
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يــا مـن يـرومُ سـُلُوِّي فـي ملامَتـه
أقصــرْ مَلامــي نـي عنـكَ فـي ِشـُغُل
لقــد مضــت لــي أيــامٌ بقربهـم
فيهـا حكيـتُ غصـونَ البانِ من جَذلي
ولَيْـسَ يـا صـاحَ مـا قد حلَّهم عجباً
مـن صـرفِ دَهـرٍ علـى الأرزاء مُشتمل
فكـم برغـم العُلـى صـابت فـوادحُه
ســلالة الطُهـر طاهـا سـيّد الرُسـل
زاكـي السـجيَّة بـل ربُّ الحميّـة بل
خيــرُ البريّــة مـن حـافٍ ومُنتعـل
أعظـم بـذي المفخـر السامي مآثرهُ
فباســلٌ بطــلٌ عــن باســلٍ بطــل
قــد حــاربتهُ بلا ذُحــلٍ ولا تِــرةٍ
طغـاةُ كـل قبيـلٍ مـن أولـي الضلل
رمتـهُ تـالله فـي يـوم الطُفوف يدٌ
قـادت أخـا المُصـطفى في زي مكتبل
قــامتْ لنُصــرته قــومٌ أماثـلُ لا
يُلغـى لهـم أبـدَ الأزمـانِ مـن مَثل
مــن كــل ذي شـرفٍ بـالعزّ مُلتحـفٍ
سـامٍ علـى الخلـق في عِلْمٍ وفي عمل
ذوو المكــارمِ خـوّاض الملاحـمِ كـم
فيهـا أسالوا الدما بالبيض والأَسل
الكاشـفون الـردى فـي كـل قسـطله
والحـاملونَ الأذى في الحادث الجلل
هُـم طلَّقـوا لرضـا البـاري حلائلهم
وواصـلوا الحـور بالعسـالةِ الذُبل
هـم الأُلـى ادّخـر الرحمـنُ نُصـرتهم
لسـبطِ هـادي الـورَى من عالمَ الأزل
كـم جدَّلوا من أعادي الدين ذا حنَقٍ
حـتى شـفوا مـا بأحشَاهم من الغُلل
أفنَــت صــوارِمهم فـي حملـة جملاً
بوقعهـا قـد أروهـم وقعـة الجمـل
وفـوا وراعـوا ذِمـام الحُـبِّ كلهـم
فلــم يفـق رجـلٌ حزمـاً علـى رجـل
وامتازَ عنهم أبو الفضلِ الذي كنزت
يــداهُ منزلــةً تســمو علـى زُحـل
حـوى مـن الفضـلِ ما لا يحُتوى وروى
غرائبـاً نُقلـتْ عـن ذي الفخار علي
قضـوا ظمـاءًُ ولـم تـبرد جـوانحهُم
نفسـي الفِـدا الشـفاهِ بالظما ذُبُل
لقــد أبــادت يـدُ الأيـام جمعهـم
وأفنــتْ الكــلَّ مـن شـابِ ومكتهـل
فعـادَ ذاكَ الفريـدُ النـدب بعـدهم
رميّــةً لــذوي الأظغَــانِ والغِيــل
لهفـي علـى عـاطِشٍ لـم تُـروَ غُلَّتـه
بقطـرةٍ مـن نَميـر المـاءِ أو بلـل
ومُكمــنٍ فـي عراصـي الطـف مُنفـردٍ
كئيــبَ قلـبٍ بنـار الوجـد مُشـتعل
ويــلُ الأُلـى بـدَّلوا للغـي بيعتـه
ببيعـةِ الرِجـس ذي الفحشاءِ والزَلل
جفـــوهُ أيَّ جفــاءٍ بعــد غــدرهم
ألا وإن الجفــا مـن شـيمة السـَفل
لـم أنسـه قـائلاً للقـوم هـل تِـرَةٌ
ترونهــا لكــم يـا ويلكـم قِبَلـي
