أمسـى بالعَرا
شــِلواً بــأطرافِ الرِمـاح مُـزرَّدا
تَركـوهُ فـي حرِّ الهجير على الثَرى
عريــانَ يــا لِلمســلمين مُجـرَّدا
فــأتتْ إليـه الطـاهرات ثـواكلاً
ينــدبنه نــدباً يُـذيبُ الجلمـدا
تَـذري الـدموعَ بلوعـةٍ حـرّى ولـم
تَـرَ فـي جوى الوَجد المبرِّح مُسعدا
سـُلبتْ فمـذ لـم تلـفَ ساتَر وجهها
جعلـتْ براقعهـا المعاصـمَ واليَدا
طـافوا بهـا بيـنَ الأجـانب حسـَّراً
مــن غيــرِ سـِترٍ لا خمـارَ ولا رِدَا
اللـه أكـبرُ هـل ذَراري المُصـطفى
أســرَى يُجــابُ بهــا فَلاةً فدْفَـدا
مهمـــا رأتْ خُــذلانَها وهوانَهــا
نــدبَتْ أبــاً بـرّاً وجـدّاً أمجـدا
وتسـيل مـن حُـرق الأسـى أجفانُهـا
دمعــاً بـه صـفُح الخُـدود تخـدّدا
جـارتْ عليهـا الحادثـاتُ فلم تدع
غيـرَ العليـل لهـا حميـاً منجـدا
أفـدي عليلاً عـادَ مـن فَـرط الضنى
يشـــكو النُحــول مُغللاً ومُقيّــدا
ويـرى رؤوس بنـي أبيه على القنا
مــا أن يَميــلُ مُصــوّباً ومُصـعَدا
حِكــمٌ وكــم للـه مـن حِكـمِ بهـا
كـاد الأديـبُ أخو الهدى أن يلحدا
يا دهرُ مالكَ كم تجورُ على ذوي ال
مجـد الأُلـى طـابوا نجـاراً محتدا
غــادرتَ عترتهــا عُـراةً بـالعَرا
صــرعى وأســرتها أســارى شـرَّدا
تركـتْ فـوادح خطبـكَ الجلّـي لهـا
كبـداً علـى مـرِّ الليـالي مكمـدا
أودعـتَ مـا بيـنَ الجوانح والحشى
زَفــرات وجـدٍ لـن تبـوحَ وتخمـدا
أنـا لـم أزلْ يا جَدُّ من وجدي لما
قاســيتُ يقظــانَ الجفـون مُسـَهدا
إن لاحَ لــي مثـواكَ سـالتْ أدمُعـي
سـيلَ النَـدى والقلـبُ ذابَ توقَـدا
مثـوىً تَضـَمَّن طيـبُ تُربتـه الشـِفا
لمّــا غـدا لابـن الأطـايب مرقَـدا
أبــتْ المـدامعُ أن تجـفّ غروبهـا
ولهيــبُ أشـجاني أبـي أن يخمـدا
حـتى يقـومَ القـائمُ القُمقـامُ مَن
بهُــدى معــاليه الخلائقُ تُهتــدى
أومـا تـرى شـبل الضراغم كيفَ قد
جـارَ الزَمـانُ علـى عُلاكـم واعتدى
قُـم جَـرِّد السـيفَ اليَمـان وصُل به
فالســيفُ يُخشــى وقعُـه إن جُـرِّدا
يُرضـيكَ يـا مـولى البرّيـة أنّنـا
نقضــي أسـىً ولَهـاً ليومَـكَ رُصـّدا
فـاعطِفْ بطلعتـكَ الـتي نَطفـي بها
غُلَـل الصـَدى غوثاً فقد طالَ المَدى
صــلّى الآلَـهُ علـى رَفيـع مقـامكم
مـا نـاحَ فـي الأيكِ الحمام وغَرّدا
مهدي الطالقاني.شاعر، وأديب من النجف نشأ في بيت علم ودين ويتصل نسبه بعلي بن أبي طالب، كان من معلميه السيد ميرزا الطالقاني والشيخ محمد طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني، في شعره غزل ومدح ورثاء ومن أبيات تعشقه قوله :وكم ليلةٍ قد بِتّ فيها منعَّماً على غير واشٍ بين بيضِ الترائبألا من مُجيري من عيُون الكواعبِ فقد فعلت في النفس فعل القواضبمات ودفن في النجف الشريف.من مؤلفاته: (منهاج الصالحين في مواعظ الأنبياء والأولياء والحكماء)