ألسـتُ سـبطَ رسـول العـالمينَ ومـن
ســما بعــزّ مزايـاه علـى الرُسـل
مـا بـالكم يا جُفاةَ الخلق هل لكم
يحــل قتلـي فـي شـيءٍ مـن المَلـل
فضــــرَّجوه بأنبــــالٍ مفوقّــــةٍ
مـن غيـر حـذرٍ مـن الأوزار والوَجل
حـتى قضـى ولـه الرسلُ الهداةُ غدت
فـي مَـدمعٍ كغـوادي المـزن مُنهمـل
فيــا لأعظــم ملـكٍ بـالعراقِ لقـىَ
مُبضـَّع الجِسـم فـي عفـر الثَرى جدل
قـد رضـَّت الخيـلُ منـه في سنابكها
رفيــع صــدرٍ لعلـم اللـه مُحتمـل
جـاءت إليـه نسـاهُ الحاسـراتُ وقد
همــت مــدامعها كالعـارض الهطـل
نـادتُه زينـبُ يـاكهفَ الأرامـلَ مـن
أرجـوهُ للـدفع عنـي والحمايـة لي
أمــا تــرى حـرمَ الهـادي مُسـلبةً
ممّـا عليهـا مـن الأسـتار والحُلـل
سـاروا بها بعد هاتيك الخُطوب على
أقتــابِ مهزولـةٍ عجفـى مـن الإبـل
ولـي مدى الدَّهر حسراتُ اللهيف بأن
قضـيتُ عمـري فـي التّسـويف والأمـل
بــل ادخــرتُ لحشــري خيـرَ مـدَّخرٍ
أرجُـو به العفو عن جُرمي وعن زللي
حــبُّ الوصــي علـيّ الطُهـر حيـدرةٍ
والقــائمينَ بـأمر اللـه آل علـي
الضـاربون علـى هـامِ السـُها قُبباً
أقتابُهــا مســتمراتٌ علــى زُحــل
والمُرتقـونَ إلـى أوجِ العُلـى شرفاً
يسـمو علـى دارةِ الكرسـيَ لا الحمل
هـم عِلُّـة الكـونِ لـولاهم لما بَصرتْ
عينــاكَ رســماً لمعلــول ولا عِلـل
أنـوارُ قـدسٍ براهـا اللـه من قدمٍ
قبــلَ الأطــايب مـن آبائهـا الأول
غـرُّ المنـاقبِ فـاقوا كـلَّ ذي خَطـرٍ
مـن النـبيين فـي عِلـم وفـي عمـل
هـم مبـدءُ الخلق والدنيا بأجمعها
وباسـِطو العـدل فينـا آخـر الدُول
هـم أوضَحوا محكم الذكر الذي نَسَختْ
أحكــامُه ســائرَ الأديـانِ والمِلـل
هُـم الأُلـى بَذلوا لفي الله أنفسهم
وقوَّمـوا الـدين مـن زَيـغٍ ومن مَيل
هُـم الأُلـى بهـم نـارُ الخليـل خَبتْ
ونـورُ موسـى تجلَّـى فـي ذرى الجبل
زلَّـــت لآدم قـــدماً أيُّمــا قــدمٍ
لكـن عفـا بهـم البـاري عن الزَلل
إن أُرسـلتْ للـورى مـن قبلهـم رسلٌ
فهــم لعمـري منجـى تلكـم الرُسـل
لنــوره ضــرب البـاري بهـم مثلاً
فهـل تـرى لهـم فـي النّاس من مثل
فمـن أرادَ إلـى نهـج الأُلـى سـُبلاً
فليقْفهــم فهُــمُ الهـادون للسـُّبل
كـم جُرَّعوا غُصصاً في الله واحتملوا
مــا ليــسَ للملأ الأعلــى بمُحتمـل
كـم زانهـم طيـبُ أخلاقِ بهـا عبقـت
أريــجُ أخلاقِ طاهــا ســيِّد الرُسـل
يرتـاحُ فـي مـدحهم قلـبي وذكرهُمو
تُشـفى بـه عللـي تُطفـى بـه غُللـي
وحُبُّهـم مـن قـديم الـدهر لـي خلقٌ
والحـبُّ مـا كـان حبـاً غيـر منتقل
ولا يـــزولُ ورب المشــرقين هــوىً
مـن وجـده لـم يـزل في عالم الأزل
لا أختشـي الـدهرَ إمّا خانَ بي وأبي
حـامي الجـوار مجيرُ الخائفِ الوَجل
غضــــنْفَرٌ مُضــــَريٌ لا يُســــامره
ســوى المُهنَّــد والخطيَّــة الـذُبل
يلقـى الضُبا والعوالي باسماً طرباً
كأنّمــا وقعُهــا لحـنٌ مـن الغـزل
يجلـو الخميسَ إذا أسودَ الفضاءُ به
بكــل أبيـضَ مصـقولٍ الفرنـد جلـي
فتبصـرُ الشـوسَ مـن رَهـبٍ ومـن هربٍ
مــا بيــنَ مُنعفــرٍ كـابٍ ومنجـدل
ســلْ أرض صـفّين كـم روَّى روابيهـا
فيـضُ الـدِماء بحـدِّ الـبيض والأسـل
ولـيُّ بـاري الـورى حقـاً وخيـرُ أبٍ
للمصـطفينَ الهـداةِ الأكرميـنَ ولـي
أعظـــم بمُنتخـــبٍ للــه مُنتجَــبٍ
فــي اللـه مُحتمـلٌ بـالله مُحتفـل
وخيـــرُ محتَســبٍ للحمــدِ مُكتســبٍ
بالمجــد مُتّــزرٍ بالفضــل مُشـتمل
شـاهدتَ لـو شـاهدتْ عينـاكًَ طلعَتـه
بــدراً بلا كلــفٍ شمســاً بلا طفــل
تباهـل المُصـطفى الهـادي بـه وبه
بــاهى الآلـهُ فيـا للـه مـن رَجـل
عـمَّ العـوالم ضـوءٌ مـن سـناه فقل
نــارٌ علــى علـمٍ نـورٌ علـى قُلـل
أقصــى مُنانـا ومنجانـا وملجؤنـا
فــي كــل مُعضــلةٍ أو حـادثٍ جلـل
مستمســـكون بحبــلٍ مــن ولايتــه
فيــا لحبــلٍ بجبــلِ اللـه مُتصـلِ
وســوف نــروى بــأكوابٍ مُعســجدةٍ
مــن عــذب كــوثرهِ علاً علـى نهـل
كـم شـيَّدَ الـدينَ حتَّـى صـانَه وقضى
مخضــباً بــدمٍ فــي اللـه مُبتـذل
لــم آلُ فــي نعتـه لكـن معـاجزهُ
تـأبى الحدودَ فليسَ العجزُ من قلبي
صـلَّى عليـه إلـه العـرش مـا هدلت
ورقٌ علــى غُصــنٍ للبــانِ منهــدل
مهدي الطالقاني.شاعر، وأديب من النجف نشأ في بيت علم ودين ويتصل نسبه بعلي بن أبي طالب، كان من معلميه السيد ميرزا الطالقاني والشيخ محمد طه نجف والشيخ آغا رضا الهمداني، في شعره غزل ومدح ورثاء ومن أبيات تعشقه قوله :وكم ليلةٍ قد بِتّ فيها منعَّماً على غير واشٍ بين بيضِ الترائبألا من مُجيري من عيُون الكواعبِ فقد فعلت في النفس فعل القواضبمات ودفن في النجف الشريف.من مؤلفاته: (منهاج الصالحين في مواعظ الأنبياء والأولياء والحكماء)